السؤال الكبير الذي فرض نفسه بقوة مجددا على الفرنسيين والمعنيين بسير الانتخابات البلدية والجهوية الفرنسية وبالمسار السياسي للرئيس الفرنسي الجديد، لماذا صوت غالبية الفرنسيين للاسبوع الثاني على التوالي ضد مرشحي حزب ساركوزي والائتلاف الذي حوله؟ وهل يمكن تبرير موقف غالبية الناخبين الفرنسيين من الرئيس الجديد وفريقه بعد 9 اشهر فقط من الانتخابات التي اوصلتهم الى الايليزيه وماتنيون وضمنت تفوقهم في البرلمان؟ هل هو «التصويت السلبي»؟ (vote sanction) أم ينبغي التقليل من الدلالات السياسية لنتائج هذه الانتخابات.. بحكم صبغتها المحلية والجهوية ولأن الفارق بين نسبة الاصوات التي فاز بها اليسار (48.92 بالمائة) واليمين (47.47 بالمائة) ليس كبيرا جدا؟ تقييمات الساسة الفرنسيين للنتائج متباينة جدا.. + فاليسار وحلفاؤه مستبشرون بعودتهم الى الساحة بعد دورات من الهزائم في الانتخابات البلدية والبرلمانية والرئاسية ولاحظوا أنهم حققوا في انتخابات الاحد تفوقا كبيرا في الانتخابات الجهوية أيضا: 51.1 بالمائة من الاصوات مقابل 44.4 فقط لليمين . + كما بدأ الاشتراكيون بزعامة سيغولان روايال تعبئة الطاقات استعدادا للعب دور سياسي أكبر وطنيا وجهويا ومحليا . ++ في الاثناء دعا سياسيون بارزون من اليمين مثل رئيس الحكومة السابق جون بيار رافاران اليمين إلى القيام باصلاحات أعمق تقنع الشعب الفرنسي بالخطوات التقدمية في سياسة «الاغلبية الرئاسية «الحالية وتدعم تحالفا جديدا بين قوى اليمين و«الوسط الجديد» (بعد سقوط فرانسوا بايرو نفسه).. ++ ودعا آخرون ساركوزي الى القيام بتعديلات واصلاحات أنجع تشمل ملفات عديدة منها التشغيل والقدرة الشرائية للمواطن الفرنسي. في الاثناء يتبارى بعض خطباء اليسار واليمين في تشخيص «هزيمة» حزب ساركوزي الانتخابية.. وبلغ الامر بالسيد فرانسوا هولاند زعيم الحزب الاشتراكي الحالي الى حد اختزال مطالبه السياسية في مطلب واحد: «تغيير سلوكيات ساركوزي».. ++ لكن الانتخابات الفرنسية الجديدة وجهت رسائل عديدة من بينها تأكيد غالبية الناخبين الفرنسيين مرة أخرى على رفضهم احتكار الحياة السياسية والمناصب من قبل قوة واحدة.. كما يفسر سقوط رموز من «الوسط «(بما في ذلك زعيمه بايرو) واليمين وأقصى اليمين (الذي فازبصفر فاصل 20 فقط من الاصوات) بحرص تيار من الناخبين الفرنسيين على التغيير والتجديد.. وهو توجه يتماشى مع الرسالة التي وجهها الناخبون الذين قاطعوا الاقتراع في الدورتين الاولى والثانية.. وبينهم نسبة كبيرة من سكان الضواحي واحياء المهاجرين بين حاملي الجنسية الفرنسية.. حيث الاوضاع المادية اسوأ.. ونسب البطالة أرفع.. والتشكيات من تدهور القدرة الشرائية أكبر.. أي أن العوامل التي أثرت في النتائج وستؤثر في مستقبل فرنسا القريب اقتصادية واجتماعية أساسا ومن بينها البطالة وتدهور القدرة الشرائية وملفات الهجرة..