أنباء عن اتفاقية لترحيله من سويسرا إلى كندا فأيّ رد فعل للسفارة التونسية ببارن؟ الموظف المحتجزيعيش 23 ساعة يوميا في زنزانة بلا نافذة.. والمنظمات الحقوقية بدأت تتحرك... مازالت قضية الموظف الرفيع المستوى السابق بمؤسسة(SNC Lavalin) الكنديّة رياض بن عيسى المحتجز في ظروف لا إنسانية-وفق ما أفادت به عائلته- بزنزانة انفرادية بسجن "بارن" بسويسرا تشهد العديد من التطورات الخطيرة آخرها تواترأنباء عن اتفاقية بين السلطات السويسريّة ونظيرتها الكندية لترحيل هذا المواطن التونسي إلى "كندا" لمحاكمته في قضية مؤسّسة"لافالان" التي لم توجّه له فيها أية تهمة إلى اليوم، في تعدّ صارخ لكل القوانين والاتفاقيات الدولية وأيضا في خرق للقانون التونسي الذي يمنع تسليم الموقوفين التونسيّين في غيرالقضايا الإجرامية أوالإرهابية الكبرى بين بلدين وذلك في ظل الصمت المحيّر للسلطات التونسية تجاه هذه القضية وتجاهلها لتونسي"محتجز" في غياهب الزنزانات السويسرية رغم علمها بالملف. واستباقا لإمكانية عقد هذه"الصفقة" بين سويسرا وكندا وتنديدا بالظروف القاسية التي يحتجزفيها التونسي رياض بن عيسى الأب لطفلتين داخل سجن بارن السويسري والتي أثرت على توازنه النفسي والصحّي علمنا أن عائلته قامت خلال الأسبوع الجاري-عن طريق شقيقه الدكتوررفيق بن عيسى المقيم بالولايات المتحدةالأمريكية وعضو بإحدى الرابطات الحقوقية- بإرسال عريضة إلى السفير التونسي بسويسرا يطلب فيها تدخل السلطات التونسيّة في هذه القضية لإنقاذ ابنها من واقع تعيس يعيشه ومصيرمجهول ينتظره في ظل العنصرية الأوروبية و"تسييس" هذه القضية. وفي اتصال بمصدرمطلع على مجريات القضية أكد ل"الصّباح" أن الموظف التونسي رياض بن عيسى المحتجز منذ يوم 10 أفريل 2012 بزنزانة انفرادية بسجن بارن السويسري بأمرمن الوكيل العام الفيدرالي السويسري "مايكل لوبار" في ظروف لا إنسانية وقاسية ترتقي إلى جرائم التعذيب مؤكدا أن القضية سياسية بالأساس وليست مجرّد قضية عدلية عادية، إذ يحتجزهذا الموظف التونسي في ظروف لا إنسانية ويعيش حالة انهيارنفسي وصحّي، حتى إنه منع من مهاتفة زوجته طيلة ثلاثة أشهربالتمام والكمال ولم يتمكن من زيارة أي فرد من عائلته إلا بعد أكثرمن عام ونيف من احتجازه؛ مضيفا أن رياض محبوس في زنزانة انفرادية طيلة 23 ساعة في اليوم، إذ لا يرى الشمس سوى ساعة وحيدة، وهوما أثرعلى توازنه النفسي والصحي حتى أصبح وفق بعض التقاريرالإعلامية السويسرية على حافة الجنون.. وعلى حافة الإصابة بمرض عقلي جرّاء العلاج الذي يخضع له داخل سجن بارن والأدوية التي تسلم له منذ أشهروالتي هي وفق نفس التقاريربصدد تدميره نفسيا ودفعه إلى الانتحار، وهوما دفع عائلته إلى طلب عرضه على طبيب مختص إضافة إلى استنجادها بالسفارة التونسية ببارن في ظل التجاهل الرسمي التونسي لكل هذه التطورات الخطيرة رغم البيان الذي توجّهت به العائلة إلى الحكومة التونسية والرأي العام التونسي منذ نحوثلاثة أشهر. الاستنجاد بالسلطات التونسية هذا التجاهل دفع العائلة التونسية إلى الاستنجاد بالسفارة التونسية بسويسرا في عريضة رسميّة وجهت خلال الأسبوع الجاري إلى السفيرالتونسي ببارن تشرح فيها ملابسات عملية الاحتجازغير القانونية وطرق المعاملة العنصريّة والمهينة التي يلقاها رياض في السجن، وتطلب فيها من السلطات التونسية التدخل العاجل وفتح قنوات الاتصال مع السلطات السويسرية لمنع تسليم ابنها التونسي المولد والجنسية إلى كندا حيث سيكون –بسبب العنصرية- كبش فداء لقضية"لافالان"، مؤكدة أن عملية التسليم التي وافقت عليها السلطات السويسرية غيرقانونية وفيها خرق للقوانين الدولية وأيضا مخالفة للقانون التونسي باعتبارحمل رياض للجنسية التونسية وعدم تورطه في قضايا إجرامية أوإرهابية خطيرة، إضافة إلى تعرضه إلى انتهاكات خطيرة حرّكت في الآونة الأخيرة عدة منظمات حقوقية. وفي نفس الإطار قال الأستاذ لطفي الشملي المحامي لدى التعقيب، إنه بناء على العريضة التي رفعتها عائلة المواطن التونسي رياض بن عيسى إلى السفيرالتونسي بسويسرا فإن الأخيريصبح ممثلا للسلطة القضائية التونسية بالتنسيق مع وزارة الخارجية التونسية، وبالتالي يحقّ له طلب استفسارحول القضية وطلب ضمانات وحماية للمواطن التونسي، فهل تتحرك السلطات التونسية فعلا وتتدخل لفائدة أحد مواطنيها المحتجزمنذ أكثرمن 15 شهرا في ظروف مهينة ودون أية تهمة؟ قضية سياسية بامتياز يذكرأن الدكتوررفيق بن عيسى شقيق المحتجزالتونسي كان حمّل في إحدى زيارته الأخيرة إلى شقيقه الحكومة السويسرية المسؤولية الكاملة عن كل أذى أو سوء يلحق شقيقه.. مؤكدا في حديث لإحدى القنوات السويسرية أن كل الاتهامات الموجهة لرياض واهية وتلفيق سياسي بعد أن جعلوا منه"كبش فداء" لكل الفساد الذي ساد مؤسسة"لافالان" طيلة سنوات.