قدرت وزارة الفلاحة محاصيل الحبوب لهذا الموسم بكميات تتراوح بين 14و15مليون قنطار مقابل 22,2 مليون قنطارموسم2012 بنقص يناهز 30 و35بالمائة. وأعزى وزير الفلاحة محمد بن سالم هذا التراجع إلى النقص الحاد في الأمطار بالوسط والجنوب فضلا عن أن نحو60 من المساحات المبرمجة لم يقع بذرها. وقال في تصريح ل"الصباح" بأن الإنتاج بمناطق الشمال يعتبر جيدا. وبأن تداعيات النقص المرتقب على حاجيات التوريد سيكون ملحوظا. وفي علاقة بالأضرار الناجمة عن الجفاف والأجراءات المقرة لتعويض أصحابها أورد الوزير بأن اعتمادات مالية جملية ب21.3 مليون دينار سيتم تخصيصها لهذه العملية بمناطق الوسط والجنوب وسيوجه قسط هام منها لإنقاذ نحو5,5مليون شجرة زيتون.وستقدم بالتوزاي مساعدات عينية في شكل شعيرعلفي لحوالي مليون رأس من الأغنام على مدة أربعة أشهر. الحد من ضياع المحصول على صعيد آخر وحتى لا تساهم بعض الممارسات الفلاحية عند الحصاد في مزيد انحسار الصابة وتبذيرها شدد بن سالم عل ضرورة تفادي كل ما من شأنه التسبب في ضياع الحبوب لاسيما في مستوى استغلال الآلات الحاصدة معلنا عن جملة من البرامج التحسيسية الفنية لطرق إحكام استعمال هذه المعدات وعرضها على الفحص الفني وتنظيم أيام تكوينة وإعلامية بالجهات المنتجة،إلى جانب إحداث فرق متابعة متنقلة. علما أن الميزة اللافتة في أسطول الحاصدات البالغ عددها2800آلة تقادمها في السن حيث يزيد عمر 60بالمائة منها عن10سنوات ،ما يثير مخاوف بارزة من مخاطر الأعطاب التي قد تطرأ عند الاستعمال وتعدد مظاهر الضياع في حال لم يمتثل جانب من الفلاحين لارشادات الاستغلال. وعلى صعيد الاستعدادات لتأمين سير الموسم يبدو أن تواضع الصابة لن يطرح إشكاليات حادة على مستوى مستلزمات الحصاد حيث ستكون -حسب البيانات المعروضة في جلسة عمل اللجنة الوطنية لمتابعة موسم الحصاد المجتمعة أمس- متوفرة بالكميات اللازمة سواء بالنسبة للأكياس أو تل الربط والآلات الحاصدة. كذلك الشأن بالنسبة لطاقة الخزن التي تتسع إجمالا ل12مليون قنطار،وتقدر طاقة الخزن الشاغرة مع انطلاق الموسم في حدود6,8مليون قنطار.وتوزع عمليات التجميع على 204مراكز،أظهرت المعطيات المقدمة في جلسة أمس أن عمليات تأهيلها لتسلم المحاصيل قد إنطلقت ووجهت التعليمات للمجمعين لإحكام تهيئة فضاءات التجميع وخزن الحبوب وتلافي اخلالات الموسم الماضي سواء بالنسبة الخواص أو المراكز التابعة لديوان الحبوب. وفي هذا الصدد تدخل وزير الفلاحة بالقول للحضور من ممثلي ديوان الحبوب والمجمعين الخواص " الصابة قليلة ونحن في غنى عن خسارة كميات أخرى. ودعا ديوان الحبوب إلى مزيد الحرص على احترام شروط الخزن تفاديا للأضرار التي تصيب المخزون عند نزول الأمطار. تحييد مخابر التعيير حتى لا تكون مخابر التعيير التابعة للمجمعين الخصم والحكم في تقييم جودة الحبوب ألح عمر الباهي ممثل إتحاد الفلاحين على ضرورة تحييدها. وطالب الوزارة بالتصدي للمخابر التي جانبت الصواب في عمليات التعيير التي قامت بها الموسم الفارط على حساب المنتجين بمنعها من مباشرة هذا العمل هذه السنة،والاستعانة بمخابر ديوان الحبوب. وفي تصريح خاطف ل"الصباح" تمسك الباهي بالطلب الذي كانت تقدمت به المنظمة منذ مدة والقاضي بالترفيع في الأسعار المرجعية للحبوب عند الإنتاج بقيمة لا تقل عن التسعة دنانير ليتسنى تعديل تكاليف كلفة الإنتاج -حسب تعبيره-والتي ارتفعت بنحو30بالمائة في اليد العاملة الفلاحية وبأكثر من10بالمائة في مستوى الأدوية،فيما سعر الحبوب لم يتغير بصفة ملائمة للكلفة منذ2007.ولم تتجاوز الزيادة المقرة في 2011الدينارين في القنطار واصفا إياها بالزهيدة. حصر الأضرار من جانبه أثار عبد العزيز بوحجبة ممثل النقابة التونسية للفلاحين معضلة نقص الأمطاروتداعياتها على الإنتاج في عديد المناطق بمافي ذلك الشمال،داعيا إلى توخي معايير دقيقة في تقييم حجم الأضرار مع التسريع بضبط قائمات المتضررين. وتساءل عن ماهية دور المعهد الوطني للزراعات الكبرى ومدى استفادة الفلاح من تدخلاته.معتبرا أن آداءه يظل دون المطلوب في نظر المنتجين الذين يساهمون بصفة مباشرة في تمويله. وطالب بإعادة النظر في حضور الفلاحين صلب مجلس إدارة المعهد. كما عرج على مسألة تضارب أرقام تقييم الصابة والتداخل حد التباين في مناهج التقدير المعتمدة بالنسبة لتقييم الصابة عند التجميع أو في مستوى المحصول العام. مطالبا بتوحيد المناهج باعتماد الصيغ الأكثر مصداقية ودقة في التقييم.
