لمعالجة ظاهرة الصيد بالكيس والتي كان لها الأثر السيئ على المخزون السمكي وعلى الكسب اليومي لعموم البحارة المتعاطين للصيد بالطرق التقليدية أقرت وزارة الفلاحة بعد لقاء جمع الوزير محمد بن سالم مع جمع من ممثلي المهنة جملة من الإجراءات التي من شأنها المساعدة على التوقف عن الممارسات المخلة بالتوازن الإيكولوجي البحري والمحافظة على موارد رزق فئة عريضة من البحارة. ومن بين الإجراءات التحفيزية للإقلاع عن طرق الصيد العشوائي واستبدال معدات الصيد بالكيس بأخرى قانونية تمكن أصحاب مراكب الصيد المتحصلة على رخص صيد ساحلي من منحةإستثمار ب25بالمائة،مع الإعفاء من الأداء على القيمة المضافة المقدرة ب18بالمائة. ووعدت الوزارة بالتدخل لدى المصالح البنكية لتيسير التمويل المندرج في هذا الإطار. وفي المجال الرقابي تم إقرار تعزيز التنسيق مع مصالح المراقبة لوضع حد لممارسات الصيد المحظور من قبيل الجر والشنشول بالأعماق غير القانونية. وستتم دراسة ملفات مراكب الصيد غير المتحصلة على رخص حالة بحالة لتسوية وضعياتها. ومن غير المستبعدطرح إمكانية تأجيل تنفيذ عقوبات الخطايا المالية الصادرة في شأن مخالفات الصيد بالكيس لمدة تتراوح بين السنتين إلى الثلاثة على أن تخضع للتحري من مدى استجابة المخالفين لتراتيب وضوابط الإقلاع عن الصيد الجائر والمحجرمع بحث إمكانية طرح الخطايا في حالة عدم العود. يذكر أن هذا اللقاء يأتي عقب جلسة عمل أولى ضمت مجموعة من ممثلي بحارة قرقنة إلى طاولة حوار ساخن بمقر وزارة الفلاحة منذ زهاء الأسبوعين على إثر حادثة الإبحار التي أقدمت عليها مجموعات من البحارة على متن عشرات المراكب في اتجاه إيطاليا قبل أن تعود أدراجها بسبب سوء الاحوال الجوية حينها. وكانت شكلا تعبيريا عن نفاذ صبر البحارة من تدهور موارد رزقهم جراء تفاقم ظاهرة الصيد بالكيس التي باتت تهدد باندثار المخزون السمكي. وتم خلال هذه الجلسة تجديد تأكيد الإدارة على المواصلة في التصدي للمخالفين وردعهم.مع تجنب الإقصاء في مستوى المساعي التي يفترض تنفيذها لمعالجة الظاهرة وذلك باعتبار أصحاب مراكب الصيد بالكيس جزءا من الحل وهو ما يفترض حملهم على الانخراط في الجهود المبذولة للمحافظة على الثروة السمكية. يذكر أن جلسة السبت الماضي سجلت مغادرة عدد من البحارة على إثر تشديد الوزير على عدم التسامح في ردع ظاهرة الصيد المحجر.وفق ماورد في بلاغ صادر عن الوزارة . وانعقد اللقاء بعد فك الحركة الاحتجاجية لمجموعة من البحارة شلت حركة التنقل بحرا بين صفاقسوقرقنة.