تمّ ليلة أوّل أمس تقديم العرض الأول لمسرحية "عربي ونص ..من أجل عيون الحكومة" بالمسرح البلدي بالعاصمة.. والمسرحية من نوع "الوان مان شو" ومن إخراج الصادق حلواس وأداء الممثل الكوميدي العربي المازني. انطلق العرض بعد الثامنة مساء( كان مبرمجا للساعة السابعة والنصف) "عربي ونص..من أجل عيون الحكومة" يحيلنا مباشرة على عمل فني يطرح من خلال مظاهر اجتماعية حال السياسة في البلاد وينتقد هناتها ولو اعتمد على السّخرية ..فالمسرح بطبعه سياسي كما ذكر ذات مرة مخرج هذا العمل وكاتب نصّه (بمشاركة محمد العربي المازني) لكن العرض الأول للعمل الذي أنتجته "نوت فوند" بدت فيه السياسة- وهي الخبز اليومي في أحاديث التونسيين اليوم وأهم هواجسهم -ثانوية وخاض في القضايا المتعلقة بوضع التونسي الاجتماعي والاقتصادي بشكل عرضي واكتفى ببعض النكت المستهلكة عن المجلس التأسيسي وأعضائه فيما كنا نتوقع أن يكون هذا العمل المسرحي أكثر عمقا من سكاتشات المازني التلفزيونية..صحيح لا يمكننا أن نحمّل عملا من صنف "الشو" أكثر من طاقته لكن وصف محمد المازني لجمهوره بالذكي يلزمه بأن يكون في مستوى فطنتهم ويحاول تطوير النص الذي كتبه صحبة المخرج حتى لا نقول أن الأفكار الحاضرة فيه ليست بجديدة عن أعمال "نوت فوند" فجل نصوصها تشترك في الملامح ذاتها كالحضور الدائم للصور المتحركة في عبارات ممثلي "الوان مان شو" العاملين مع هذه الشركة أو سخريتهم من الأسماء ذاتها في عالم السياسة..نص هذا العمل كان أضعف مكوناته رغم أنه الأساس ومقياس استمرار العروض المسرحية ..ولئن استطاع الفنان جعفر القاسمي الإضافة لمسرحيته "التونسي.كوم" وارتجاله في أكثر من مناسبة في عروضه فإن الخبرة والتمكن من أدواته المسرحية في أعمال هامة على المسرح الوطني وغيرها ساعدته على تجاوز ثغرات نصّه غير أن الممثل الشاب العربي المازني مازال في خطواته الأولى مسرحيا وقد أثبتت تجربته الأولى على الرّكح ليلة أول أمس أن الطريق أمام هذا الممثل مازالت شاقة وطويلة وعليه التمرّس أكثر والغوص أعمق في عالم الفن الرابع حتى يقدّم تجارب درامية عوض سكاتشات برنامج "لاباس" خاصة وأنه يملك الموهبة القادرة على تأهيله مستقبلا ليكون من أبرز نجوم الكوميديا في تونس. أداء محمد العربي المازني يمكن أن يكون أفضل بكثير في العروض القادمة من "عربي ونص ..من أجل عيون الحكومة" خاصة إن وقع تطوير هذا "النص النظيف" الخالي من عبارات الشتم والإيحاء الجنسي المبتذل وهي ميزة نادرا ما نجدها في أعمال مسرح "الممثل الواحد" كما نسوق ملاحظة لفتت انتباهنا خلال العرض وهي استياء أغلب الحضور من تكرار العربي المازني لبعض سكاتشات برنامج "لاباس" كما هي وحتى وإن كانت هذه المداخلات التلفزيونية من كتابته وأدائه فإن لها إطارا أنجزت فيه وتكرارها أضرّ بعمله المسرحي ولم يضف إليه. تجدر الإشارة إلى أن االنائبين إبراهيم القصاص وإياد الدهماني حضرا العرض الأول لمسرحية "الوان مان شو" للعربي المازني فيما امتلأت مدارج المسرح البلدي بحضور غلب عليه عنصر الشباب.