أكثرمن 2.6 مليون سائح دخلوا بلادنا في النصف الأول من سنة 2013 حسب آخر إحصائيات الدّيوان الوطني للسّياحة بارتفاع 4.8 بالمائة عن سنة 2012 وانخفاض ب 9.8 عن سنة 2010.. مع ارتفاع بسيط للمداخيل ب0.2 بالمائة لتكون في حدود 1.279.6 مليون دولار مقارنة بسنة 2012 وانخفاض ب 6.3 بالمائة مقارنة بسنة 2010... ارقام مطمئنة في البداية خاصة ان عديد الجهات الساحلية وخاصة منها سوسة والحمامات وجربة سجّلت حجوزات ضخمة طيلة شهري جويلية واوت ؛ واعلن بعضها عدم وجود شغورات في أسرّتها... الاكتفاء بهذا الحديث يجرنا الى التفاؤل المفرط ويجعلنا نطمئن على عودة الانتعاش للسياحة التونسية وعودة الأمل للمهنيّين وخاصة منهم المستثمرين في القطاع الذي دخل جلهم مرحلة المديونيّة الخطيرة اضطرت عددا منهم على إقفال أبواب نزله وشركاته السياحيّة... لكن.. والمشكل في لكن... بأي ثمن تمّ بيع الغرف وباي ثمن تفاوضت جل فنادقنا مع متعهّدي الرّحلات.. فالظرف الرّاهن سمح للمتعهّدين بفرض شروطهم والتخفيض في الأسعار الى أقصى حدّ ممكن وهوما جعل عددا من المهنيّين من أصحاب الفنادق ومديرين بقبول البيع بأسعار متدنّية ممّا ساعد على امتلاء أغلب الفنادق لكن المداخيل ظلت منخفضة ولا تغطي الحاجيات وهوما يفسرارتفاع عدد الوافدين مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية مقابل انخفاض المداخيل نقول انخفاض رغم الارتفاع الضئيل بنسبة 0.2 بالمائة اعتمادا على ارتفاع المعيشة).. هذا التخفيض في الاسعار الناتج عن عدم قدرة البعض عن فرض المنتوج (عكس بعض الفنادق الأخرى التي فرضت منتوجها وفرضت اسعارها وحافظت على درجة عليا وراقية من الخدمات) أدى حتما الى التقليص من الخدمات وتدنيها وهو ما سيؤثر في السنوات القادمة على هذه المؤسسات السياحية وعلى القطاع السياحي ككل؛ وسيؤثر على نسبة العود التي تبقى الى حدّ الآن ضعيفة جدّا (30 بالمائة حسب الارقام الرّسمية). واضافة الى اشكال التخفيض في الاسعار بشكل كبيرلفائدة متعهدي السياحة ووكالات الاسفارالاجنبية، فإن إشكالا آخرلا يجب أن نغفل عنه وهوجنسيّات الوافدين. فبالنظرالى الانخفاض الكبير لعدد الوافدين الفرنسيّين والذي قارب ال 50 بالمائة والألمان...من الضروري ان نطلق صيحة فزع باعتباران الجنسية الفرنسية ظلت لعشرات السنين تحتل المرتبة الاولى في سلم الوافدين على بلادنا. لكن الفرنسين غيّروا وجهتهم نحو المغرب التي استفادت من الاوضاع في مصر وتونس وسجلت ارتفاعا في عدد السياح الفرنسيّين بنسبة 27 في المائة، والسيّاح الألمان بزيادة بنسبة 18 في المائة بعد أن استمالت وكالات الأسفارالمغربيّة أعدادا كبيرة من السيّاح الأوروبيّين لزيارة المغرب.. التفاؤل اذا يبقى قائما في قطاع السياحة رغم الصعوبات الكبيرة والمطلوب الإسراع بإعادة هيكلة القطاع و تنويع المنتوج وتوظيف التكنولوجيا الحديثة على أمل انقاذ المواسم القادمة والعودة بسياحتنا الى سنوات الذروة والاشعاع. سفيان رجب