بادرة فنية جديدة، للموسيقار والملحن التونسي الطاهر القيزاني، تبدو من حيث الشكل والأهداف فريدة من نوعها أطلق عليها مهرجان "وان شان شو"one chant show" أو مهرجان الغناء المنفرد الذي ينتظم بدعم من المندوبية الجهوية للثقافة بسوسة. سيقام بالمسرح البلدي بسوسة أيام 14 و15 و16 من الشهر الجاري بمشاركة عدد من نجوم الأغنية في تونس في مجالات فنية وأنماط غنائية مختلفة. وقد عقدت صباح أمس بأحد النزل بالعاصمة ندوة صحفية خصصت لتقديم كل متعلقات هذا الحدث الموسيقي الذي وصفه باعثه بأنه مهرجان كبير ومتميز على جميع الأصعدة وذلك بحضور الشاذلي عزابو المندوب الجهوي للثقافة بسوسة إضافة إلى بعض الفنانين المشاركين في المهرجان على غرار حيدر أمير وأحمد الماجري وهيثم الحضيري. ويشارك في الدورة الأولى للمهرجان إضافة إلى الأسماء سالفة الذكر كل من سنية مبارك وزياد غرسة ومحمد الجبالي وبنديرمان ومنير الطرودي وحاتم القروي. وعلل صاحب فكرة المهرجان اختياره هذه الأسماء بأنه حرص على بعث تظاهرة فنية برؤية مختلفة عن المألوف في مثل هذه المهرجانات الوطنية أو الجهوية. واعتبر ما تتوفر عليه بلادنا من أصوات متميزة تعكس فسيفساء من الأنماط الموسيقية والغنائية بمثابة الدافع الكبير للمضي قُدما في التحضير لهذا المشروع وبحث سبل إنجاحه على غرار دأبه في التظاهرات التي بعثها سابقا كمهرجان العزف المنفرد وغيرها من التظاهرات الأخرى. وبيّن في نفس السياق أن بعض الألوان الموسيقية التي توجد في الساحة الفنية في بلادنا تعد مكسبا للثقافة من ناحية وتأكيدا على ثراء المشهد الفني والمدارس الموسيقية على هيثم الحضيري كفنان أوركسترالي يغني باقتدار الأوبيرا فضلا عن اتقانه الغناء الشرقي والعربي إضافة إلى بنديرمان وأحمد الماجري الذي اختص بلون الريقي ليكون بقيتارته في سهرة في عرض خاص على طريقته في سهرة اليوم الثاني. كما اعتبر الأسماء المشاركة بمثابة قيمة فنية في بلادنا رغم أن أغلبهم لا يزال في بداية مشواره الفني. وأوضح أن المهرجان يمتد على ثلاثة أيام يشارك في كل سهرة ثلاثة فنانين يقدم كل واحد وصلة غنائية بمفرده لكن الشرط في ذلك هو أن لا يتجاوز عدد الآلات الموسيقية المعتمدة لدى كل فنان إثنان. واعتبر أن التنوع في الآلات الموسيقية التي سيتم اعتمادها في سهرات الدورة الأولى للمهرجان كان خيارا من بين أهداف التظاهرة على نحو يكون فيه مهرجان الغناء المنفرد مناسبة للإبداع والاستمتاع بنوعية محددة من الموسيقى والغناء من ناحية وخطوة في مسار التوثيق والتأكيد على مدى أهمية التخصص الموسيقي في بلادنا لاسيما في ظل تعدد التجارب وتنوعها. معضلة الدعم وعبر الطاهر القيزاني خلال نفس المناسبة عن استيائه من عزوف المؤسسات الاقتصادية التونسية بجميع أنواعها عن دعم هذا المهرجان خاصة والأنشطة الثقافية بشكل عام في هذه المرحلة بالذات. واعتبر غياب هذا العامل كان سببا في تأجيل بعث هذه التظاهرة إلى الموعد الحالي بعد أن كانت مبرمجة في شهر أكتوبر الماضي. من جهته عبر المندوب الجهوي للثقافة بسوسة عن دعمه اللامشروط لهذا المولود الثقافي الذي يعد مناسبة لصرف اهتمام الرأي العام والخاص عن الشأن السياسي الذي استحوذ على اهتمام الجميع من ناحية وليساهم في إعادة النشاط الفني والثقافي من بابه الواسع. واعتبر هذه التظاهرة بمثابة مشروع متكامل يخدم الثقافة والمجتمع في آن واحد . لأنه يرى في جمع أسماء في قيمة المشاركين في مهرجان واحد يعد مكسب في حد ذاته وفرصة للاستمتاع بما يمتلكه هؤلاء الفنانين من طاقات صوتية او إمكانيات فينة في العزف والغناء. وأعرب الطاهر القيزاني عن تفاؤله بنجاح المهرجان الذي انطلق في التحضير له مع الفنانين والجهات المشاركة فيه منذ شهرين. وبيّن انه سوف لن يكتفي في هذه التظاهرة بالأسماء والبرنامج الذي تم ضبطه للسهرات الثلاث وإنما أعد برنامجا متنوعا يتمثل في حضور مختلف الأنماط الفنية على غرار الفن الشعبي والصوفي وغيرها من الإيقاعات الأخرى التي ستكون ضمن الأنشطة الاحتفالية قبل انطلاق السهرات. في المقابل عبر الفنان حيدر أمير عن ترحابه بهذه المشاركة وتحدث عن عرضه قائلا:"أنا أميل للأغاني الطربية وسأقدم في هذا المهرجان جزء هاما من إنتاجاتي الخاصة فيما سأخصص جزء من برنامجي في العرض لتقديم أغان لفنانين مشارقة ليصاحبني في ذلك عازفان وهما الشاذلي الهمامي على "الكلارينات" وحلمي الماجري على البيانو". وأكد هيثم الحضيري في نفس السياق أنه سيغني الأوبيرا ويقدم وصلة من الأغاني الغربية والعربية على طريقته وذلك بمرافقة آلتي البيانو والفيولنسال. فيما وعد أحمد الماجري بأن يقدم عرضا متميزا على طريقته وبمصاحبة قيتارته.