انعقد صباح أمس بمقر وزارة الثقافة بالعاصمة لقاء إعلامي خصص لتقديم مجلة "فنون" التي تعود للساحة بعد أن انقطعت عن الصدور منذ سنة 1987. وذلك بإشراف مهدي مبروك وزير الثقافة وبحضور هيئة تحرير المجلة الجديدة وعدد ممن كانوا ضمن أسرة تحرير "فنون" الأولى على غرار رئيس تحريرها السابق فتحي اللواتي وابراهيم العزابي والحبيب بيدة. ونزّل وزير الثقافة هذا المشروع في إطار تلبية حاجة الساحة الفنية لفضاء يقع فيه تناول القضايا الفنية بشكل فني وأكاديمي عميق من ناحية والحاجة للفنون التشكيلية بشكل خاص. لذلك عبر عن حرصه على دعم هذا المشروع الثقافي من أجل أن يكون في وسيلة إعلام ثقافية تعكس ما تعيشه الساحة من تفاعلات وابداعات وانتظارات. وتعهد من جهته بدعم هذا المشروع ماديا ولوجستيا ومنحها الحرية المطلقة. ووعد بعدم التدخل في ما تقدمه مستدلا على ذلك بما تضمنه العدد الحالي للمجلة من صور قائلا:" الصور التي تتضمنها المجلة لا تنتمي إلى الحس الحكومي الأورتودكسي ولا يمكن للحكومة أن تتدخل في الخط التحريري للمجلة لأن عهد تدخل الحكومة في ما يكتب وينشر في وسائل الإعلام العمومي خاصة قد ولى وانتهى." وأكد أن سلطة الإشراف عاقدة العزم على وضع خارطة طريق لإنجاح هذا المشروع من خلال بحث سبل الترويج له في الداخل والخارج. كما أكد خليل قويعة أن هذه المجلة مفتوحة إلى كل التجارب والمهارات والطاقات القادرة على تقديم الإضافة المرجوة وبين أنها فضاء تميل إل تنمية الأصوات النقدية بالأساس. لأنه يرى أنها مجلة ليست جامعية ولكنها ثقافية محكمة تضم أكاديميين وجامعيين مختصين في مختلف المجالات والقطاعات الثقافية والفني مثلما أكد ذلك خلال هذا اللقاء الإعلامي. وأفاد أيضا أن"فنون" مكسب هام للساحة الثقافية نظرا لما يمكن أن تتيحه من مجالات للحوار الفني الخلاق بين المبدع والمتلقي من ناحية ولكونه يساهم في فسح المجال أيضا مما يساهم في استعادة مكاسب الثقافة الوطنية مثلما أفاد بذلك رئيس تحرير المجلة في نفس المناسبة. خاصة أنها ترفع شعار "الخطاب النقدي الحر". يرصد العدد الأول للمجلة جانبا من التحولات التي تعيشها التجارب الفنية في بلادنا في المستويات المفاهيمية والأسلوبية والتقنية على حد السواء. فجمعت المجلة في عناوينها المختلفة مفاهيم كان لها وقع خاص في طبع ثقافة الفن المعاصر والراهن كما رأت ذلك هيئة التحرير على غرار"المجتمع"و"التأسيس" و"المواطنة"و"التعايش" و"الشارع والفضاء المفتوح" وغيرها من المفاهيم الأخرى على اعتبار أن في ذلك مبادرات عملية لاخراج الإبداع الفني من العزلة والتهميش التي عانى منها على امتداد سنوات. من جهته أوضح فاتح بن عامر أن هذه المجلة تتضمن مادة ثقافية وفكرية ثرية تحمل في طياتها جميع الحساسيات السياسية والثقافية مما يشجع على المضي في طريق البحث عن أفاق ترويج هذا المكسب على مستويين وطني ودولي.