هم مجموعة من شباب عين دراهم المعطلين عن العمل ومن حاملي شهادات تعليم عال يعملون بمكاتب البريد منذ سنوات ضمن اليات التشغيل والتربصات المهنية والبحث النشيط عن عمل وهم الى اليوم يواصلون تربصاتهم بكل انضباط واجتهاد واخلاص. اشتغلوا أيام الثورة وفي أحنك ظروف مرت بها البلاد وبدون أجر فقط لأجل الخبرة. هؤلاء الشباب طال انتظارهم على أمل الانتداب وتسوية وضعياتهم المهنية لكن دون جدوى والحال أن عدة قطاعات أخرى بادرت بانتداب متربصيها أو نيابات أو متعاقدين "التربية والتعليم الصحة الفلاحة "، ورغم مكاتباتهم للمصالح المعنية والوزارات ورغم وعد المدير الجهوي للبريد بجندوبة بانتدابهم على مراحل نظرا للشغورات الحاصلة بالمكتبين الاضافيين ببوش وأولاد هلال الا أنهم الى حد هذا التاريخ مازالوا في انتظار قرار التنفيذ. منذ قيام الثورة المباركة سعدت كل القلوب لانفراج أزمة البطالة الا قلوب هؤلاء الشباب التي دخلها الحزن واليأس، هم لا يزالون ينتظرون المناظرات والانتدابات والى حد الآن لم تتح لهم فرصة المشاركة في هذه الانتدابات على أساس تكافؤ الفرص ويكون فيها الفيصل للشهادات والكفاءة وليس السن، هؤلاء كما قال أحدهم لم يجدوا حظهم في من شملهم الانتداب على أساس التعويض والخبرة مثلما حصل في عدد من الوزارات مضيفا أن هناك بعض الأشخاص أسعفهم الحظ بالنجاح في أكثر من مناظرة وهذا ليس من العدل فالواجب هو شطب كل مترشح يباشر عمله من لائحة المعطلين عن العمل أضف الى ذلك كما قال شاب آخر أن الادارة التونسية لا تزال تعاني من الرشوة والمحسوبية والمحاصصة الحزبية. هؤلاء الشباب لا يطلبون صدقة بل يريدون حقهم في الحياة خاصة وقد أحبطت عزائمهم وطالهم اليأس ومن حقهم العمل في مكاتب البريد بالجهة لأنهم كما قالوا وضعوا بصماتهم في كل أوراقها ومعداتها ودفاترها وسجلاتها واستقبلوا حرفائها والعمل اليومي معهم لقد عرفوا كل صغيرة وكبيرة واكتسبوا كل الخبرات في هذه الادارة. والمطلوب اليوم من رئيس الحكومة التدخل الفوري لاعطاء الاذن قصد انتداب هؤلاء خاصة وقد وجهوا له عريضة مؤخرا يقولون له فيها حرفيا بأنهم لن يتخلوا عن حقهم في العمل بهذه المؤسسة لأنهم الأجدر والأصلح وخبرتهم وأقدميتهم وعشرتهم مع البريد تخول لهم ذلك وتعطيهم الأولوية في الانتداب وحرام أن تذهب سنوات عملهم هباءا.