رغم حالة الضبابية وانعدام الرؤية التي مازالت تطغى على المشهد السياسي وعدم وضوح خارطة طريق تحدد فيها الانتخابات والاستحقاقات القادمة بدأت بعض الأسماء تقرع الطبول معلنة ترشحها للانتخابات الرئاسية القادمة. ويبدو انه مع تتالي التصريحات الصحفية انطلقت حرب كلامية أفضت الى خلافات داخل بعض الاحزاب من المتوقع ان تزداد حدتها في الاسابيع القادمة. واذا كان اعلان الباجي قائد السبسي عن ترشحه للانتخابات الرئاسية قد اثار ضجة في الاوساط السياسية طيلة الايام الماضية فان تأكيد حمادي الجبالي الامين العام لحركة النهضة امكانية ترشحه للرئاسية القادمة كمستقل قد ألقى بظلاله على حركة النهضة وفتح المجال للكثير من التأويلات. ولئن أكد نجيب الشابي ان مسألة ترشحه واردة فانه قال مؤخرا في هذا الموضوع "قد يكون الترشح واردا لكن الموضوع سابق لأوانه ولم ننطلق في الحديث داخل الحزب عن هذا الموضوع رغم ان بعض القيادات اعطت موقفها وعبرت عن مساندتها لترشحي. وكما قلت سندرس الامر في اللجنة المركزية القادمة ورغم اهمية الانتخابات الرئاسية فإن الاولوية هي للمسألة الامنية والاقتصادية والاجتماعية لبلادنا هذا هو الاهم في الوقت الحالي". الديمقراطية تقتضي تعدد الترشحات وقال عصام الشابي القيادي بالحزب الجمهوري ان طبيعة الانتخابات الديمقراطية تقتضي تعدد الترشحات وبالتالي لا يجب في تونس ان نبتدع رؤية جديدة للانتخابات التي ترى في تعدد الترشحات لأي موقع أو منصب مدخلا للاختلاف او الانقسام على حدّ تعبيره. وكشف الشابي ان الحزب الجمهوري ستقرر هيئته القيادية وتختار المرشح الجمهوري لهذا الاستحقاق.. مضيفا "الجمهوري سيكون له مرشح للرئاسية سنطرحه للتداول مع حلفائنا في الحركة الديمقراطية لاننا عازمون ان يكون للصف الديمقراطي مرشح واحد للانتخابات الرئاسية وقوائم مشتركة بالنسبة للقوائم النيابية وسنكون مع الذي يملك أوفر الحظوظ". وما اذا كانت مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية ستثير خلافات داخل الاتحاد من اجل تونس شدّد الشابي على ان هذا الموضوع لم يطرح بعد داخل الاتحاد من اجل تونس ولا يمكن الحديث بشانه الا بعد وضوح الرؤية في البلاد وتحديد تاريخ الانتخابات. وتابع "نحن في الحزب الجمهوري نعتبر ان الاولوية المطلقة في الاسراع بانهاء مرحلة الانتقال الديمقراطي وتحديد تاريخ الانتخابات وسعينا سيكون منصبا في الايام القليلة القادمة على تفعيل التوافق الذي حصل في الحوار الوطني الذي دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل لكي نكسب ثقة المواطنين ونضع الانتقال الديمقراطي على السكة الصحيحة. حل توافقي ومن جهته اعتبر بوجمعة الرميلي القيادي في حزب نداء تونس ان اعلان الباجي قائد السبسي ترشحه للانتخابات الرئاسية طبيعي لشرعيته السياسية والجماهيرية بل انه مثل حدثا سياسيا هاما وخلق ضجة ايجابية في البلاد و في نفس الوقت لا يتعارض مع مختلف الاطراف داخل الاتحاد من اجل تونس الذين رحبوا باعلان سي الباجي ترشحه على حد تعبيره. وحول تصريح ياسين ابراهيم انه يحبذ ترشح نجيب الشابي افضل من الباجي قائد السبسي اكد الرميلي ان ابراهيم حرّ في آرائه ومواقفه لكن الحوار مازال مفتوحا في الاتحاد من اجل تونس لان الاولوية الآن لضرورة وضوح الرؤية بشأن الدستور وتحديد موعد الانتخابات. وعن تأكيد نجيب الشابي على ان البعض ناشده الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة قال الرميلي "لا أتصور ان نعود الى عهود المناشدة لانها صفحة طويت وسنتوصل الى حل توافقي داخل الاتحاد من اجل تونس. ويمكن ان نتفق على ان يكون لنا اكثر من مرشح للانتخبات الرئاسية ووفقا لنتائج الدورة الاولى يكون الاتفاق داخل الاتحاد على مساندة شخصية وحيدة استنادا الى النتائج والمعطيات المتوفرة". النهضة تستخلص العبر ولم يستبعد وليد البناني حصول انشقاقات وخلافات وتصدعات حادة داخل بعض الاحزاب في الفترة القادمة بسبب الترشح للانتخابات الرئاسية لان بعض الاحزاب تستطيع ان تدير الحوارات والاستحقاقات وان كانت داخلية باساليب ديمقراطية فيها اليات الاختيار. وحول مدى تأثير ذلك على حركة النهضة قال "النهضة تعودت على اليات معينة في الترشح وسيكون كذلك في الانتخابات الرئاسية اذا قررت الحركة ان يكون لها مرشح .. المكتب التنفيذي يقترح الاليات الداخلية في الترشح ومجلس الشورى يحسم في الاختيارات". وعن رأيه بشأن تصريحات حمادي الجبالي حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية كمستقل قال البناني "حمادي الجبالي مازال أمينا عاما لحركة النهضة وموقعه يجعله ملزما بقرارات حزبه.. وعن تصريحه بامكانية ترشحه كمستقل فاننا نعتبره رأيا شخصيا ومن السابق لأوانه النظر في ذلك.. ثم ان ذلك مجرد تصريح صحفي ولم تطرح المسألة داخل الحركة". وأشار البناني الى ان حركة النهضة ستحسم المسألة في الفترة القليلة القادمة مع تأكيده على ان ترشح رموز الحزب من خارج الحركة لم يكن ايجابيا في السابق مما يحتم استخلاص العبر.