لفظ فجر أمس الخميس الشاب زياد المستوري أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجهوي بتوزر بعد ساعات من إقدامه على الانتحار حرقا بمسقط رأسه مدينة دقاش، وقد خلفت هذه الحادثة احتقانا كبيرا بين متساكني الجهة وخاصة شبابها الذين هاجم عدد منهم مقر المعتمدية. وحسب مصادر مختلفة فإن الهالك وهو شاب في العقد الثالث من عمره يتيم الأبوين ويشكو من البطالة والفقر يقطن رفقة شقيقه في ظروف معيشية صعبة كان تقدم في عدة مناسبات إلى معتمد الجهة بمطالب للنظر في وضعيته الاجتماعية وتشغيله في الحضائر إلا أن دار لقمان بقيت على حالها وظل الشاب زياد يعاني في صمت من"الحقرة" والظلم والتهميش والتجاهل إلى أن ضاق ذرعا وأصيب بحالة إحباط قرر إثرها الانتحار على طريقة البوعزيزي. ففي مساء يوم الأربعاء تحول الشاب زياد إلى مقر المعتمدية خارج التوقيت الإداري لمقابلة المعتمد إلا انه لم يتمكن من ذلك فقام بسكب البنزين على جسده وأضرم النار فيه أمام صدمة وحيرة بعض المواطنين الذين هرعوا نحوه وأخمدوا النيران التي أتت على مساحة كبيرة من نصفه العلوي وخلفت له حروقا بليغة خاصة في الصدر. حل لاحقا أعوان الحماية المدنية ونقلوا الشاب في حالة صحية وصفت بالخطيرة إلى المستشفى الجهوي بتوزر، ورغم المجهودات المبذولة فإنه فارق بعد ساعات من الصراع مع الألم والموت الحياة تاركا لوعة في نفوس أقاربه وأصدقائه الذين قام عدد منهم بمهاجمة مقر المعتمدية وإتلاف وبعثرة بعض الوثائق الإدارية تهشيم بعض التجهيزات وبلور النوافذ ولم يتراجعوا إلا بحلول تعزيزات أمنية سيطرت على الوضع بعد مناوشات. وفي سياق متصل اوضح معتمد دقاش الهادى زين العابدين ل"وات" انه اطلع منذ ايام على وضعية هذا الشاب واخيه حيث تم ادراجهما في برنامج تحسين المسكن ودعم موارد الرزق لضعاف الحال مبينا انه تعذر على السلط المحلية تشغليه ضمن برنامج الحضائر. واضاف ان الشاب قام باضرام النار في جسده خارج التوقيت الاداري امام مقر المعتمدية بعد ان تعذر عليه مقابلة المعتمد وذكر الهادي زين العابدين ان عددا من اصدقاء الشاب واقاربه عمدوا خلال الليلة قبل الماضية الى الاعتداء على مقر المعتمدية وتهشيم تجهيزاتها وبلور النوافذ واتلاف وثائق ادارية مشيرا الى انه تمت السيطرة على هذه المجموعة من قبل اعوان الامن.