شقيق الضحية نجا بأعجوبة وروى ل«الأسبوعي» حالة الرعب التي عاشها أثناء العمل الإجرامي قصر هلال الأسبوعي القسم القضائي: امرأة في ريعان الشباب ماتت حرقا.. ملاك في ربيعه الثالث يصارع الى حد الساعة الموت بمستشفى سهلول بسوسة.. فتاة في عمر الزهور تنتظر معجزة لتعود الى حضن عائلتها.. خسائر مادية فادحة بعد ان تحول منزل العائلة المنكوبة الى خراب.. هذه حصيلة الجريمة البشعة التي شهدتها منطقة سكرة بأحواز قصر هلال في الليلة الفاصلة بين الاثنين والثلاثاء الفارطة ويعكف أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنستير بالتنسيق مع أعوان مركز الحرس الوطني بالمكنين على البحث في ملابساتها ولكن ماذا حصل؟ وما هي دوافع هذه الجريمة الفظيعة؟ ردّة فعل قاسية تقول السيدة دليلة الشابي (53 سنة) أنّ المظنون فيه انتقم من عائلتها بعد ان رفضت ارتباطه بالابنة الصغرى وأضافت: «لقد اتصل بي وطلب مني بكل وقاحة ان يربط علاقة غير شريفة بابنتي آمال (18 سنة) ولكني رفضت ورجوته الابتعاد عنها لصغر سنها وعدم جديته في الارتباط غير أنّ ردّة فعله كانت قاسية.. لقد قتل ابنتي الكبرى وحرق آمال والملاك «ح».. وشرّدنا بعد أن تحوّل الكوخ الذي كنا نقطنه منذ نحو 16 سنة الى خراب». وتساءلت الأم المسكينة: «ما ذنب ابنتي الكبرى لمياء حتى تقتل حرقا؟ ماذا فعل طفلها الصغير حتى يكتوي بالنار ويحال على الإنعاش؟ ما ذنب آمال حتى تحترق؟ إنه فعل شنيع، وعمل إجرامي غير مبرّر». تهديدات وذكرت الأم أنّ المشبوه فيه هدّدها بالقتل حرقا بعد ان رفضت طلبه فاتصلت يوم الاثنين الفارط بمركز الحرس الوطني بالمكنين وأشعرت الأعوان بالموضوع بعد ان أخذت تهديدات الشاب على محمل الجد. وأضافت: «لقد اعترض سبيلنا في السوق الأسبوعية وهدّد بحرقنا مجددا ثم التقى في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الاثنين بشقيقة زوجي وأشعرها بأنه سيقترف جريمة في حقنا وقال لها حرفيا «باش نحرقهم» وفعلا فقد أحرق ثلاثة منا». أطوار الجريمة أما أحمد (شقيق الضحية والذي نجا بأعجوبة من الحريق) فأفادنا بأن المظنون فيه اتصل به ليلة الواقعة وطلب منه مشاركته في جلسة خمرية ولكنه رفض. وأضاف: «كنّا نائمين عندما فوجئت بالنار تحاصر شقيقتي لمياء وهي تصيح بأعلى صوتها فسارعت بإخراج ابنها «ح» من البيت ثم أخرجت آمال قبل ان أنجح في الوصول الى لمياء والتي تحولت الى كتلة ملتهبة وتمكنت في النهاية من إخراجها ونقلتها الى خارج البيت وظل جميعهم تحت زيتونة ينتظرون حلول سيارة الحماية المدنية فيما كانت النيران تلتهم الكوخ قبل أن تحوله الى خراب ورغم نقل لمياء الى مستشفى عزيزة عثمانة بالعاصمة فإنها فارقت الحياة». أما كريمة (شقيقة الضحية والناجية الثانية من الحريق) فقد أفادتنا بأنها كانت نائمة رفقة أحمد ولمياء وآمال و«ح» عندما فوجئت في ساعة متأخرة من الليل بالنار تندلع في مختلف زوايا البيت فهربت الى الخارج طلبا للنجدة. إيقاف مشتبه به وفي ذات السياق علمنا ان هذه العائلة المعوزة تعيش في كوخ يفتقد لكل أساسيات الحياة كالماء الصالح للشراب والكهرباء وقد أفادنا والد الضحية ان الحالة الصحية لأمال و«ح» خطيرة جدا بعد ان طالت الحروق والجروح أنحاء عديدة من جسميهما أما منزله فقد تحول الى خراب بعد ان أتى الحريق على تجهيزاته المتواضعة بالكامل. من جانب اخر علمنا أنّ أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنستير أوقفوا شخصا يشتبه في اقترافه الجريمة. ويرجح أنه توجه ليلا الى المنزل (عبارة عن كوخ) وسكب كمية من البنزين في زواياه وأضرم فيه النار التي أنتشرت بسرعة فالتهمت الأخت الكبرى لمياء (26 سنة) وتسبّبت في وفاتها واحالت ابنها «ح» وشقيقتها أمال على الإنعاش وشردت عائلة كاملة ليظل مصيرها مجهولا. صابر المكشر طارق عويدان