توقعت مصادر متابعة لموسم الحصاد استكمال عملية تجميع الحبوب في ظرف لا يتجاوز العشرة أيام القادمة وهي فترة قصيرة اعتبارا لنقص المحاصيل هذه السنة المقدرة بنحو40 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. يذكر أن مصادر فلاحية عليمة تغلب في تقييمها للموسم الحالي صفة المتوسط بدلا عن الضعيف مرجحة بلوغ حجما لا يقل عن الستة مليون قنطار في مستوى التجميع.وهي حصيلة تفوق بكثير مواسم شح الإنتاج في 2002 التي بلغت 2 مليون قنطار، وتتجاوز معدل 2010 البالغ 5 مليون قنطار.لكنها بالتأكيد تقل عن موسمي 2011 و2012. ويفسر العارفون بالقطاع حصيلة 2013 بالظروف المناخية الصعبة التي تميزت بانحباس الأمطار بالوسط والجنوب وبعدد من مناطق الإنتاج التقليدية ما تسبب في تراجع المساحات المبرمجة للاستغلال بشكل ملحوظ ، توازيا مع الإرباك الحاصل في سوق الأسمدة هذا العام الذي ألقى بتداعياته على سير الموسم طبقا لتبريرات المنتجين. اللافت أيضا أن المناطق السقوية لم تبلغ بدورها مستوى الإنتاجية المنشود وهو ما يدعو إلى العمل على تقريب البحث العلمي من المهنة وتوظيف القدرات العلمية المختصة في المجال في إحكام تثمين الحزمة التكنولوجية وتأطير الفلاحين للرفع من المردودية وتقليص فجوة أمننا الغذائي من الحبوب. وكان الموسم انطلق منذ الأسابيع الأولى لهذا الشهر وأمكن إلى غاية أول أمس تجميع 3.861 مليون قنطار منها2.865 مليون قنطار قمح صلب،و654 ألف قنطار قمح لين،و342 ألف قنطار شعير فيما لم تتجاوز كميات التريتكال المجمعة 3200 قنطار. ويتدخل في عملية التجميع هذا الموسم 10مجمعين خواص تمكنوا إلى حد الآن من جمع مليوني قنطار وقامت ثلاث شركات تعاونية بجمع 1.613 مليون قنطار وتدخل ديوان الحبوب في عملية التجميع بنسبة محدودة لا تتجاوز 52 ألف قنطار. وبلغ مستوى التجميع من البذور الممتازة إلى هذه الفترة 113 ألف قنطار. وحول تقدم موسم الحصاد عبر الجهات تأتي باجة على رأس الترتيب ب32 بالمائة ثم سليانة ب17.43 بالمائة تليها بنزرت ب14.62 بالمائة وجندوبة14.08 بالمائة. وعلى مستوى النسق اليومي للتجميع لاحظت مصادرنا بأنه آخذ في الهبوط في المدة الأخيرة بعد بلوغ ذروته مطلع الموسم بحكم تسخير كامل أسطول الحاصدات بمناطق الشمال في غياب شبه كلي لإنتاج الحبوب بالوسط والجنوب. كما أنّ تقدم حلول شهر رمضان سرّع من وتيرة التجميع. هذا إلى جانب تخوف جموع الفلاحين من اندلاع الحرائق. وبخصوص الأسعار المتداولة وحسب ما توفر لنا من معطيات فإنه لا يوجد ما يبرر هبوطها وانزلاقها إلى مستويات دنيا أو منخفضة احتكاما إلى مؤشرالجودة الذي يلوح مرضيا إلى هذه الفترة من الموسم. وفسرت مصادرنا هذا التقييم بخلو المحصول من عنصر التفرقع.