ما تزال الاجواء داخل مدينة القصرين يسودها الاحتقان والتوتر بل انها ازدادت امس الخميس باكثر حدة وكانّ الامر مخطط له في برنامج تصعيدي لان موجة غلق الطرقات سواء داخل المدينة او في ضواحيها لم تنقطع بل تحولت الى قطع الطرقات الوطنية التي تربطها بالجهات المجاورة في تصرفات همجية وغير مقبولة مهما كانت مبرراتها.. فصباح الامس عزلت مدينة القصرين من مدخليها الشرقي والجنوبي ولم يبق الا منفذها الشمالي (الوطنية 17 في اتجاه الكاف) مفتوحا بعد ان عمد العشرات من الشبان الى اغلاق المفترق الدائري الموجود في اول الطريق الوطنية عدد 13 المتجهة الى سبيطلة (في اخر قرية بوزقام) التي تربط القصرين بكل من صفاقس والقيروان وسوسة والعاصمة.. بالحواجز والاطارات المطاطاية المشتعلة ومنعوا المرور منه في الاتجاهين بل وحتى عبر الطريق الحزامية المتجهة الى منطقة سيدي حراث وتالة وفوسانة والكاف مطالبين بالتشغيل وبعث مشاريع تنموية بقريتهم. وقد تحولت اليهم قوات من الحرس الوطني تفاوضت معهم وهددتهم بالتدخل بالقوة ان لزم الامر لاعادة فتح المفترق امام حركة المرور في الاتجاهات الثلاثة خاصة وان هناك طوابير طويلة من السيارات والحافلات كانت هناك وتعطل اصحابها ومسافروها وبقوا تحت اشعة الشمس المحرقة وامام حزم اعوان الحرس انسحب المحتجون وتم فتح الطريق.. وفي المدخل الجنوبي للقصرين وعلى بعد حوالي 8 كلم اقدم متساكنو منطقة بوصفة الريفية على غلق الطريق الوطنية عدد 15 الرابطة بين القصرينوقفصة مقلدين في ذلك اجوارهم بقرية "بلهيجات" القريبة الذين قطعوا اول امس نفس الطريق للمطالبة بالماء الصالح للشراب وتم استقبال وفد منهم ظهر الاربعاء من طرف السلط الجهوية للنظر في مشاغلهم.. وذلك للنسج على منوالهم ولكن هذه المرة تدخل اعوان الحرس الوطني ونبهوهم الى خطورة ما اقدموا عليه وما يترتب عنه من عواقب فاقتنعوا بتحذيرهم وفتحوا الطريق امام مئات وسائل النقل التي كانت معطلة في الاتجاهين لانها الطريق الوحيدة التي تربط القصرين بكامل الجنوب (قفصة وقابس وما وراءهما ).. اما في مدينة القصرين وتحديدا قرب مفترق مقر الولاية فقد قام عدد من سواق سيارات التاكسي بغلق الطريق الرئيسية قرب جسر وادي الدرب للمطالبة بتمكينهم من رخص في محاولة للضغط على السلط الجهوية ومرة اخرى تدخل الامن ونبههم الى انه سيتم تطبيق القانون عليهم وتحميلهم مسؤوليتهم فتركوا وسط الطريق وواصلوا احتجاجهم قرب الساحة المؤدية لمدخل الولاية.. من جهة اخرى وبعد عمليات متكررة خلال الايام السابقة وعلى مدى اسبوع كامل باغلاق المفترق الدائري بوسط المدينة واثر قيام قوات الامن بايقاف البعض منهم اول امس الاربعاء اكتفى امس الخميس مجموعة من شبان حي الزهور المحتجين على البطالة والمطالبين بتسجيلهم للعمل في الحضيرة بنصب خيام صغيرة وسط دائرة المفترق وعلى رصيفه والاعتصام داخلها للفت النظر الى وضعياتهم الاجتماعية ووضع لافتات تحمل شعارات تتضمن المناداة بالتشغيل.. وامام القاعة المغطاة نصب شبان اخرون ينتمون لجمعية الملعب الرياضي بالقصرين لكرة السلة خيمة واعتصموا داخلها من اجل نفس المطالب وهي تمكينهم من عمل يخرجهم من حالة البطالة المزمنة التي يعيشونها.. وقد اثارت هذه الموجة من الاحتجاجات والاعتصامات في وقت واحد وتكررها بشكل يومي العديد من التساؤلات حول هل هناك من يحركها بهدف احداث الفوضى وتوتير الاجواء خاصة وان بعض من يقومون بها معروفون للامن بانهم من اصحاب السوابق في مثل هذه التحركات.