قبلي: قافلة طبية للتقصي المبكر لاضطراب طيف التوحد بمستشفى دوز    تونسي على رأس الجمعية الإفريقية للأمراض الجلدية والتناسلية    تونس تحقق عائدات سياحية بحوالي 7 مليار دينار خلال سنة 2023    البنك التونسي للتضامن يحدث خط تمويل بقيمة 10 مليون دينار لفائدة مربي الماشية [فيديو]    ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 34454 شهيدا و77575 مصابا    التشكيلة الأساسية لكلاسيكو النجم الساحلي و النادي الإفريقي    بسبب القمصان.. اتحاد الجزائر يرفض مواجهة نهضة بركان    بطولة المانيا: ليفركوزن يحافظ على سجله خاليا من الهزائم    المنستير: ليلة رعب في الطريق الحزامية بين قصر هلال وبنّان    الدورة الثانية من "معرض بنزرت للفلاحة "تستقطب اكثر من 5 الاف زائر.    المعهد التونسي للقدرة التنافسية: تخصيص الدين لتمويل النمو هو وحده القادر على ضمان استدامة الدين العمومي    عميد المحامين يدعو وزارة العدل الى الالتزام بتعهداتها وتفعيل إجراءات التقاضي الالكتروني وتوفير ضمانات النفاذ الى العدالة    بودربالة يجدد التأكيد على موقف تونس الثابث من القضية الفلسطينية خلال مؤتمر رابطة برلمانيون من اجل القدس باسطنبول    الكشف عن مقترح إسرائيلي جديد لصفقة مع "حماس"    الإنطلاق في استغلال منظومة المواعيد عن بعد بين المستشفى الجهوي بقبلي والمستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس    مشروع المسلخ البلدي العصري بسليانة معطّل ...التفاصيل    الإنطلاق في تكوين لجان جهوية لمتابعة تنفيذ برنامج الشركات الأهلية    بطولة القسم الوطني "ا" للكرة الطائرة: برنامج الجولة الثالثة    بطولة انقلترا - غالاغر يمنح تشيلسي التعادل 2-2 أمام أستون فيلا    اختتام الصالون الدولي 14 للفلاحة البيولوجيّة والصناعات الغذائية    2024 اريانة: الدورة الرابعة لمهرجان المناهل التراثية بالمنيهلة من 1 إلى 4 ماي    انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان قابس سينما فن    القلعة الكبرى: اختتام "ملتقى أحباء الكاريكاتور"    الكاف: قاعة الكوفيد ملقاة على الطريق    بطولة مدريد للتنس : الكشف عن موعد مباراة أنس جابر و أوستابينكو    سوسة: وفاة طالبتين اختناقا بالغاز    تعزيز جديد في صفوف الأهلي المصري خلال مواجهة الترجي    جدل حول شراء أضحية العيد..منظمة إرشاد المستهلك توضح    اليوم.. انقطاع الكهرباء بمناطق في هذه الولايات    عاجل/ الرصد الجوي يحذر في نشرة خاصة..    عاجل/ مذكرات توقيف دولية تطال نتنياهو وقيادات إسرائيلية..نقاش وقلق كبير..    فضيحة/ تحقيق يهز صناعة المياه.. قوارير شركة شهيرة ملوثة "بالبراز"..!!    اكتشاف أحد أقدم النجوم خارج مجرة درب التبانة    بمشاركة ليبية.. افتتاح مهرجان الشعر والفروسية بتطاوين    ليبيا ضمن أخطر دول العالم لسنة 2024    كلوب يعلق على المشادة الكلامية مع محمد صلاح    إمضاء اتفاقية توأمة في مجال التراث بين تونس وإيطاليا    بن عروس: انتفاع قرابة 200 شخص بالمحمدية بخدمات قافلة طبيّة متعددة الاختصاصات    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    في اليوم العالمي للفلسفة..مدينة الثقافة تحتضن ندوة بعنوان "نحو تفكرٍ فلسفي عربي جديد"    برنامج الدورة 28 لأيام الابداع الادبي بزغوان    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط حفظ الصحّة    اعتماد خطة عمل مشتركة تونسية بريطانية في مجال التعليم العالي    الإتحاد العام لطلبة تونس يدعو مناضليه إلى تنظيم تظاهرات تضامنا مع الشعب الفلسطيني    مدنين: وزير الصحة يؤكد دعم الوزارة لبرامج التّكوين والعلاج والوقاية من الاعتلالات القلبية    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    السيناتورة الإيطالية ستيفانيا كراكسي تزور تونس الأسبوع القادم    طقس اللّيلة: الحرارة تصل 20 درجة مع ظهور ضباب محلي بهذه المناطق    بنسبة خيالية.. السودان تتصدر الدول العربية من حيث ارتفاع نسبة التصخم !    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    منوبة: تفكيك شبكة دعارة والإحتفاظ ب5 فتيات    مقتل 13 شخصا وإصابة 354 آخرين في حوادث مختلفة خلال ال 24 ساعة الأخيرة    عميرة يؤكّد تواصل نقص الأدوية في الصيدليات    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل تونس أرض جهاد.. ومخترقة أمنيا؟
ملفات الصباح: خبراء ومختصون في مقاومة «الإرهاب» يجيبون عن...
نشر في الصباح يوم 14 - 05 - 2013


تدخل امني منقوص وغامض في جبل الشعانبي..
هل تحولت تونس بعد أحداث جبل الشعانبي الى ارض جهاد واستقرار للمجموعات المتطرفة دينيا؟ وما الخطر الذي تجسمه هذه المجموعات عن الامن الوطني؟ وما امتدادها الجغرافي والعددي خاصة اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ما يطلق عليه بالخلايا النائمة؟
وكيف تتم قراءة وتقييم التدخل الامني على مستوى جبل الشعانبي خاصة اذا ما علمنا ان الفرق المختصة في مقاومة الارهاب التابعة للحرس وللجيش استبعدت رغم وجودها على عين المكان..؟
هذه الاسئلة وغيرها حاولت "الصباح" الاجابة عنها من خلال لقائها بثلاث شخصيات مختلفة.. امني مختص في مقاومة الارهاب ودكتور في العلوم السياسية مختص في سياسات الدفاع والامن الشامل وأستاذ في الحضارة مختص في الجماعات الإسلامية اتفق ثلاثتهم على أن تونس مخترقة امنيا تعيش انفلاتا وفراغا امنيا واضحا استفادت منه هذه المجموعات الارهابية..
واعتبروا ان هذه المجموعات خطر داهم على الأمن الوطني والمجتمع التونسي كما حذروا من تواصل حالة عدم الاستقرار وتمطط مرحلة الانتقال الديمقراطي..

سامي براهم استاذ الحضارة والمختص في الجماعات الاسلامية ل«الصباح»: «تونس أرض جهاد والمسألة محسومة منذ زمن»
تونس حسب تصريح سامي براهم استاذ الحضارة والمختص في الجماعات الاسلامية ل "الصباح " "ارض جهاد والمسألة محسومة منذ زمن" ووجود النهضة في المشهد السياسي عطل مسار تركيزها أي هذه الجماعات لدولة الشريعة الاسلامية..
واعتبر أن المجموعات الجهادية أقلية داخل التيار السلفي.. وراى أن تونس اليوم بالتجاذبات السياسية وغياب الاستثمار الثقافي.. "هي ارضية ملائمة للتطرف تستفيد منها التيارات السلفية التي تؤمن بالفعل المادي بشكل كبير".. فهل تحولت تونس اليوم من ارض عبور الى ارض جهاد واستقرار للمجمعات الإرهابية ولتنظيم القاعدة بالمغرب العربي؟ وماهو الامتداد الحقيقي لهذه المجموعات حسب راي الخبير في الجماعات الاسلامية؟ وما الخطر الذي تجسمه هذه المجموعات على تونس خاصة أنها كانت تصنف على انها جزء من الخلايا النائمة للتيار الجهادي السلفي؟
بيّن سامي براهم أن "تونس كانت بالنسبة لبعض المجموعات السلفية الأقلية داخل التيار السلفي الجهادي والعلمي ارض جهاد والمسألة محسومة منذ زمن، وبعض الأقليات الجهادية التي شاركت في جبهات القتال في افغانستان وفي الشيشان والتي خرجت من السجون.
فهذه المجموعات الصغيرة، لم تقسم تونس في يوم الى ارض جهاد وارض دعوة هي تعتبر تونس ارض جهاد ولم يحصل لديها هذه التقسيم وتعتبر ان الثورة التونسية تتنزل ضمن العناية الالاهية التي أرادت ان تفتح تونس على الاسلام لكن وجود النهضة في المشهد السياسي عطل هذا المسار لذلك هم يتبنون الجهاد كخيار منذ البداية."
وذكر ان "المجموعات الموجودة اليوم في جبل الشعانبي هي اقلية صغيرة حتى داخل التيار السلفي الجهادي وليس لها امتداد كبير، فحتى داخل التيار السلفي نجد حالة من الاختمار وهناك نوع من التدافع بين تيارات فمثلا شيوخ السلفية يرفضون هذا التوجه وهناك جزء من انصار الشريعة يرفضونه ايضا والمشكل اليوم في تونس ان التيار السلفي تيار غير مهيكل وغير متجانس ليست له قيادة موحدة لذلك يحذر هؤلاء الشيوخ داخل مجلسهم وداخل دروسهم من التنطع ويعتبرون ان هذا الشباب الذي لا يلتزم بالخط العام للتيار السلفي الجهادي هم شباب متنطع."اما عن الخطر الذي تجسمه هذه المجموعات والتي كانت تصنف على انها خلايا نائمة فقال براهم:"الخلايا النائمة والخلايا النشطة يمكن ان تكون خطرا داهما اذا تواصل الوضع السياسي بهذا الشكل اذا ما تواصل التجاذب السياسي وتواصل غياب الدولة.. اذا طالت حالة الفراغ.. واذا تأخرت صياغة الدستور اذا تأخرت الطبقة السياسة والنخبة الفكرية عن الاستثمار الثقافي في المجتمع.
وحسب براهم تستفيد "المجموعات السلفية بشكل دائم من الفراغ السياسي وخاصة من غياب النخبة والمجتمع يجد نفسه وجها لوجه مع التيار السلفي في حين ان الحركة الديمقراطية غائبة في المجتمع كما ان الفكر الاسلامي المعتدل الوسطي غائب في المجتمع فالجميع منشغل بالتجاذب الانتخابي والحملة الانتخابية بينما الاستثمار في الثقافة في المعرفة وفي التربية غير موجود.. "
وقال إن المجموعات تستفيد من غياب الاستثمار في الثقافة وتستفيد أيضا من تأخر التنمية ومن التهميش واذا تواصل هذان العاملان فسيكونان عامل تغذية وتنمية لهذه المجموعات وان حصل العكس ستتقلص هذه المجموعات لانه لا مستقبل لها في تونس فتونس لها الحصانة الثقافية كما ان الضمير الجمعي التونسي لا يقبل العنف.. واضاف:" نحن شعب مسالم لا يمكنه القبول بمجمعات تحاول تغيير المجتمع عن طريق العنف."
ر - سوودي

نصر بن سلطانه دكتور مختص في سياسات الدفاع والأمن الشامل ل «الصباح» :تونس اليوم ممر آمن لعناصر تنظيم القاعدة.. تحولت بعد «الشعانبي» إلى أرض جهاد
في حوارأجرته معه"الصباح رأى نصر بن سلطانة -دكتور في العلوم السياسية مختص في سياسات الدفاع والأمن الشامل، رئيس الجمعية التونسية للدراسات الإستراتيجية وسياسات الأمن الشامل- أن تونس اليوم "ممر آمن لعناصر تنظيم القاعدة.. وقد تحوّلت بعد عملية الشعانبي الى ارض جهاد يمكن الاستقرار داخلها والقيام بالعمليات الإرهابية سواء ضد الشعب التونسي او ضد مصالح اجنبية..
وبيّن ان ضعف الدولة ووضعية الانفلات الامني جعلت من القاعدة تعتبر تونس وموطنا للإنسحاب التكتيكي من الجزائر وشمال مالي بسبب تضييق الخناق عليها هناك.
واعتبر ان تونس لم توفق بعد إلى وضع خطة استراتيجية شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة لعدة أسباب لعل أبرزها غياب الوفاق السياسي بين السلطة الحاكمة والمعارضة..
واشار بن سلطانة الى أن ما يعرف بالخلايا النائمة "يمكن أن يتحولوا في لحظة معينة مرتبطة بتنفيذ أمر من القيادات إلى عناصر إرهابية قادرة على رفع السلاح واستهداف كل ما يمكن أن يشكل عائقا يحول دون تحقيق أهدافهم.. ويعكس تجنيد الشباب التونسي وتوجيهه إلى سوريا وليبيا ومالي والجزائر والعراق وأفغانستان حسب رايه "وجود هذه الخلايا التي تنشط فترات لتختفي بعدها وفقا لطبيعة الوضع الأمني."
في ما يلي نص الحوار:
+ هل يمكن القول أن تونس قد تحوّلت من أرض عبور إلى أرض جهاد ؟
- أصبحت تونس وخاصة بعد سقوط النظام الليبي ممرّا آمنا لعناصر تنظيم القاعدة باتجاه الجزائر سواء لتهريب السلاح أو للتدريب أو لتقديم الدعم البشري إلى العناصر الإرهابية داخل التراب الجزائري. ومثلت عملية الشعانبي نقطة تحوّل في هذا المسار حيث بيّنت من خلال اكتشاف تمركز العناصر الإرهابية داخلها أن تونس قد تحوّلت إلى أرض جهاد بمعنى يمكن الإستقرار داخلها والقيام بعمليات إرهابية سواء ضد الشعب التونسي ومصالحه او ضد مصالح اجنبية فوق ترابها إضافة إلى عمليات التجنيد والتدريب داخل أرض الوطن بعيدا عن المراقبة الأمنية وفي ظل ما استشعرته من ضعف الدولة وأجهزتها بسبب ما تعيشه البلاد من تجاذبات سياسية وتوترات اجتماعية.. فقد أصبحت عمقا جغرافيا استراتيجيا لتنظيم القاعدة خاصة مع تضييق الخناق حولها سواء في الجزائر أو في شمال مالي بعد التدخل العسكري الفرنسي..
ويجب أن لا ننسى في هذا السياق أيضا عاملا هاما يساعد على فهم هذا الواقع وهو دعوة أيمن الظواهري منذ جوان 2012 إلى الخروج على السلطة السياسية في تونس التي اعتبر أنها حادت عن طريق الإسلام الصحيح.. ونذكر في هذا الإطار أيضا ما عبّر عنه القائد الأعلى للقوات الأمريكية في إفريقيا ( أفريكوم) الجنرال الأمريكي كارتر هام عند زيارته تونس مؤخرا من تخوّف من سعي القاعدة للتمركز في تونس.
+ما هي العلاقة بين ما يقع في تونس والوضع الإقليمي؟
- ما يقع في تونس مرتبط أساسا بوضع بلادنا الداخلي سياسيا وأمنيا وبالوضع داخل الجزائر ومالي ومخطّطات بعض الدول الغربية والعربية الخليجية في المنطقة في تكامل مع مكوّنات الإستراتيجية الأمريكية العالمية الخاصّة بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط. فتهريب السلاح مثلا ارتبط بسقوط النظام الليبي وما صاحب ذلك من نهب لمخازن السلاح وتوجيهها إلى عناصر القاعدة في الجزائر عبر التراب التونسي وتخزين البعض منها في مناطق عديدة داخل التراب الوطني لإستخدامها لاحقا لأغراض داخلية وخارجية.
كما ارتبط تفاقم نشاط القاعدة في تونس بعوامل إقليمية منها قناعتها بأن تونس جزء من مشروعها الإقليمي للدولة الإسلامية في المنطقة المغاربية وأنها أرض خصبة لتجنيد الشباب التونسي لدعم الجماعات المسلحة في الجزائر وفي مناطق عربية أخرى مثل سوريا، وموطنا للإنسحاب التكتيكي من الجزائر وشمال مالي بسبب تضييق الخناق عليها. كما استضعفت القاعدة السلطة الحاكمة في تونس مقارنة مع وضعها داخل الجزائر وشمال مالي بعد التدخل العسكري الفرنسي، وعملت على تحويل تونس إلى قاعدة خلفية للدعم البشري والتدريب والإختفاء وتنظيم هجمات إرهابية داخل تونس أو خارجها. ولا ننسى أن عملية سليمان سنة 2006 تزامنت مع انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية إلى القاعدة وتغيير أسمها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وقيامها بتلك العملية في إطار هذا التوسع الجغرافي لمجال نشاطها.
ولكني أعتقد أن ما لم تحسب له جيدا هذه الأطراف هو نجاعة المؤسستين العسكرية والأمنية وما تتميزان به من وطنية ومهنية عالية رغم قلة الإمكانيات وغياب متطلبات الأمن السياسي في البلاد. و مثل هذا العامل عنصرا هاما في التصدي لمخططات القاعدة ومنظريها.
+ ما خطورة ما يسمى بالخلايا النائمة داخل هذه التنظيمات الارهابية؟
- لا بد من الإشارة أولا إلى أن مسألة الخلايا النائمة لا ترتبط بأشخاص مهيئين لتنفيذ العمليات الإرهابية فقط، فالمسألة أوسع من ذلك حيث ترتبط هذه الخلايا بأشخاص مستعدّين للقيام بعدة مهام مرتبطة بتنفيذ مخطط إرهابي مثل الإستعلام والتموين والإخفاء والتمريض والتخزين والتحريض والإستقطاب..
والأكيد أن لفكر تنظيم القاعدة العديد من المناصرين منهم من ينشط علنا ومنهم من لا يظهر انتماءه وهؤلاء كلهم يمكن أن يتحوّلوا في لحظة معيّنة مرتبطة بتنفيذ أمر في الغرض إلى عناصر إرهابية قادرة على رفع السلاح واستهداف كل ما يمكن أن يشكل عائقا يحول دون تحقيق أهدافهم. ويعكس تجنيد الشباب التونسي وتوجيهه إلى سوريا وليبيا ومالي والجزائر والعراق وأفغانستان وجود هذه الخلايا التي تنشط فترات لتختفي بعدها وفقا لطبيعة الوضع الأمني. كما تشير عمليات تهريب السلاح إلى وجود هذه الخلايا التي نشطت خلال فترة سقوط النظام الليبي وتحالفت مع عناصر الجريمة المنظمة عبر الوطنية المتمرسة بتقنيات التهريب ومسالكها.
وترتبط خطورة هذه الخلايا خاصة بقدرتها على التخفي وعدم التفطن لها بما يجعلها عامل مفاجأة عند التنفيذ وسندا قويا لأي مشروع إرهابي يمكن أن يستهدف البلاد.
+ كيف يمكن التصدي حسب رأيكم إلى هذه الظاهرة ؟
من الضروري قبل التفكير في الحل تشخيص الواقع لمعرفة نقائصه وتحديد الحلول الخاصة به، كما يجب الخروج من بوتقة الحلول القطاعية الضيقة والتعامل مع الموضوع بعقلية شاملة تأخذ بعين الإعتبار مختلف العوامل المرتبطة بهذا الموضوع داخليا وخارجيا. فالإرهاب ليس ظاهرة تتطلب معالجة أمنية فقط بل ظاهرة متعددة الجوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية وأمنية وعسكرية ودبلوماسية ودينية تتفاعل في ما بينها لتشكل مضمون استراتيجية شاملة لمكافحتها.
وللأسف لم نوفق في تونس بعد إلى وضع خطة استراتيجية شاملة للتعامل مع هذه الظاهرة لعدة أسباب لعل أبرزها غياب الوفاق السياسي بين السلطة الحاكمة والمعارضة بما يساعد على الإتفاق حول طبيعة التعامل مع هذه الظاهرة وتصنيفها حاليا ومستقبلا وغياب ثقافة المعالجة الشاملة للتهديدات والأخطار حيث عادة ما يتم التعامل معها بنظرة قطاعية وعدم التوافق لحد الآن في تحديد طبيعة المصالح الوطنية الداخلية والخارجية وسلّم أولوياتها وحدود التسامح مع من يستهدفها.
ولا ننسى أن التعامل مع ظاهرة الإرهاب المرتبط بالقاعدة يختلف حسب المناطق ومصالح الدول داخلها. فالإرهاب يحارب في عدة دول عربية وافريقية وفي الغرب وبعض دول آسيا ويدعم في المقابل داخل دول عربية أخرى. وإن كان من حق أي دولة أن تبحث عن حماية مصالحها ودعمها بغض النظر عن توافق ذلك مع مصالح بلادنا او تعارضه معها، فإن بلادنا مطالبة أيضا بحماية مصالحها حتى ضدّ من يعتبرون دولا صديقة او شقيقة إذا كانت هذه الدول تعمل على دعم هذا التنظيم وفروعه داخل بلادنا لإستغلالها في تنفيذ برامجها الجيوستراتيجية بالمنطقة العربية والإفريقية التي تعتبر مناطق نفوذ وصراع كبير بين القوى العظمى بدعم من دول اقليمية صغيرة وكبرى ففي العلاقات الدولية لا وجود لصداقات أو عداوات دائمة، فما هو دائم هي المصالح الوطنية والتي على أساسها تحدّد طبيعة علاقاتنا مع الآخر.
ريم

علي سلطان أمني مختص في مقاومة الإرهاب ل«الصباح» :أمني مختص في مقاومة الإرهاب ل"الصباح": الشعانبي عملية إرهابية بامتياز.. شهدت تدخلا أمنيا منقوصا وغامضا..
3 فرق مختصة في الإرهاب استبعدت من التدخل الأمني في الشعانبي.
علي سلطان الامني والعضو (السابق) في الفرقة الوطنية لمكافحة الإرهاب والمتحصل على شهادة في مكافحة وقمع الإرهاب وشهادة درجة ثانية في فنيات الاقتحام والتدخل في ميدان الإرهاب والعمليات الإرهابية وشهادة اختصاص في تدريب الفرق على التدخل لإدارة الازمات المتسبب فيها الارهاب.. وصف في لقائه ب"الصباح" حادثة جبل الشعانبي ب"العملية الإرهابية" بامتياز وهي ليست العملية الاولى من نوعها فخطر الإرهاب وبذوره بدأت تنمو منذ ما بعد الثورة ورأى ان الارهاب لا يتجسم في التخييم وتفخيخ جبل الشعانبي فقط بل تجسم في الفراغ الامني على الحدود الذي جعل حدودنا متاحة امام إدخال الأسلحة بمختلف انواعها كما مثل تسجيل اول حادثة اغتيال عنوانا كبيرا لحجم هذه المجموعات..
وفي تقييمه للتدخل الأمني بجبل الشعانبي أكد على انه "عملية غامضة ومنقوصة.. ومن المفروض ان لا يتم التعامل معها بتلك الطريقة.."
وفيما يلي نص الحوار:
* هل تصنف عملية جبل الشعانبي كعملية ارهابية أم حادثة معزولة؟
هي عملية ارهابية بامتياز.. فالإرهاب مصنف الى 4 عمليات، فكل ما هو تفجير وتفخيخ يصنف على انه عملية ارهابية وكل ماهو قرصنة وتحويل لوجهة الطائرات أو البواخر يعد عملية ارهابية وكل ما هو اغتيال بالرصاص لوجه معروف سياسي او فني او ديبلوماسي أو حتى لاعب كرة يعدّ ارهابا وكل ما هو اختطاف واحتجاز رهائن هو عملية ارهابية..
مع العلم ان الاختراق المعلوماتي كان يصنف على انه عملية ارهابية غير ان المجتمع الدولي اتفق على تصنيفه على انه جريمة.
وما وقع في جبل الشعانبي هو تفخيخ وتفجير استهدف اعوان الامن الداخلي والجيش وأدى الى إلحاق اضرار متفاوتة الخطورة بهم ويصنف على انه ارهابا منظما.
* أمنيا متى كانت بداية انطلاقة العمليات الارهابية في تونس؟
بالنسبة لي لا تعد عملية جبل الشعانبي العملية الاولى من نوعها فكل عملية تؤدي الى القتل الجماعي او الفردي أو الغاية منها الوصول الى السلطة هي في نظري ارهابية وانطلق في نظري الارهاب منذ احداث الروحية وبئر علي بن خليفة وادخال الاسلحة الى تونس..
وبالمعاينة توفرت كل مراحل الارهاب من التسليح والتدريب ثم الصعود الى الجبال الخالية من السكان والوصول الى المدن أي المركبات التجارية والمحطات.. المكتظة بالسكان مثلما وقع في اكثر من دولة على المستوى العالمي أمر وارد ايضا وغير مستبعد
* هل تحولت تونس بعدما وقع في الشعانبي الى مستقر للارهاب ولم تعد ارض دعوة وعبور بل ارض جهاد؟
بالنسبة لي ارض عبور أو ارض جهاد أو ارض تدريب أو ارض تخزين للاسلحة.. أو منطقة دعوة كل هذه المفاهيم تصب في الخانة نفسها.
ويعود وجود ما يسمى ارهابا حسب رايي الى مخلفات الفراغ الامني الكبير على مستوى الحدود التونسية الى جانب خطابات الدعاة والأيمة المتشددين التي تدعو الى القتل والعنف.. والجهاد. كما ان الشريط الحدودي مع ليبيا خطير جدا وهو منفذ اساسي لتمويل هذه المجموعات بالاسلحة..
وتونس اليوم أرض لعبور الاسلحة تم خلالها استهداف امنيين في احداث الروحية وشهدت اغتيالا سياسيا واخيرا وقعت أكثر من عملية تفجير في جبل الشعانبي.
تدخل أمني.. منقوص وغامض
* كيف تقيم التدخل الامني على مستوى عملية جبل الشعانبي؟
عملية جبل الشعانبي عملية أمنية غامضة ومنقوصة فانا امني مختص.. ومن المفروض ان لا يتم التعامل مع ما يقع هناك بتلك الطريقة.. فمن غير المنطقي ان ينظم تدخل امني ويقع انفجار اللغم الاول والثاني والثالث والرابع.. هناك أنياب (كلاب مدربة) تشتم المتفجرات وهناك أيضا نوع من الطائرات الكاشفة للألغام.. هناك مختصون في التفجير في الجيش والحرس لدينا آلات تحمل باليد تكشف المتفجرات على بعد 50 مترا يوجد ايضا فريق للتمشيط.. هناك ايضا طريقة يتم اعتمادها في المناطق المشكوك في احتوائها للألغام يعتمد خلاله على حيوانات كاشفة (البغال) تسير في المقدمة من اجل إبعاد فرضية الإضرار برجال الأمن هذا كله لم يتم اعتماده.
كما ان المغاور التي يبدو انها كانت مقر استقرار هذه المجموعات، كان من المفروض ان تكون مراقبة من قبل الجيش الوطني اسبوعيا ويتم بالتوازي ردم المغاور الكبيرة هذا الى جانب مراقبة دورية من قبل فرقة الاستعلامات العامة على الحركة على مستوى مثل هذه المناطق.. الجيش سعى الى تفجير المغاور على مستوى جبل الشعانبي ونحن نتساءل لماذا لم تكن هذه المغاور مراقبة..
الاستعلامات الحلقة الأضعف..
* يقال ان الحلقة الأضعف أمنيا في عملية الشعانبي هي الاستعلامات؟
الحلقة الأضعف في التدخل الامني ليست الاستعلامات.. يجب ان نعلم انه حتى وان لم يوجد الإرهاب هناك العمل على الوقاية منه، حيث يبحث عون الامن أو عون الجيش على المعلومة التي لها علاقة بالارهاب قصد الوقاية منه.. هناك مواد مثلا عندما يتم جمعها تثير الريبة الامونيتر الغبار (فواضل الحيوانات).. أو مجرد الكشف عن عملية تهريب للاسلحة يعد مصدرا للمعلومة.
وبذور الارهاب حسب رايي لا تعود الى ثلاثة او اربعة اشهر بل تعود الى سنتين وكان من المفروض تقوية الوحدات المختصة في المعلومة والاستعلام الحدودي الذي كان يساهم فيه مواطنون وللأسف لم يقع ذلك.. تم ضبط عديد عمليات تهريب الاسلحة.. الامر الذي يؤكد ان المعلومة لم تكن موجودة..
* لم نر تدخلا للفرقة المختصة في مكافحة الارهاب هل هذا امر طبيعي؟
لدينا ثلاث فرق في تونس مختصة، الوحدة المختصة للحرس الوطني (tigre noir) مدربون تدريبا جيدا لم يتدخلوا في عملية الشعانبي..
وهناك القوات الخاصة التابعية للجيش الوطني وهناك الفرقة الوطنية لمقاومة خطر الارهاب (bat) لم تتدخل هذه الفرق في احداث الشعانبي رغم وجودها على عين المكان.. وحسب رايي لو سلمت مهمة جبل الشعانبي لهذه الفرق لما لحق الأذى أيا منها نظرا لما يملكونه من كفاءة وخبرة.
* ما خطورة الوضع الآن.. وما الاشكال الذي يطرح مع الخلايا النائمة لمثل هذه التنظيمات الارهابية؟
التنظيمات الارهابية والحركات السرية التي تستعمل السلاح للوصول الى السلطة او القتل أو الشهرة تكون منظمة تنظيما جيدا وتكون لها هيكلة علنية وهيكلة سرية وتمويل قار عن طريق شركات لان التبرعات لا تفي بحاجاتها.. بالتالي في الهيكلية نجد الخلايا الميتة والخلايا النائمة.. يتم اعتمادها عند الوصول الى السلطة وهناك امكانية كبيرة في ان هذه المجموعات قد زرعت خلاياها وهم الآن تحت تصرفها فهي تنظيمات مافيوية (مثل المافيا) لا تعلم من يتبعها.. وهناك امكانية أن تكون هذه المجموعات قد زرعت في المؤسسة الامنية والمؤسسة التربوية.. وغيرها من مؤسسات الدولة. والارهاب حسب رايي وصل في تونس اليوم الى مرحلة متقدمة جدا.. فهو يجد الارضية ملائمة في المناطق الهشة والتي تعاني حالة من الانفلات الامني وتونس تعاني اليوم انفلاتا امنيا وفوضى.
* هل هناك امكانية لتدارك الوضع العام والاحاطة بهذه المجموعات الارهابية وحصر امتدادها والخطر الذي تمثله؟
من السهل جدا تطويق هذه الظاهرة بامكانيات الامن التونسي وبكفاءاته مع ضمان معونة المواطن التونسي القادر على مد السلطات بالمعلومات.. وتوفير تجهيزات ومعدات معينة لا بدّ منها لدولة تواجه الارهاب فلم تعد تونس دولة تقاوم خطر الجريمة فقط بل أصبحت تتصدى اليوم لخطر الارهاب.. ويجب ان نعلم أن جبل الشعانبي يحتوى على محطة ارسال ويجب تجهيزه بكاميرات مراقبة لكونه اهم جبل في تونس ويجب ان تكون الشوارع الكبرى والهامة مراقبة كما أنه من الضروري مراقبة المساحات التجارية الكبرى.. والفضاءات العامة..
ويتطلب الأمر ايضا اعادة القيادات الامنية التي تم التخلي عنها والتي كانت معروفة بحبها لتونس غير انها سبق وأن عملت في منظومة فاسدة.. كما ينبغي ايضا اعادة اعوان الامن الذين تم عزلهم بعد الثورة مع عدم ارسال اعوان امن اكفاء لدول الخليج فتونس اليوم في حاجة الى طاقاتهم العليا هذا دون أن ننسى امكانية الاستفادة من اعوان الامن الذين تقاعدوا خلال السنوات القليلة الماضية كمتطوعين بمنح.
التشدد الفكري..
* أمنيا هل يتم التعامل مع التشدد الفكري على انه ارهاب؟
الدعوة إلى الجهاد أو وصف الأمنيين بالطاغوت والدعوة لتصفية الأمنيين أو الوجوه السياسية امر غير معقول يؤدي الى مواجهات وحرب اهلية.. امنيا وهذا موقفي الشخصي أعارض كل شخص يدعو إلى الجهاد أو العنف او التباغض أو التقسيم..
* كيف يتعامل الأمني مع الدعوة الى الجهاد؟
تصنف الدعوة للجهاد على انها جريمة مثل جريمة القذف أو التهديد بالقتل واذا تم تطبيقها تتحول الى عملية ارهابية.. وعندها يتم تطبيق قانون الارهاب.
* ما الفرق بين الارهاب والجريمة..؟
الجريمة يتوفر فيها الركن المادي والركن المعنوي والركن القانوني في حين ان الارهاب يتوفر على الركنين المادي والمعنوي لكن لا وجود لفصل قانوني للارهاب.
* ماذا عن قانون الإرهاب؟
- هو قانون لا يحتوى على تعريف للارهاب فلا يوجد فصل قانوني واضح يخصّه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.