الرابطة 2.. النتائج الكاملة لمباريات الجولة 20 والترتيب    إيران تحظر بث مسلسل 'الحشاشين' المصري.. السبب    بعد انفصال لعامين.. معتصم النهار يكشف سبب عودته لزوجته    إنتخابات جامعة كرة القدم: إعادة النظر في قائمتي التلمساني وتقيّة    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    بطولة المانيا: ليفركوزن يحافظ على سجله خاليا من الهزائم    بين قصر هلال وبنّان: براكاج ورشق سيارات بالحجارة والحرس يُحدّد هوية المنحرفين    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    نابل: إقبال هام على خدمات قافلة صحية متعددة الاختصاصات بمركز الصحة الأساسية بالشريفات[فيديو]    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    تونس تترأس الجمعية الأفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    وزير السياحة: 80 رحلة بحرية أي قرابة 220 ألف سائح اختاروا الوجهة التونسية في انتعاشة لهذه السياحة ذات القيمة المضافة العالية    عميد المحامين يدعو وزارة العدل إلى تفعيل إجراءات التقاضي الإلكتروني    القلعة الكبرى: اختتام "ملتقى أحباء الكاريكاتور"    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين مستشفى قبلي ومستشفى الهادي شاكر بصفاقس    جمعية "ياسين" تنظم برنامجا ترفيهيا خلال العطلة الصيفية لفائدة 20 شابا من المصابين بطيف التوحد    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة" تستقطب اكثر من 5 الاف زائر    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    تسجيل طلب كبير على الوجهة التونسية من السائح الأوروبي    سوسة: وفاة طالبتين اختناقا بالغاز    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    تونس تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج زيت الزيتون    الأهلي يتقدم بطلب إلى السلطات المصرية بخصوص مباراة الترجي    اليوم.. انقطاع الكهرباء بهذه المناطق من البلاد    كلاسيكو النجم والإفريقي: التشكيلتان المحتملتان    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    8 شهداء وعشرات الجرحى في قصف لقوات الاحتلال على النصيرات    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    وزير الخارجية يعلن عن فتح خط جوي مباشر بين تونس و دوالا الكاميرونية    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    كاردوزو يكشف عن حظوظ الترجي أمام ماميلودي صانداونز    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غلاء أسعار العلف ... يهدّد تربية الماشية
نشر في الشروق يوم 17 - 05 - 2010

شهدت أسعار المواد العلفية ارتفاعا مهما ونقصا في الكميات المعروفة نتيجة الجفاف ونقص الأمطار في الجهات المعروضة بتربية الماشية وأفرز توسع الإحتكار والمضاربات في السوق السوداء. ورغم انطلاق توزيع المساعدات الرئاسية على قرابة 200 ألف من صغار مربي الماشية فإن الوضع الحالي ألقى بظلاله على المربين ودفعهم بنسبة هامة منهم الى التخلص من جزء من القطيع وخاصة من الإناث لتباع الى الجزارين وهو ما قد يلوح بأزمة قد تبرز في عيد الإضحى القادم.
الشروق حققت في الموضوع عبر شبكة مكاتبها ومراسليها وتحدثت الى المربين وتجار العلف وممثلي الهياكل الفلاحية ورصدت تفاعلات الجميع حول أزمة قد تستفحل.
انطلاق تنفيذ الإجراء الرئاسي لمساعدة صغار ومتوسطي مربي الماشية
تم منذ ثلاثة أسابيع الانطلاق في توزيع المساعدات المتمثلة في وضع كميات من الشعير العلفي لفائدة 200 ألف من صغار ومتوسطي الفلاحين وذلك تنفيذا للاجراء الرئاسي القاضي بمساعدة هذه الفئة من المربين على اثر النقص المسجل في الامطار بولايات الوسط والجنوب بكلفة جملية تبلغ أربعة ملايين دينار وتمتد المساعدت الى موفى شهر جوان 2010
وسعيا لحماية القطاع وتفادى الاضطرابات وضمان توفير حاجيات القطيع من الاعلاف تتواصل الحوافز التشجيعية لقطاع تربية الماشية من خلال عديد الاجراءات المتمثلة خاصة في توفير الشعير العلفي من طرف ديوان الحبوب حسب الطلب وبسعر مدعم ( 34 دينارا للقنطار ) وتوفير قوالب الفصة في كل الجهات بأسعار مقبولة لا يتعدى سعر الطن 260 دينارا في أقصى الجنوب الى جانب مواصلة العمل بالسعر الحالي لبيع الشعير 340 دينارا للطن.
كما تتمثل هذه الاجراءات في الترفيع في حصص المربين بولايات الوسط والجنوب من السداري المحلي ( من 14250 طنا الى 16200 طن ) وتكفل ديوان الحبوب بتزويد مربي ولايات الجنوب والبعض من ولايات الوسط اضافة الى توريد 6000 طن من السداري من طرف ديوان الحبوب منذ شهر مارس الفارط لتوزيعها بسعر مدعم والشروع في برنامج لتحسين القيمة الغذائية لكمية 20 ألف طن من التبن مجانا لفائدة مربي كل الجهات والتوسع في الزراعات العلفية الصيفية من خلال توزيع 230 طنا من بذور الدرع العلفي لفائدة ولايات الوسط والجنوب بدعم بنسبة 50 بالمائة .
بنزرت : غلاء أسعار العلف ونقص الحملات الصحية وراء تناقص القطيع
مكتب الشروق بنزرت :
شهدت السنوات الأخيرة نقصا ملحوظا في قطيع المواشي بأغلب الولايات. «الشروق» تحدثت في هذا التحقيق الخاطف إلى بعض مربي جهة بنزرت... كما اتصلت ببعض الأطراف الجهوية ذات الصلة في محاولة لاستجلاء أبرز العوامل التي قد تفسر مثل هذه الظاهرة...
في تفاعل كبير مع الموضوع أوضح المربي «صالح» من منطقة «حريزة» بالعالية بأن من أسباب عدم تراجع قطيع الماشية بصفة عامة غلاء الأعلاف ولاسيما المتعلقة بالأبقار وعلوش العيد الذي تتواصل تربيته على مدى العام أعلافا خاصة من (نوع مكزة عدد 5)...
هذا الأمر دفع بعدد من المربين إلى التفويت في العلوش الأنثى أو «النعجة» بالبيع إلى الجزار بعد أن كانت مخصصة للتربية ولتوفير «علوش العيد»...
غياب الإختصاص!!...
وغير بعيد عنه شدد المربي «عبد المجيد» أصيل معتمدية منزل بورقيبة على أن ارتفاع التسعيرة الخاصة بالأعلاف ولاسيما «الخشنة» ساهم في تعزيز نفور الفلاح من تربية المواشي، وهو ما دفع المتحدث إلى بيع 30 بقرة منذ فترة قليلة... مضيفا في ذات الصدد أن غياب أهل الاختصاص أثناء القيام بعمليات الحلب وغيرها ساهم بدوره في تفاقم هذه الظاهرة إضافة إلى كلفة اليد العاملة التي تستنزف قرابة ٪14 من الكلفة الجملية للتربية على مدار السنة...
المراقبة الصحية
وكان بعض المربين أفادوا على هامش حديثنا معهم أن قلة حملات مقاومة الأمراض والتدخلات الصحية على امتداد أشهر العام أدى بدوره إلى تراجع مجموع الماشية حيث يشكل مرض متعارف عليه ببومريرة و«اللسان الأزرق» أبرز الآفات التي تهدد بدورها تربية الخرفان بصفة خاصة...
أزمة أسعار ولكن!!...
وكنا قد حملنا مختلف هذه التساؤلات إلى بعض الأطراف ذات الصلة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية بنزرت حيث لاحظ محدثنا أن ارتفاع أسعار العلف المركز ولاسيما الحبوب في العالم وخصوصا سنتي 2007 2008 أثر بصفة مباشرة على معدل الأبقار ولاسيما «المؤصلة» منها تصل تعدادها في سنة 2008 24 ألف بقرة إن ارتفاع الأسعار العالمية لتركيبة الأعلاف ناتج عن ارتفاع أسعار مشتريات صغرى من قبيل السوجا الشعير الذرة العلفية..
وقد مثل هذا المؤشر أزمة ظرفية إن صح الوصف شملت هذا الصنف من القطيع «المؤصل» فحسب بالجهة. مع انتعاشة جديدة على ضوء أهمية الأمطار خلال المواسم الأخيرة ومع بداية السنة الفارطة...
المربون المتطفلون!!..
محدثنا أشار في ذات الإطار إلى أن المربين العاديين لا يعيشون مثل هذه الأزمة نظرا لملكيتهم الأرض مع إمكانية الاستفادة من زرع العلف الصيفي السقوي والضغط من ثمة على بعض من هذه التكاليف غير أن بعض المربين العرضيين (ومنهم سماسرة المواشي) يجدون صعوبة تتصل بالحاجة للتزود المستمر بما يسمى بالأعلاف الخشنة والتي تبقى حسب وصفه حالات استثنائية... ملاحظا أن التدخل في إطار حملات وقائية يخضع لبرمجة خاصة على مدار السنة...
إيمان عبد الستار
القيروان: تحالف الجفاف مع الاحتكار فأضرّ بالقطيع ورفع الأسعار
القيروان الشروق :
أدى تفاقم الجفاف بولاية القيروان الى تدهور الغطاء النباتي بالمراعي الطبيعية بالجهة ما أثر سلبا على الموارد العلفية ، وفي المقابل بلغت حصة الجهة من مادة السداري 550 طنا وهي لا تغطي سوى 60 بالمائة من طلبات الولاية ما سبب ارتفاع أسعار هذه المادة وفتح مجال المضاربات .
وبحسب الجهات الرسمية تم مؤخرا رفع حصة القيروان من مادة السداري الى ألف طن من المادة ويتولى ديوان الحبوب توزيع الحصص على التجار المعتمدين لكن كيف الأمر على أرض الواقع ?
أثناء توجهنا الى سوق العلف بالقيروان الذي ينتصب أسبوعبا بالتوازي مع سوق الماشية ( يوم الاثنين ) وجدنا اكتظاظا شديدا من التاجر والمنتج والستهلك وكانت المادة الوحيدة المتوفرة هي مادة «القرط » التي كان الإقبال عليها محتشما .
خليفة ( فلاح من الخزازية ) الذي وجدناه بصدد اقتناء كميات من علف « القرط » أكد أن الإنتاج العلفي هذا العام ضعيف بسبب الجفاف وهو ما ادى الى ارتفاع سعر هذه المادة وبلوغها 6 دنانير والحال انها لا تتجاوز 3 دنانير عادة ، وعن مادة « السداري » فأكد أنها في يد التاجر يتصرف في توزيعها حسب مزاجه وعلاقاته ، وبين ان التجار المعتمدين لا يبيعون « السداري » في محلاتهم فكلما توجه الى المستودع وجده خاليا مضيفا ان عملية التوزيع تتم في « الهواء »
ورغم كون سعر « السداري » محدد من قبل الديوان ب 12 دينارا الا أن تداوله بين التجار والوسطاء المخفيين أدى الى ارتفاعه ليبلغ 22 دينارا بحسب البعض ، وفسر عمار بن علي ( فلاح من الباطن ) هذا الارتفاع المشط بانتشار السوق السوادء والاحتكار والمضاربات التي يقدم عليها عدد من التجار مضيفا ان الجفاف اثر في توفر العلف بشكل أعمق من العام الفارط .
من جهته أكد خالد المرزوقي ( نصر الله ) آنه لا يحصل على حاجياته من العلف الا بعسر وبين أنه كلما توجه الى التجار المعتمدين الا ووجد مخزنه فارغا ، هذا حال الفلاح فكيف يرى التاجر الأمر ، وفي هذا الصدد يقول حسين الزغبي ( تاجر علف) أنه تجول بين أكثر من سوق بالجمهورية وبين ان نصابة القرط هذا العام لن تتجاوز 10 بالمائة بالنسبة للبعلي ، هذا التاجر أو عز ارتفاع الأسعار الى نقص الموارد العلفية وارتفاعها في المعامل ، وذكر ان الفلاح يشكو من شطط الأسعار مبينا أن « له الحق في ذلك»
واشتكى من جانبه من شطط معلوم الاداء البلدي الذي يدفعه كلما حل بالسوق وبين أنه يدفع 30 دينارا والحال ان مكان الانتصاب ليس سوقا مهيأة ليست محمية من اللصوص مؤكدا ان ذلك المعلوم الذي يدفعه يرهقه ويرهق الفلاح لانه سيضطره الى رفع سعر التكلفة . من جهته اكد مسؤول بمندوبية الفلاحة ان مادة الشعيرمتوفرة بالشكل المطلوب كما اكد ان عددا كبيرا من المزارع البعلية تم تحويلها الى مراع بسبب انعدام مردوديتها هذا العام .
غير ان المشكل الملفت للانتباه والذي يحتاج الى مراجعة من قبل المسؤولين هو ما همس لنا به احد الفلاحين الذي اكد ان عدد رؤوس الماشية تقلص هذا العام مقارنة بالعام الفارط بسبب إتلاف الثروة الحيوانية جراء ذبح الأنثى من قبل الجزارين ( أقل ثمنا ) وتفريط الفلاح في الماشية بسبب الجفاف وارتفاع أسعار العلف وقد يكون لذلك تأثير على سوق الخرفان بعد 6 أشهر موعد عيد الأضحى الأمر الذي يستوجب تنظيم القطاع العلفي ومراجعة الكميات الواردة ومسالك التوزيع وطرق وصولها للتاجر والفلاح
ناجح الزغدودي
سيدي بوزيد : «أزمة» الأعلاف تزيد في «تضرر» المربي و«ضياع» القطيعَ
سيدي بوزيد الشروق
لا يختلف عاقلان حول أهمية القطيع الحيواني في بلادنا لما يلعبه من دور هام جدا في تحقيق التوازن البيئي من جهة وتوفير مواطن شغل هامة وعائدات مالية معتبرة تمثل مصدر عيش آلاف العائلات كما هو الحال في جهة سيدي بوزيد ومناطق الوسط التونسي التي تعتمد الى حد بعيد على تربية الماشية من جهة ثانية.
لكن إنحباس الأمطار لفترات طويلة متباعدة كانت أو متقاربة خلال السنوات الأخيرة وتواصل الجفاف أربكا حياة الفلاحين ومربي الماشية في عدة مناطق من ولاية سيدي بوزيد وقد زادت أزمة العلف وارتفاع أسعاره في فقدان مادتي «الشعير» و«النخالة» في نقاط البيع المنتشرة في كل المدن والقرى بالجهة في معاناة الفلاحين وضياع القطيع.
السيد طارق (مربي أبقار) ذكر أن الجهة بدأت تشهد منذ مدة جفافا بسبب قلة الأمطار وأن القطيع أتى على جميع الأعشاب التي توفرت في خريف السنة المنقضية وعلى جميع الأعلاف التي وقع خزنها سابقا فاضطر المربي الى اقتناء الشعير رغم ارتفاع أسعاره التي تتراوح بين 24 و40 دينارا للكيس الواحد و«القرط» (ما بين 6 و8 دنانير) والتبن ما بين (4 و6 دنانير) ورغم قلة جودتها وجدواها ولكن الغرض منها هو «تصبير» القطيع والمحافظة عليه من الضياع والموت.
وأضاف محدثنا أن مادة «النخالة» (أهم المواد العلفية) مفقودة بجميع الدكاكين والنيابات المعدة لبيع الأعلاف ولا يمكن الحصول عليها إلا بعد لأي وعناء كبيرين علي الرغم من أن توفيرها يتنزل في إطار برنامج رئاسي خص به رئيس الدولة الولاية مساهمة في حل الأزمة العلفية وبأسعار معقولة (11 دينارا و150 مليما) منذ عدة سنوات مضت ودعا في خاتمة لقائه معنا الجهات الفلاحية وديوان الحبوب الى ضرورة التفكير في مصلحة الفلاح والقطيع وأعلن بتوفير كل المواد العلفية وتوزيعها بصفة منظمة بعيدا عن الوساطة والحسابات المغلوطة حسب الحاجة بأسعار معقولة وبصفة مسترسلة كما هو معمول به في العديد من الجهات عن طريق التعاضديات والخلايا المنظمة التي تساعد المنخرطين فيها وخاصة الفلاحية في الأزمات والجوائح.
وذكر آخر من الذين لهم خبرة كبيرة في تربية الأغنام والماعز أن تناقص الأعلاف وارتفاع أسعارها أجبرا العديد من مربي الحيوانات على مراجعة حساباتهم والقطع نهائيا مع هذا النشاط (تربية الماشية) رغم تعلقهم وتعملقهم عبر التاريخ مع قطعان الأبقار والمجترات الصغيرة خصوصا في زمن لا تتوفر فيه الأعلاف بصفة منتظمة إلا ما يعرف ب «علف الصيانة» أو العلف المركب الذي تذمر منه ومن أسعاره الكثير من المربين.
... والمزودون لهم رأي آخر
ومن ناحية أخرى ذكر السيد العربي شعيبي (صاحب نيابة لبيع الأعلاف) أن جميع المواد العلفية وخاصة المركب منها متوفرة بالقدر الكافي ما عدا مادة النخالة التي لا يتزودون منها إلا قليلا وبكميات جد محدودة وأفادنا أنه وغيره يتعاملون مباشرة مع المعامل والمصانع الكائنة في الجهات المجاورة وخاصة صفاقس والساحل لكنه ذكر أن المربين مازالوا لا يقننون المواد العلفية المتوفرة لديه ك «الألكو 2 و5 و6 و7» و«السداري» و«الفصّة» و«القرط» إلا قليلا لأنهم مازالوا لم يشتروا حاجياتهم من الأغنام والخرفان التي يعتزمون تربيتها وتسمينها لعيد الإضحى القادم من ناحية ولأن أغلبهم مازال يدخر احتياطيا هاما من «قرط» وتبن السنة الماضية من ناحية ثانية.
وفي خصوص الأسعار ذكر السيد العربي أنها مازالت مرتفعة ولعلها وراء هذا العزوف المشهود من قبل الفلاحين وخاصة الأعلاف التالية «ألكو 2» الذي يباع حاليا ب 30 (ثلاثين) دينارا الكيس الواحد والفصّة ب 17 دينارا و500 مليم الكيس الواحد و«الكو 7» ب 24 دينارا و500 مليم...
وحسب مصادر فلاحية مسؤولة فإن المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد لم تبق مكتوفة الأيدي بل سعت بالتعاون مع الإتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بسيدي بوزيد والمركز الجهوي للبحوث الفلاحية والمعهد الوطني للزراعات الكبرى الى التخفيف من الأزمة العلفية وذلك بتدعيم البرنامج الخصوصي القاضي بالتوسع في الزراعات العلفية الصيفية وإرساء عقود إنتاج بين مصنعي الأعلاف ومنتجي البقول فضلا من الترفيع في مساحات الزراعات العلفية من 320 ألف هك سنة 2009 2010 الى 410 ألف هك سنة 2016 وذلك عبر استعمال أحدث الأساليب والتقنيات الزراعية.
محمد صالح غانمي
باجة : الأمطار تتلف نصف محصول «القرط» ولا خوف على الماشية
باجة الشروق :
تسببت الأمطار الأخيرة في إتلاف ٪45 تقريبا من صابة «القرط» فقد جرت العادة أن يقوم الفلاح بعملية «الحش» مع أواخر شهر أفريل وبداية شهر ماي ويترك المحصول وسط الحقل قصد تجفيفه قبل ربطه في كتل وتخزينه. لكن الأمطار الأخيرة باغتت الفلاح ومزروعاته العلفية فأتلفتها وحتى ما نجا منها فقد فقد الكثير من خصوصياته فلم يعد صالحا للتخزين ووجب تقديمه من الآن إلى الدواب. وإذا علمنا أن المساحة المخصصة للأعلاف تقدر في ولاية باجة ب54000 هآ لنفهم أن ما أتلف تقدر مساحته ب25000 هآ تقريبا.
إزاء هذه الوضعية التقت «الشروق» البعض من مربي الماشية بولاية باجة لتقف معهم على المشاكل التي يعيشها القطاع عموما وما يمكن أن ينجر عن التراجع النسبي في صابة «القرط»، فجاءتنا الردود التالية :
عماد الريابي : «أهم مشكل يشهده القطاع هو عزوف الفلاح عن تربية الماشية رغم التشجيعات التي يلقاها من الدولة وذلك لسبب وحيد هو افتقاد القطاع لليد العاملة وخاصة الراعي والحارس وعمال المتابعة والعناية الذين لهم دراية بمتطلبات الرعاية اللازمة للقطيع وهو ما اضطرنا للتعويل على أنفسنا في كل الأمور تقريبا مستغلين وفرة عدد أفراد العائلة وهذا يجبرنا آليا على التقليص في عدد رؤوس الأغنام ويمنعنا من التوسع في المجال. وأما بخصوص الأعلاف فاعتمادنا على أنفسنا أيضا في توفيرها لا يجعلنا نتأثر كثيرا بالنقص.. زد على ذلك أن المراعي والأعلاف متواجدة بباجة نظرا لمناخ الولاية.
... وأما النقص في صابة «القرط» فينتظر أن يكون له تأثير سلبي على قطاع اللحوم ففي هذا الشهر مثلا (ماي) كان من المفروض أن ينزل سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الخرفان إلى 8 دنانير على غرار المواسم المنقضية لكنه استقر هذه السنة عند ال12 دينارا ومن المنتظر أن يشهد ارتفاعا أكبر في القادم من الأيام.
حسن الشامخ : لا نعيش مشاكل تذكر في هذا القطاع بولاية باجة فنحن نتمتع بكل الامتيازات التي أقرها رئيس الدولة ونعول على أنفسنا في خصوص توفير الأعلاف للقطيع مما يغنينا عن المشاكل الناجمة عن النقص في الأعلاف وارتفاع أسعارها. والإتلاف الذي لحق صابة «القرط» مؤخرا سيكون له تأثير سلبي على ولايات وسط البلاد وجنوبها.
كمال بالدويهش : البقرة عندنا تلقى العناية اللازمة وحليبها يروج بصفة عادية كما وكيفا تمتعنا بكل الامتيازات واعتمادنا على أنفسنا في توفير العلف يغنينا عن المشاكل التي يشهدها أو قد يشهدها قطاع الأعلاف... إلى حد اليوم «الصابة» بخير والحمد & وإذا كان للأمطار الأخيرة تأثير سلبي على صابة «القرط» فقد يكون على ولايات وسط البلاد وجنوبها والتي يتزود مربو الماشية بها من ولاية باجة.
انقطاع الحركة
وتأكيدا لما ورد على لسان مربي الماشية الذين التقيناهم فإن هذه الفترة من السنة عادة ما شهدت حركة كثيفة وملحوظة للشاحنات بمختلف أصنافها وهي تنقل كتل «القرط» من حقول مدينة باجة إلى ولايات الوسط والجنوب لكن هذه الحركة اختفت كليا هذه الأيام لنفهم أن الضرر في نقص الصابة قد يلحق مربي الماشية بالولايات.
لا خوف على القطاع
مربو الماشية بولاية باجة خصوصا وبكامل ولايات الجمهورية عموما باتوا يتمتعون بإجراءات رئاسية رائدة في المجال ولعل أبرزها محليا التشجيعات التي يتمتع بها القطاع على مستوى الاستثمار فالصنف «أ» يصل فيه الدعم إلى ٪25 ويتعلق بالمشاريع التي تصل كلفتها إلى 60 ألف دينار بعد أن كان السقف 40 ألف دينار فقط. والصنف «ب» يصل فيه الدعم إلى ٪15 وتحول السقف من 150 إلى 225 ألف دينار. كما أن غلاء سعر القنطار من العلف المركز (60 دينارا للقنطار الواحد) لا يؤثر سلبا على القطاع بالولاية باعتبار أن هذا النوع من العلف تكميلي ومربو الماشية في باجة يعتمدون بالأساس على الأعلاف الخضراء و«القرط» تماشيا مع مناخ الولاية وتوفر المراعي بها، وبذلك نفهم أن القطاع بالولاية قد لا يشكو صعوبات تذكر إذا استثنينا ما قد ينجم عن النقص في اليد العاملة المختصة وجنوح الفلاح إلى زراعة القمح يدل الأعلاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.