تولت مصالح وزارة الصحّة العمومية خلال المدة الأخيرة إنجاز مستشفى جهويا جديدا بمعتمدية طبرقة ؛ جاء لتعزيزالمجهودات المبذولة للقطاع الصحيّ بالجهة واستجابة لحاجيات المواطنين الذين طالما اشتكوا من النقائص المسجّلة في هذا الجانب. وتولت ضمن نفس التوجّه تعزيزالخدمات الصحية بمعتمدية جرجيس دفعا للخدمات الصحيّة واستجابة لحاجيات المواطنين، وذلك من خلال توفيرالأجهزة والمعدّات داخل المستشفى الجهوي الذي طالما افتقر للعديد من المعدّات ممّا أجبرسكان الجهة على اللجوء إلى المستشفيات بكل من ولايتي صفاقس وقابس. ولئن استبشرسكان جرجيسوطبرقة بما تمّ انجازه في المجال الصحّي، واعتبروا ذلك استجابة للمطالب التي رفعوها في هذا الشأن، فإنهم عادوا للتحرّك من جديد أمام ما سجّل من غياب للإطارالطبي وشبه الطبي وخاصّة المختص منهم لإدارة المستشفيين. ففي جرجيس يشارإلى أنه حضر "السكانير" الذي افتقده المواطنون، وجملة المعدّات الخاصّة بقسم التوليد والعظام، لكن الغريب في الأمرأن هذه المعدات بقيت دون استعمال نظرا لغياب الأطارالطبّي وشبه الطبّي الذي يديرهما، وهوما أثارحفيظة المواطنين الذين تجمّعوا للمطالبة بحضورالإطارين لتوفيرما يلزم من الخدمات. أمّا في طبرقة فتفيد الأخبارالواردة من تلك الجهة أنه وعلى الرغم من جاهزيّة المستشفى الجديد، فإن معظم أقسامه بقيت مغلقة لافتقادها أيضا للإطارين الطبّي وشبه الطبّي، وأيضا لخلوالمستشفى من سيارات إسعاف، وهي نقائص عطلت العمل الصحي وأربكت الخدمات المسداة في هذا المجال وحيّرت السكان الذين أجبروا على التحوّل إلى جندوبة بدل الاستفادة من خدمات المستشفى الجديد بجهتهم. إن معضلة النقص المسجل في الإطارين الطبي وشبه الطبي بالجهات الداخلية وخاصة منه المختص، مازالت قائمة منذ سنوات، وقد عملت وزارة الإشراف على تقديم حوافزهامة لأطباء الاختصاص للعمل بتلك الجهات دون جدوى، فمظاهرعزوف الأطباء على العمل هناك مازالت أحد أبرزنقاط ضعف، وتمثل أهمّ الصّعوبات التي تعاني منها المؤسّسات الصحيّة في العديد من الجهات، وهذا الواقع الصّعب مازال قائما، وهويستدعي مجهودا إضافيا لكل الأطراف لتعزيزه ودفعه. ولعلنا في هذا الجانب لا نملك إلا أن نقول أن الأمربات واجبا وطنيا لا يمكن رفضه مهما كانت الأسباب.