التنكر للاعياد الوطنية في تونس اصبح واضحا فقد خيم الهدوء في ذكرى اعلان الجمهورية على شارع الحبيب بورقيبة خلافا لما كان يشهده هذا الشارع الرمزي في مثل هذه المناسبات من عديد الانشطة الثقافية والتظاهرات في الاحتفالات بالاعياد الوطنية فقد بدا مصير الجمهورية في ذكراه ال 56 مجهولا بعد ان سالت دم الشهيد من جديد لتخلف هذه المرة لوعة في صفوف مناضلي التيار القومي ومختلف التيارات السيساية في تونس وفي صفوف الشعب.. اليوم فارق المناضل والسياسي محمد البراهمي الحياة بعد ان طالته يد الغدر لتسجّل تونس شهيدا ثانيا في اقل من ستة اشهر بعد ان غادر نا شهيد الحرية شكري بلعيد في فيفري الفارط وعلى الرغم من ما شاهدناه من تنكر وتجاهل شديد للاعياد الوطنية في تونس ما بعد الثورة الا ان فاجعة اغتيال محمد البراهمي في عيد الجمهورية بعد ان تصور التونسيون ان دم شهيد تونس شكري بلعيد ثمنه الحرية والديمقراطية لكن في اغيتال البراهمي ذهبت الحرية والديمقراطية واغتيلت الجمهورية الامر الذي لم يتصور وقوعه الشعب التونسي خاصة بعد انه بدا له بعد سقوط نظام بن علي ان تونس على مشارف اعلان الجمهورية الثانية، كما تخيل للبعض ان الثورة قد فعلت مفاهيم الحرية والديمقراطية لكن حلم الجمهورية الثانية بدأ يتلاشى بعد انتخابات 14 جانفي وطلوع الاسلاميين الى الحكم وضاعت قيم المواطنة وسط التجاذبات الحزبية ومعركة الكراسي "الصباح" تنقلت الى شارع الحبيب بورقيبة يوم عيد اعلان الجمهورية لرصد انطباعات الشارع التونسي قبل سماع فاجعة اغيتال شهيد الحرية الثاني محمد البراهمي فبعد الدعوات الطريفة التي أطلقتها تنسيقية الجمعيات للدفاع عن قيم الجمهوريّة برفع العلم التونسي في كل بيت في عيد الجمهورية من اجل تكريس جمهورية متضامنة الا ان هذه الدعوة لم تلق الصدى المطلوب تفاجئنا بالهدوء الذي يملأ الشارع وانت تجوب الشارع الرئيسي لتونس العاصمة لا ترى غير بعض الاعلام التي رفعت فوق الاشجار وبين المباني مما يوحي لنا ع بان الاعياد الوطنية ضاعت بين التجاذبات السياسية والمشاغل اليومية للتونسيين الذين انشغلوا بشهر الصيام والاستعدادات لعيد الفطر. رؤية الشارع التونسي للاعياد الوطنية عموما ولاعلان الجمهورية خاصة اختلفت فهناك من يعتبره يومت فاصلا في تاريخ البلاد..ايمن الصغير( موظف) قال ان اعلان الجمهورية يحمل معه قيم الحرية والديمقراطية والمواطنة بالرغم من انه في تونس يوجد البعض ممن لا يؤمنون بالحرية وقيم الديمقراطية" وختم الصغير قائلا "انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا، وهؤلاء يريدون ضرب اخلاقنا" عيد الجمهورية بطعم الحرية وبالنسبة لناصر الجبالي ( استاذ جامعي ) فان الاعياد الوطنية في تونس لها طعم اخر فكل عيد وطني يرمز الى حقبة زمنية عاشتها تونس واعلان الجمهورية هو ذكرى لا يمكن لاي نظام سياسيّ ان يمحوها من اذهان التونسيين خاصة بعدأن امتزجت الجمهورية بطعم الحرية المكسب الذي حققه التونسيون بعد ثورة 14 جانفي المجيدة اما رؤية رابحة البدوي ( ربة بيت) فقد اختلفت عن ايمن وناصر فهي تعتبر ان اعلان الجمهورية مناسبة عابرة ويوم عادي كغيره من بقية الايام لانها ترى ان الانظمة الاستبدادية في تونس كرست الاعياد الوطنية لخدمة اجنداتها السياسية. في حين اعتبرت كوثر العرفاوي( محاسبة) ان الاعياد اصبحت توظف سياسيا بعد الثورة لرفع الشعارات الحزبية ومثل هذه الاعياد لا تستحق التضخيم فعيد الجمهورية رغم رمزيته هو عيد كغيره من الاعياد الوطنية الاخرى يوم عطلة ليس اكثر كريم حمدي ( موظف) قال ان التونسي لا يتذكر الاعياد الوطنية التي لا تمثل له شيئا الا يوم عطلة وليس اكثر من ذلك فالمشاغل اليومية وغلاء المعيشة وتدني المقدرة الشرائية للمواطن التونسي لم تترك له المجال لتذكر الاعياد الوطنية التي اصبحت تستغلها الطبقة السياسية للدعاية الحزبية