لسببين على الأقل بدا الاحتفال أمس الاثنين بالذكرى السابعة والخمسين لانبعاث الجيش الوطني مختلفا طعما ومذاقا عن سابقيه فيما مضى من أعوام... السبب الأول أنه يأتي وقواتنا المسلحة تخوض معركة شرف وفداء ميدانية لتطهير منطقة جبل الشعانبي من فلول عصابات الإرهاب والجريمة.. معركة سقط فيها شهداء وجرحى من أبناء المؤسسة العسكرية.. والسبب الثاني أنه يأتي والمؤسسة العسكرية لا تزال والحمد لله على موقفها الوطني المشرف من الثورة من جهة ومن الشرعية والخيار الديمقراطي من جهة أخرى ربما سيكون من غير اللائق تعداد أفضال نعم أفضال جيشنا الوطني الباسل على عموم الطبقة السياسية الجديدة في تونس لا فقط من حيث أنه لولا المؤسسة العسكرية التي أمنت العملية الانتخابية بتاريخ 23 أكتوبر 2011 وسهرت على حسن سيرها لما كان هناك ربما لا عملية سياسية ولا مسار انتقال ديمقراطي أصلا ولكن،،، ولأن بعض منتسبي ولا نقول رموز هذه الطبقة لم يتورعوا ولحسابات ايديولوجيات ضيقة عن «التحرش» سياسيا بالمؤسسة العسكرية والتطاول على قياداتها الوطنية الشريفة فإنه يصبح من الواجب التذكير على الأقل من هنا بضرورة أن تلزم هنا فصاعدا بعض الأطراف والشخصيات السياسية حدودها وأن تكون مؤدبة في خطابها تجاه جيشنا الوطني الباسل بمختلف وحداته العسكرية ومؤسساته القضائية وقياداته.. والواقع،،، إن المرء ليعجب مثلا عندما يستمع لبعض النكرات الطارئة على المشهد السياسي من حاملي الجنسية المزدوجة (تونسية فرنسية) وهم يهددون بوقاحة ب»مقاضاة» المؤسسة العسكرية لدى دوائر المحاكم الدولية !!! فيتساءل باستهزاء «مقاضاتها» على ماذا؟ أعلى قتالها للمجموعات الارهابية في الشعانبي حفاظا على أمن تونس الداخلي والخارجي أم على حمايتها لعملية الانتقال الديمقراطي وعدم انقلابها على الشرعية الدستورية أم على معاضدتها لجهود التصدي لعصابات التهريب والتخريب لاقتصادنا الوطني !!! لا نريد أن نسترسل في ذكر مواقف أخرى بائسة لرهط من السياسيين من مختلف الأجيال تطاولوا بوقاحة على المؤسسة العسكرية وحاولوا استدراجها نحو مستنقع خياراتهم وحساباتهم السياسية اللاوطنية ولكننا نريد فقط أن نحيي المؤسسة العسكرية وقياداتها مرتين لا مرة واحدة وهم يحتفلون بالذكرى 57 لانبعاث الجيش الوطني مرة على ما بذلوه ولا يزالون على امتداد أكثر من خمسة عقود من تضحيات جسام في سبيل أمن وتنمية الوطن والحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية.. وأخرى على بقائهم أوفياء للثورة وللخيار الديمقراطي بروح وطنية وحياد سياسي غير مسبوق في عالم العسكرتاريا في المجتمعات العربية