اعتبر حسين العباسي أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل، أن انتفاضة الحوض المنجمي التي انطلقت يوم 5 جانفي 2008 وامتدت لستة أشهر، هي التي دقت المسمار الاول في نعش نظام بن علي. وقال "من غير المنصف ان يقع اسقاط شهداء وجرحى هذه الانتفاضة من قائمة شهداء وجرحى الثورة".. وأضاف:"استغرب ما حدث داخل المجلس التأسيسي وعدم ادراج شهداء وجرحى الانتفاضة في المرسوم 97.. ومهما سمعت من تبريرات تبقى غير مقبولة.." ورأى أنه "لو عايش المسؤولون وأعضاء التأسيسي الذين كانوا آنذاك في السجون أحداث الحوض المنجمي لما أقدموا على التصويت بالاغلبية على المرسوم 97." وأشار خلال ندوة نظمتها أمس نقابة التعليم الثانوي في الذكرى الخامسة لانتفاضة الحوض المنجمي الى أن "الاتحاد العام التونسي للشغل وكل قوى المجتمع المدني تعتبر شهداء الحوض المنجمي شهداء الثورة التونسية.. ولابد من تنقيح المرسوم 97 وادراج شهداء وجرحى الحوض المنجمي ضمن شهداء وجرحى الثورة.." وأوضح العباسي في ذات الاطار أن "تونس لن ترضى الا بانصاف شهدائها في الحوض المنجمي وتحقيق أهداف الثورة التي لم تتحقق بعد، ونحن اليوم امام منعرج فإما ان ننتقل الى دولة مدنية ديمقراطية أو ننحني ونقبل بمشروع ثان لا علاقة له بالعدالة الانتقالية ولا بالانعتاق ولا باهداف الثورة." وفي نفس السياق أشار لسعد اليعقوبي كاتب نقابة التعليم الثانوي الى أنه تم اطلاق مبادرة العريضة الوطنية للمطالبة بادراج شهداء وجرحى الثورة في المرسوم 97. بتر الثورة.. من جانبه رأى أحمد الصديق عضو هيئة المحامين من خلال عرضة لتاريخ انتفاضة الحوض المنجمي، أنه عندما نربط مواقف بعض المسؤولين في الحكومة اليوم من قيادات الحوض المنجمي على غرار عدنان الحاجي.. لا يصبح التصويت على المرسوم 97 مجرد مظلمة بل هو بتر للذاكرة بتر لثورة 17 14 جانفي من ممهداتها." وقال : "حتى وان تم وضع قانون خاص بشهداء وجرحى الحوض المنجمي فلن نرضى بذلك فالقيمة في رمزية اعتبار شهداء الحوض وجرحاه شهداء وجرحى ثورة." وأضاف : "أمام الصمود الاسطوري الذي أبداه أبناء الحوض المنجمي في مواجهة دكتاتورية بن على وآلته الامنية القمعية.. لا اعلم كيف ينظر نائب التأسيسي الى نفسه في المرآة وهو قد صوت ضد ادراج شهداء وجرحى الحوض المنجمي في المرسوم 97. " اسقاط المرسوم 97 لم تبتعد بقية المداخلات عن سياق مداخلة العباسي والصدّيق، ودارت جميعها حول اسقاط المرسوم 97 لشهداء وجرحى انتفاضة الحوض المنجمي، إذ بين عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أن 5 جانفي 2008 هو "تاريخ مضيء في مسار الشعب التونسي ومن حق شهداء وجرحى الحوض أن يكونوا شهداء ثورة وشهداء شعب".. ورأى أنه من واجب كل مكونات المجتمع المدني ان تناضل من اجل تحقيق ذلك.. وأوضح ناجي البغوري الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحفيين أن "اللحظة حاسمة في اعادة كتابة التاريخ وأهم جزء فيه هو الاعتراف بالفضل لأبناء الحوض المنحمي.. كما انه من المؤسف تزوير التاريخ أو عدم انصافه شهداء وجرحى المنطقة." وطالبت كلثوم كنو رئيسة جمعية القضاة "ادراج شهداء الحوض المنجمي وجرحاه ضمن قائمة شهداء تونس ولم لا شهداء أحداث الخبز وغيرها من الاحداث التي عرفتها تونس فالمسألة المادية مسألة ثانوية جدا اذا ما وضعناها في موازاة القيمة المعنوية." وعلى هامش التظاهرة الاحتفالية بذكرى الحوض المنجمي أفاد عضو المجلس التاسيسي سمير بالطيب في تصريح ل"الصباح" أنه وبعد تصويت أغلبية المجلس التاسيسي بالرفض للمبادرة التي تعلقت بتنقيح المرسوم 97، من المنتظر أن نتقدم بمشروع قانون يعتبر شهداء الحوض المنجمي وجرحاه شهداء وجرحى ثورة.