تعيش عائلة بالكامل بهرقلة من ولاية سوسة هذه الأيام على وقع الألم والوجع، فبعد سفر اثنين من أبنائها تباعا إلى سوريا بتعلة الجهاد ضد الجيش النظامي السوري تلقت نبأ إصابة ابنها الأصغر برصاص قوات الأمن التونسي أثناء الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة هرقلة وخلفت قتيلا وأربعة جرحى بينهم الابن الأصغر لهذه العائلة ويدعى ريان بالكامل(عمره 10 سنوات و8 أشهر) الذي أخضع يوم الثلاثاء قبل الفارط لعملية جراحية دقيقة بمستشفى الأطفال بباب سعدون بالعاصمة.. السيد جمال بالكامل جاءنا إلى مقر الجريدة.. يكفكف دموعه.. ليعبر عن لوعته.. عن وجعه.. عن خوفه من تعكر الحالة الصحية لابنه ريان.. عن أمله في عودة ابنيه الأكبر والأوسط إلى المنزل بعد ستة أشهر من"الجهاد" للأول وثلاثة أشهر للثاني.. من مركز الأنترنات إلى المستشفى يقول محدثنا والعبارات مختنقة في حلقه ألما على الحالة الصحية لفلذة كبده:"في حدود الساعة السابعة والنصف من مساء ذلك اليوم الأسود الذي شهدت فيه مدينة هرقلة أحداث شغب كان ابني ريان الذي يزاول دراسته بالسنة السادسة أساسي بالمدرسة الابتدائية الحبيب كامل بهرقلة متواجدا داخل مركز عمومي للأنترنات عندما لمح مجموعة من الشبان تتجه نحو مركز الشرطة فانضم إليها بكل براءة، إلا أنه تلقى أثناء محاولة أعوان الأمن تفريق المجموعة رصاصة استقرت في الحوض". وأضاف محدثنا:"حاول حينها الشاب محمود مراد احتضان ابني وإبعاده عن موطن الواقعة وفق ما أفادني به شهود عيان في محاولة لإسعافه إلا أنه تلقى بدوره رصاصة أدت إلى وفاته..". من مستشفى إلى آخر الأب الملتاع أكد لنا أن أعوان الحماية المدنية نقلوا ابنه ريان حينها إلى المستشفى الجامعي سهلول بسوسة أين قام الأطباء بانتزاع الرصاصة من جسمه ثم قرروا نقله إلى مركز الإصابات والحروق البليغة ببن عروس أين احتفظ به دون تلقي أي تدخل جراحي إلى أن اتخذ قرار بنقله إلى مستشفى الأطفال بباب سعدون بالعاصمة، وبعد تنسيق طبي أخضع لعملية جراحية على الحوض. وذكر محدثنا أن العملية التي أجريت على ابنه دقيقة جدا، وهو يخشى أية مضاعفات سلبية، لذلك فهو يناشد وزارة الصحة العمومية ووزارة المرأة والطفولة والمندوب العام لحماية الطفولة التدخل لإرسال ابنه إلى الخارج والسهر على مداولته" فأي ذنب اقترفه ريان؟" يتساءل محدثنا قبل أن يضيف:"ابني مهدد اليوم ولذلك فإنني ألتمس وأناشد كل الساهرين على قطاع الصحة والطفولة في تونس الوقوف إلى جانبه حتى يعود إلى ممارسة حياته العادية.. فانا لا أطلب شيئا سوى أن يقف ابني مجددا على ساقيه ويمشي..". غسيل مخ وسفر ل"الجهاد" مأساة هذا الأب لم تقف عند هذا الحد.. فهو مكلوم و"موجوع" ويعيش منذ أشهر على وقع الوجع، فقد سافر ابناه الأكبر والأوسط إلى سوريا بتعلة الجهاد ضد النظام السوري الحالي، وهنا يقول محدثنا:" لقد سافر ابني الأكبر وعمره 24 سنة متحصل على ديبلوم في الكهرباء منذ نحو ستة أشهر إلى سوريا والتحق به ابني الأوسط(20 سنة) الذي اجتاز السنة الفارطة مناظرة الباكالوريا قصد القتال ضد الجيش النظامي..". وذكر محدثنا أنه ابنه الأوسط لم يكن يصلي أصلا بل تم استقطابه خلال أشهر قليلة لم تتجاوز الثلاثة أشهر ثم اختفى عن الأنظار لنعلم لاحقا أنه سافر إلى تركيا ومنها إلى سوريا ل"الجهاد".. وختم بالقول:"أناشد كل من يعرفهما مساعدتنا حتى يعودا إلى حضن العائلة".