تونس الصباح تمثل الاعلاف بالنسبة لقطيع الماشية والمربين احد ابرز المشاغل على اساس النقص المسجل فيها خلال الاشهر الاخيرة، وارتفاع اسعار بعض انواعها مثل الشعير والعلف المركب. ويتأثر قطيع البقر والاغنام في مثل هذه الحلات بمظاهر نقص الاعلاف لا على مستوى النمو فقط، بل ايضا على مستوى مردودية الحليب. وبناء على الوضع الذي مرت به البلاد وخصوصا تراجع كميات الامطار على الجهات تأثر قطاع تربية الماشية مما حدا بالسلط الى المبادرة بتوريد الاعلاف ودعم المربين في هذا المجال للحفاظ على القطيع وتجاوز مثل هذه الصعوبات الطارئة. لكن وعلى الرغم من هذه الاجراءات الفورية كان لابد من العمل على استنباط حلول وطنية في مجال الاعلاف وذلك للتقليل من الضغط المسلط في مجال توريدها. فهل توصلت الابحاث العلمية التونسية الى غاية في المجال؟ وماذا عن هذه الاعلاف ونوعياتها وخصوصية كل منها والحاجة اليها؟ الحاجيات الحيوانية وانواع الاعلاف يشير العارفون بالتغذية الحيوانية وخاصة المربين منهم ان مادة الاعلاف تتغير حسب الادامة ونمو الحيوان وحمله وانتاجه. وعلى هذا الاساس فان الحيوان في حاجة الى انواع مختلفة من الاعلاف التي تتلاءم مع جملة الحلات التي يكون عليها. كما ان تركيبة الاعلاف تتغير من مرحلة الى اخرى. ويمكن القول ان الوجبة اليومية من المواد العلفية تختلف من وقت الى اخر ومن حالة الى اخرى وذلك للحصول على غذاء متوازن بالنسبة للحيوان. ومن هذا المنطلق فان الاعلاف الخشنة التي تحتوي على نسبة مائوية من الالياف وبها نسب معتدلة من الطاقة ومن البروتينات تمثل 60 في المائة من الوجبة اليومية للحيوان. وتمثل الاعلاف المركزة المواد الغذائية التي لا تتجاوز نسبة هامة من الطاقة وهي تستعمل عادة كتكملة للوجبة اليومية، وهي تتوزع الى انواع بسيطة واخرى مركبة. وتشير احصائيات الفترة الاخيرة الى انه وقع التركيز للضرورة على استيراد الاعلاف وذلك لانقاذ الماشية وتجاوز المرحلة الحالية التي اعتبرت صعبة وذلك على الرغم من غلائها في الاسواق العالمية. اعلاف يمكن توفيرها مستقبلا في تونس تشير الابحاث العلمية المجراة في تونس بخصوص الاعلاف وتطوير انتاجها ان هناك امكانيات هامة يمكن التوصل الى تحقيقها، وهي تتصل بجملة من انواع الاعلاف الصالحة والبديلة، والتي يمكن التعويل عليها كمادة غذائية حيوانية. وفي هذا الجانب اشارت الابحاث الى مادة الذرة العلفية التي تتكون من مادة الذرة الخاصة بتغذية الحيوانات والتي تعتبر غنية بالطاقة حيث يمكنها ان توفر 1 فاصل 6 بالكلغ. كما يمكن ايضا اعتماد قوالب الفصة، وهي تتكون من مادة فصة مجففة ومضغوطة ويمكن حفظها بسهولة وترويجها في الوسط الفلاحي. والى جانب هذا يمكن انتاج اعلاف الصيانة، وهي اعلاف تعويضية ومركبة لمادة السداري وحبوب الشعير وتكون هذه الاعلاف مادة غذائية متوازنة. امكانيات هامة في استغلال المياه المستعملة لري الاعلاف تمثل الامكانيات المتوفرة من المياه المستعملة في كافة جهات البلاد بابا هاما لاستغلالها في مجلات الري الخاصة بالعلف. ويشير بعض العارفين بهذا المجال ان امكانية استغلال هذه المياه واردة جدا خلال المرحلة القادمة وذلك بناء على بحوث قد اجريت في الغرض. واعتبارا لتوزع هذه المياه في كل الجهات فان نية ايصالها الى الاوساط الزراعية واستغلالها في هذا المجال هامة ويمكنها ان توفر كميات من أنواع الاعلاف الصالحة للثروة الحيوانية على اختلاف انواعها. فهل تقع المبادرة باستغلال هذه المياه على الوجه الاكمل، خاصة وان كميات هامة منها اصبحت تمثل عبءا على المحيط والبيئة ويكلف التصرف فيها المال الكثير؟