- لم تحل الفاجعة وتسكن القلوب الآلام والحسرة وتبكي العيون بكاء مرا مريرا يوم أردت الأيادي الآثمة والمجرمة الأمين العام لحزب الوطد الموحد شكري بالعيد قتيلا يتخبط في دمه ولكن يوم تسلل إلى ربوعنا المنعرج الدموي و الإجرامي منذ شهور وشهور والأمثلة بمرارة عديدة ومتعددة وكنا قد نبهنا إلى ذلك على صفحات جريدتنا الغراء "الصباح" في ركن المنتدى بتاريخ 2012/10/23في مقال تحت عنوان"موسم الهجرة إلى الإغتيالات السياسية" حينما فارقت روح لطفي نقظ الزكية الحياة بمدينة تطاوين الأبية فكتبنا" إن يوم أمس في تاريخ تونس يوم ليس كبقية الأيام لأن ما حدث من ضحية بتطاوين أدخل بلادنا في منعرج جديد خطير فسيلان الدم ليس بالأمر العارض ينتهي بانتهاء وقوعه والذي جعلنا نرى المستقبل قاتما.. إن الأمور تسير بنسق تصاعدي، فمن الاعتداء على علم البلاد وحرق أضرحة الأولياء إلى إضمار القتل واقترافه". لقد بلغ السيل الزبى بعد أن أقترفت الجريمة النكراء يوم الأربعاء صباحا بتاريخ6/ 2/ 2013 في واضحة النهار برصاصات غدر لا تقل دموية وإجراما عن رصاصات اليد الحمراء التي اغتالت الزعيمين العظيمين الخالدين فرحات حشاد والهادي شاكر المناضلين ضد الاستعمار المباشر. إن ما حدث أمر جلل وخطب عظيم وتحول الشعب التونسي بأسره إلى العيش صباحا مساء في ليل دامس ونفق مظلم سببته مجموعة الظلام، عدوة الحياة سخرت بتطلعات شعبنا العظيم الذي خرج يوم14 /1 /2011 لا من أجل أسلمة البلاد ولا من أجل تثبيت الهوية العربية الإسلامية فهو متأصل فيها وإنما خرج من اجل حرية الكلمة والرأي وكرامة العيش. هذه المجموعة الآثمة بدا جليا وواضحا أن العيش لا يستقيم لها إلا أن تكون يدها مخضبة بالدماء. ولكننا في المقابل والدم يقطر لا من جسد الشهيد شكري بالعيد فقط ولكن ينزف من قلب كل تونسي حر أبي لا نرى ونسمع من همهم الوحيد وحرقتهم إلا التشبث بالكرسي والتكالب على المناصب حتى حولوا تونسنا العزيزة - التي هي بحاجة اليوم إلى الرأي السديد وإلى الحكمة البالغة لا لإنقاذ الحاضر فقط وإنما لإنقاذ الأجيال القادمة - إلى مأدبة الأيتام يتسابق عليها اللئام من فرط الجشع والبطر للوصول إلى كرسي المسؤولية. نقول لهؤلاء إن المسؤولية العظمى والمثلى التي يبلى كل شيء في الكون وتبقى خالدة إلى يوم فيه يبعثون هي مسؤولية حماية تونس من العنف إلى حد الإجرام وتسلط لغة الإقصاء والتهميش والاستبداد بدل لغة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.