بعد شتاء قاس نزلت فيه كميات كبيرة من الأمطار والثلوج على مدينة عين دراهم وأثقلت كاهل السكان وجعلتهم يعيشون ظروفا مناخية واجتماعية قاسية. ها هي عين دراهم تلملم جراحها وتستقبل سياحها بعد تحسن الظروف المناخية واعتدال درجات الحرارة مما شجع العديد من السياح من داخل تونس وخارجها للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة والعيون الرقراقة المنتشرة هنا وهناك. عين دراهم هذه المنطقة الساحرة الجميلة التي عانت الويلات في عهد المخلوع وسلطته المنصبة الفاسدة ما زالت إلى اليوم تعاني من النقص الفادح في المشاريع التنموية والاجتماعية والاقتصادية ولولا توافد بعض التونسيين والسياح الأجانب للمساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية لمات أبناؤها جوعا خاصة بعد ما عاشته هذه المدينة خلال فصل الشتاء من ركود كاد يقضي على التجار والنزل وعلى جميع الحرف والصناعات التقلدية. هذه الحركية التي تعيشها عين دراهم حاليا أدخلت البهجة والفرحة في نفوس المتساكنين الذين يأملون من الحكومة لفتة جادة إلى منطقتهم قصد تركيز بعض المشاريع لانتشال أبنائهم من البطالة خاصة وأن عين دراهم تبقى من المناطق الجميلة الرائعة وهي القبلة التي يتوافد عليها الجميع من داخل تونس وخارجها وبامكانها أن تصبح قطبا سياحيا واقصاديا ورياضيا هاما. فعين دراهم تناديكم من كل مكان من أريافها ومن وديانها ومن شعابها ومن جبالها وتقول لكم "أنا عروس الشمال الغربي محبوبة لدى الجميع لكن مضت عقود وما زلت عذراء أبحث عن عريس يهتمّ بي وبجمالي ويعرف قيمتي لكن هيهات فالكل نهبوا ثرواتي ومصّوا دماء أهلي ورغم هذا مازلت غنية وقادرة أن أكون أغلى عروس في العالم هذا بطبيعة الحال ان وجدت العريس المنتظر القادر على فهمي لكي ينسيني ما عانيته في العهد السابق من قهر وظلم وجوع، وأنا على أتمّ الاستعداد لتمكينه من كل ثرواتي ليبعث بها مشاريع نحن في أشدّ الحاجة اليها لتنقذنا من حياة الفقر والتشرد التي نعيشها.