تحولت امس مرتفعات الشعانبي الى ساحة حرب استعملت فيها تقريبا كل الاسلحة المتوفرة برا وجوا في عملية عسكرية واسعة النطاق بمشاركة تشكيلات مختلفة من الجيش والامن الوطنيين في خطة واضحة تؤكد العزم الراسخ هذه المرة على التعاطي بكامل الجدية مع الارهاب قبل فوات الاوان خصوصا وأن الاحداث اكدت ان مجموعات الشعانبي عددها بالعشرات وليست مجرد افراد.. مواجهة ليلية في حدود الساعة العاشرة والنصف من ليلة اول امس تفطنت وحدات تتكون من "كوموندوس" للقوات الخاصة بالجيش الوطني وفرقة طلائع الحرس الوطني متمركزة في السفح الشمالي لجبل الشعانبي قرب منطقة "بئر اولاد نصر الله" التابعة لعمادة البريكة من معتمدية فوسانة الى تواجد مجموعة مسلحة بصدد التسلل بين الاشجار فتبادلت معها اطلاق النار وسرعان ما وصلت لساحة المواجهة تعزيزات ضخمة من مختلف الفرق المختصة في التدخل والارهاب واعداد كبيرة من الاليات والمدرعات والمروحيات القتالية وتمت محاصرة المسلحين الذين انقسموا الى مجموعتين واحدة تتكون من عدة عشرات ظلت في مكان ظهورها والاخرى تتكون من بضعة افراد تنقلت الى منطقة "راس الثور" على بعد كيلومترات قليلة يبدو ان من بينها عناصر قيادية بالمجموعة الارهابية في محاولة للهرب ووقع التنبيه على متساكني سفح الجبل المتاخم للطريق الوطنية عدد 13 الرابطة بين القصرين وفوسانة بملازمة بيوتهم.. تكتم رغم تواصل المواجهة المسلحة لساعات طويلة واعلام المستشفى الجهوي عند منتصف ليلة اول امس بالاستعداد لاستقبال جرحى محتملين ودخول قسم الاستعجالي في حالة طوارئ فانه الى حد بعد ظهر امس الجمعة لم يصل للمستشفى اي جريح.. وهو ما يؤكد التكتم الشديد الذي تفرضه القيادات العسكرية والامنية على ما حصل ضمانا لنجاح التخطيط الجديد المتبع في محاربة الارهابيين وعدم تمكين الخلايا المتعاونة معهم من اي معلومات قد يستفيدون منها.. ورغم كل ذلك فان تلميحات من مصادر امنية اشارت الى الاشتباك اسفر عن حصول قتلى وجرحى من جانب المسلحين؟؟ تدخل المقاتلات والمدفعية الثقيلة ظهور المجموعة الارهابية وانتقالها من مرحلة التخفي الى الهجوم المباشر ادى الى ارسال تعزيزات ضخمة طوال الليل من مختلف الثكنات القريبة من القصرين وخاصة سبيطلة في ارتال من الشاحنات والحافلات العسكرية والمدافع والمدرعات لتنطلق خلال الساعات الاولى من يوم امس عملية عسكرية شاملة من الجيش الوطني مع احزمة متعددة من وحدات الامن ومكافحة الارهاب وتظهر لاول مرة الطائرات المقاتلة لسلاح الجو في سماء الشعانبي لقصف مواقع الارهابيين وحسب شهود عيان من سكان يقطنون داخل جبل الشعانبي فانه مع الساعة الثانية صباحا تم سماع ازيز المقاتلات التي بدات كل منها في القاء قنابل مضيئة ثم خلفت عند ارتطامها بالارض انفجارات كبيرة دمرت الاماكن التي وجهت اليها.. وتواصل القصف الجوي على دفعات الى صباح الامس وشوهدت طائرات ال"آف 5" بكامل الوضوح من مدينة القصرين.. ودائما حسب مواطنين من متساكني المحمية مثل السيد مراد اليحياوي فانه مع الساعة الخامسة فجرا بدات المدافع الثقيلة تدك بقذائفها مرتفعات الجبل فيما كانت مروحيات مقاتلة تمشط المناطق بين كل دفعة من القصف هل خرج الإرهابيون من مخابئهم؟ تشير العديد من المعطيات الميدانية ان القصف الميداني بالذخيرة الحية والتمشيط الناري بالرشاشات والقذائف النارية الذي انطلق يوم الثلاثاء وأدّى الى اشتعال عدة حرائق فرض على الارهابيين الخروج من مخابئهم والتحول الى السفح الشمالي للجبل في محاولة للهرب منها نحو السلسلة الجبلية المحاذية لفوسانة لتجنب الوقوع في ايدي الجيش الوطني والتحول منها الى جبال تالة وحيدرة لكن "الكومندوس" الذي اشتبك معهم اغلق امامهم منافذ الفرار.. فيما ترجح معطيات اخرى ان عناصر من الارهابيين ربما وصلوا من غرب الشعانبي لتعزيز زملائهم وفك الحصار المفروض عليهم وارادوا الدخول في مواجهة لفتح ممر آمن لهم نحو جبال الشمال الغربي اقتراب ساعة الحسم مصادر امنية واخرى عسكرية اكدت لنا ان خروج الارهابيين من معاقلهم امر كانت عناصر الجيش الوطني وقيادته تنتظره منذ مدة لحسم امرهم بعد ان تعذر العثور عليهم لمدة اشهر رغم كل عمليات البحث والتمشيط وان امر التعامل معهم اصبح الان اكثر سهولة لانه لا حظ لهم في الفرار امام الحضور الامني والعسكري المكثف والتجهيزات الضخمة التي وصلت للشعانبي تمشيط جبل الأجرد بحيدرة اكد لنا بعض مواطني مرتفعات حيدرة ان جبل الاجرد الممتد من فوسانة الى اقصى شمال حدود ولاية القصرين يشهد منذ ليلة اول امس تواجدا مكثفا للجيش الوطني وتسيير دوريات قارة ومتنقلة وعمليات تمشيط واسعة استعدادا للتصدي الى اي محاولة تسلل للارهابيين اليه خاصة وان الجيش الجزائري فرض طوقا كاملا على الناحية الاخرى من الحدود تجعلهم لا يفكرون في المرور الى الاراضي الجزائرية مداهمة مسجد التوبة بالقصرين وإيقاف سلفيين في جانب آخر من العملية العسكرية الجارية لاجتثاث الارهابيين بالتنسيق التام مع الامن قامت وحدات مكافحة الارهاب فجر الامس اثر صلاة الصبح بمداهمة مسجد التوبة في حي الزهور بالقصرين الذي يتردد عليه العديد من أتباع التيار السلفي الجهادي وقامت بايقاف مجموعة منهم يشتبه انهم يكوّنون خلية دعم واسناد لوجستي للمجموعة الارهابية المتمركزة بالشعانبي.. كما علمنا انه وقعت مداهمة منزل في حي النور بالقصرين والقاء القبض على شاب من المتشددين دينيا يرجح انه على علاقة بالمسلحين وبالاضافة الى هؤلاء اكدت لنا مصادر امنية انه وقع ايقاف شخصين قرب قرية "البريكة" اسفل الشعانبي كانا يتظاهران بالمساعدة في البحث عن المسلحين دوريات ونقاط تفتيش اصبحت مداخل مدينة القصرين والمسالك المؤدية الى الشعانبي بوابات امنية تتمركز فيها نقاط تفتيش للتثبت من هويات كل من يمر منها وتفتيش السيارات بحثا عن اسلحة او مفتش عنهم او عناصر ارهابية متخفية.. لكن مقابل ذلك ومن خلال اقترابنا مساء اول امس من الشعانبي من جهة "الدغرة" لاحظنا غيابا كليا لاي تواجد امني الى حدود المنطقة العسكرية المغلقة التي يسهل الدخول اليها من هناك بسهولة ونفس الشيء من جهة المنطقة الصناعية 2 بالقصرين وقرب قرية "بولعابة" التي ذكر احد متساكنيها قبل ليلتين ان 4 مسلحين قدموا اليه وطلبوا منه مدهم بقارورة ماء تسلموها بسرعة ثم اختفوا في ظلمة الليل وهو ما يفرض المزيد من اليقظة لتجنب اي اخطاء قد يستغلها الارهابيون