الصباح – الصحافة الإيطالية يبدو أن ظاهرة الانتحار حرقا التي كان البوعزيزي أول ضحاياها قد انتشر صداها وبلغ التأثر بها ليس في العالم العربي فقط وإنما حتى في أوروبا، ففي نهاية الأسبوع الجاري شهدت إيطاليا حادثة مماثلة هزت الرأي العام رغم أن مرتكبها لم يكن سوى مهاجرا تونسيا. ففي شقة بالطابق الأول بحي"سانتا كاترين دا سيانا" بمنطقة"ألبينياسيقو" أقدم كهل تونس في الخامسة والأربعين يدعى فتحي اليحياوي على سكب البنزين على جسده وإضرام النار فيه، مما ألحق به حروقا بليغة انتشرت على نحو 80 في المائة من مساحة الجسم استوجبت الاحتفاظ به إلى حد كتابة هذه الأسطر تحت العناية المركزة. وحسب ما ورد في وسائل الإعلام الإيطالية فإن المتضرر اصطحب صباح ذلك اليوم ابنه الأكبر(10 سنوات) إلى المدرسة ثم في طريق عودته إلى البيت عرّج على محطة لبيع المحروقات واقتنى كمية من البنزين ثم واصل سيره نحو المنزل. وبمجرد وصوله في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا وبسبب خلافات زوجية خاصة وأن وضعيته المالية غير مستقرة وتهديد زوجته بالانفصال فقد انتابته حالة من الإحباط وسارع إلى سكب البنزين على جسده ثم أضرم فيه النار امام أعين زوجته(32 سنة) وطفله الذي لم يتجاوز ربيعه الخامس ليتحول في لحظات إلى كتلة ملتهبة. حينها سارع الطفل إلى الشرفة وأطلق عقيرته بالصراخ طلبا للنجدة بينما حاولت الزوجة إطفاء النار.. الصراخ بلغ صداه مسامع أحد أجواره فتدخل وسيطر على النار بواسطة زربية على الأرجح ثم طلب الإسعاف، فحل أعوان الحماية المدنية ونقلوا المهاجر التونسي إلى مستشفى بادوفا أين احتفظ به في حالة صحية وصفت بالحرجة، ومن المنتظر أن تتدخل السلط المحلية للوقوف إلى جانب العائلة وفق ما أفاد به رئيس بلدية الجهة لوسائل الإعلام الإيطالية.