من المعلوم ان الشريط الساحلي بالوطن القبلي يمتد على مسافة 1300 كلم وان اغلب المدن الساحلية بالجهة تشقها اودية وان البناء الفوضوي قد تفاقم منذ 2011 وذلك بتجاوزات مختلفة، بناء لفتح نافدة كمتنفس لمحل او احداث باب او زحف لنصف متر مثلا او بناء غرفة صغيرة فوق سطح بمنزل لايداع ما زاد على الحاجيات المنزلية. كل هذا وغيره يشكل خطرا محدودا لكن الاخطر منه هو البناء في الارصفة او بواجهات المؤسسات العمومية والخاصة او على حافتي الاودية مع ترك مسافة فاصلة على مجرى المياه وببعض البنايات قد لا تتعدى المتر الواحد مما ينذر بانزلاقات ارضية خاصة في فصل الشتاء. اما البناء بالشواطئ سواء منها الوحدات السياحية او السكنية منها فهو لا يبعد على رمال الشواطئ اكثر من مترين رغم ان القانون الدولي لعالم البحار ينص على ترك مسافة 100 متر من الماء لان البحر كما هو معلوم كائن متحرك وهو دوما في مد وجزر يستهدف اليابسة باستمرار ويوسع من رقعته على حسابها، ويوجد اكثر من دليل على ذلك عبر العصور كمدينة نابل التي كانت تسمي قديما "نيوبليس" هي الان عبارة عن مواقع اثرية ما يزال بعضها مغمورا بالبحر. ولعل انتقال سكان مدينة نابل القديمة الى نابل الحالية لم يكن الاختيار صائبا لوجودها في منخفض "البحر امامها والمرتفعات وراءها" كذلك الشأن لمدينة كركوان ومغاور الهوارية وغيرها من المدن الاخرى، ويكفي ان البحر قد وجه انذارا بيئيا من خلال رجة بحرية بشاطئ نابل جدت يوم 6 مارس 2013 للذين شيدوا فنادق ومنازل تطالها الامواج العاتية احيانا.