الجواب: من مظاهر كرامة الانسان أنه لا يجوز لكل فرد أن يضيع وسط الجماعة فالدولة تكفل لكل مواطن من مواطنيها عاجز عن القيام بنفقات ضروريات الحياة والعيش فهذا عمر بن الخطاب لما ثبت عنده عجز الشيخ اليهودي الضرير حط عنه الجزية وقرر له راتبا مستمرا من بيت مال المسلمين وأرسل الى متولي خزائن بيت المال كتابه الذي جاء فيه «أنظر الى هذا وأضرابه فو الله ما أنصفناه أن أكلنا شبيبته ونخذله عند الهرم، فالنهوض بالانسان هو غاية عمل الدولة وهو السعي الى الرفع من شأن الانسان حيثما كان في كنف السلم والوئام، وبما ان المسنين في حاجة ملحة الى الرعاية والعناية والخدمات فعلى الجميع دولة وأفراد مجتمع أن يكرموهم ويسهروا على سلامة صحتهم ونشر البهجة والطمأنينة في نفوسهم فالتقوى تظهر في تكريم المسنين والعجز والمعاقين ومعاملتهم بالاحسان والرحمة والعطف فقد قال تعالى عن الوالدين «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا» (الاسراء آيتان 2324) وفي احترام هذا احترام لكرامة الإنسان، والأمثلة عديدة. والله أعلم. * السؤال: إني أرغب في الحج وعليّ ديون للناس فماذا أفعل؟ الجواب: إن من شروط وجوب الحج على المسلم أن يكون مستطيعا لقول الله تعالى: «ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا» (آل عمران آية 93) والاستطاعة المالية داخلة في ذلك ومن كان عليه ديون للناس فعليه أن يسدد هذه الديون فإن استطاع تسديدها وفضل معه من المال ما يكفي للحج فيجب عليه الحج وإن لم ييق معه ما يكفي للحج فلا يجب عليه الحج فهذا هو الاصل في هذه المسألة ولكن نظرا لبعض الظروف المتعلقة بالحج في بلادنا فإن من كان عليه دين وعنده مال يكفي لذهابه الى الحج فلو استأذن من أصحاب الديون وطلب منهم الامهال وأذنوا له بالذهاب الى الحج فلا بأس بذلك إن شاء الله هذا إذا كان ذهابه لاداء فريضة الحج وأما إن كان ذهابه لحج النافلة فالاولى في حقه أن يسدد ديونه، لأن سداد الديون واجب وحجه نافلة والواجب يقدم على النافلة. والله أعلم.