مناطق عديدة ببلادنا تفتقر الى أبسط المرافق الصحية المطلوبة لعلاج المرضى الذين ينتمون اليها، وهذه المناطق التي تعاني الفقر والجوع والتهميش تحتاج اليوم الى اهتمام وعناية خاصة بالمواطنين البسطاء الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الوصول الى المرفق الصحي للتداوي. ومن هذه المناطق نجد مدينة عين دراهم هذه المنطقة المنكوبة التي تفتقر لأبسط ضروريات العيش الكريم ولولا بطاقة العلاج المجانية لحلت بهم الكارثة، فمستشفى عين دراهم يعاني نقصا فادحا في الاطار الطبي وشبه الطبي ورغم أنه أقدم مستشفى بمنطقة الشمال الغربي واحتوائه على 70 سريرا لإيواء المرضى ظل مهمّشا ويفتقر إلى العديد من الإصلاحات. مستشفى عين دراهم في حاجة إلى تركيز وحدات للإنعاش وإجراء العمليات سيما وأن المرأة التي تحتاج إلى الولادة القيصرية يتم نقلها إلى المستشفى الجهوي بجندوبة أو مستشفى طبرقة رغم بعد المسافة وصعوبة التنقل، فأبناء عين دراهم من أكثر المناطق عرضة للأمراض النفسية نظرا لمشاكل الفقر والخصاصة والبطالة إلا أنه عوضا عن تطوير المكتسبات الصحية فان هذا المستشفى في تراجع واضح حيث فقد طب اختصاص الأطفال وطب العيون وطب الأمراض الصدرية، فعين دراهم كانت في الماضي القبلة التي يتوافد عليها الآلاف من المصابين بهذا المرض "الأمراض الصدرية" نظرا لما تمتاز به من مناخ يساعد المصابين بهذا المرض على الشفاء بسرعة. والسؤال المطروح اليوم بعين دراهم هو لما لا يتم استغلال القصر الرئاسي بعين دراهم وتحويله إلى مستشفى عالمي للأمراض الصدرية خاصة وأنه شيّد وسط طبيعة خلابة تحيط به أشجار الصنوبر والزان الفلين من كل جانب ووسط موقع ممتاز يمكن من خلاله مشاهدة عروس المرجان طبرقة إلى جانب العيون الطبيعية الرقراقة التي تطفأ ظمأ العطشان والهواء النقي الذي يشفي العليل. ان تم التفكير في تحويل هذا القصر الى مستشفى عالمي للأمراض الصدرية ستشع به عين دراهم عالميا وستصبح القبلة التي يتوافد عليها المرضى من كافة أقطار العالم وبالتالي سنقضي على البطالة وتنشط العجلة الاقتصادية وسنورد كذلك العملة الصعبة التي نبقى اليوم في أشد الحاجة اليها، ان مشروعا ضخما كهذا لايتطلب أموالا طائلة لأن البناية موجودة ومن أعلى طراز والاطار الطبي وشبه الطبي موجود وكذلك المعدات الطبية متوفرة لذا المطلوب التفكير بجدية في هذا المقترح حتى نتمكن من انقاذ هؤلاء المرضى وبالتالي فان تونس حاليا في حاجة الى مثل هذه المشاريع حتى تشع عالميا وعربيا وافريقيا.