المتهمون هشّموا شاحنة الضحية ويتّموا أربعة أطفال صفاقس- الاسبوعي: جدّت خلال الاسبوع الفارط باحدى الضيعات الفلاحية بمعتمدية بئر علي بن خليفة الواقعة على بعد 62 كلم غرب مدينة صفاقس جريمة قتل راح ضحيتها كهل في منتصف عقده الخامس إثر محاولته التدخل لفض خصومة سابقة بين ابن أخيه وثلاثة أشقاء أصيلي نفس المنطقة عملوا على منع الاول من منافستهم على شراء كميات الزيتون المعروضة للبيع في الضيعة. «الاسبوعي» زارت منزل الضحية وعادت بالتفاصيل التالية: مناوشات تحولت الى خصومة حادة عندما وصلنا الى منزل الضحية المبروك بن علي بن حسين (44 سنة) الكائن بمنطقة «التبينات» الفلاحية التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مركز معتمدية بئر علي كان صدى العويل مازال يتردد في الاركان وحركة المعزين لم تهدأ بعد.. استقبلنا السيد أحمد شقيق الضحية وحدثنا عن تفاصيل الجريمة بتأثر بالغ قائلا «يوم الواقعة استقل عصام ابن شقيقي (23 سنة) شاحنته في اتجاه ضيعة «بوسليم» ليبتاع كمية من الزيتون. وأثناء العمل حوالي الساعة منتصف النهار والنصف نشبت بينه وبين ثلاثة أشقاء اصيلي المنطقة مناوشات بسبب رغبة هؤلاء في الاستئثار بالعمل بمفردهم في ذلك الموقع حتى يتسنى لهم التحكم كما أرادوا في أسعار بيع الزيتون، هذه المناوشات سرعان ما تطورت الى خصومة حادة وعندما حاول ابن أختي الرحيل من ذلك المكان اعترضوا سبيله بالقوة واعتدوا عليه بالعنف وهشموا بلور شاحنته الامامي. الصدفة القاتلة كان شقيقي المرحوم المبروك في الاثناء يقوم بجولته اليومية كما جرت العادة منذ سنوات على متن شاحنته لبيع الاسماك اذ مرّ صدفة بجانب ضيعة «بوسليم» اين لاحظ تجمهرا حول شاحنة أبن أخيه فنزل لاستجلاء الحقيقة ومحاولة التدخل بالحسنى لتطويق الخلاف فتعرض بدوره الى التعنيف والى تهشيم بلور شاحنته من طرف الاشقاء الثلاثة، ثم وفي لحظة غدر طعنه أحدهم بسكين كان بحوزته في الصدر مما تسبب في إصابته بنزيف حاد توفي على إثره وهو في الطريق الى المستشفى المحلي ببئر علي بن خليفة، وهنا تدخلت أرملة الضحية متسائلة وهي تحتضن رضيعها الذي لم يتجاوز بعد سنته الاولى بعيون ترقرقت بالدموع وبنبرة حزينة: من سيتكفل بي وبأبنائي الاربعة الذين لم يتجاوز أكبرهم العشر سنوات من عمره بعد رحيل زوجي؟ ومن سيعيل حماتي المسنة التي أنهكها المرض؟ وما ذنب فلذات كبدي حتى يتيتموا في أولى خطواتهم على درب هذه الحياة الشائكة التي لا ترحم» هنا أنتهى حديث العائلة يذكر أن أعوان الحرس الوطني ألقوا القبض على المظنون فيهم الثلاثة، إضافة الى ابن شقيق الضحية في انتظار استكمال التحقيقات وإحالة من ثبتت إدانتهم على أنظار العدالة.