انتقلت عمليات تعقب الارهابيين المتمركزين في جبل الشعانبي امس الاربعاء الى مرحلة جديدة تحت قيادة الجيش الوطني بواسطة نخبة من قواته الخاصة التي وصلت تشكيلات منها الى القصرين مزودة بجميع عتادها وتمركزت في مختلف انحاء الجبل اضافة الى فرقة من وحدات الهندسة العسكرية المختصة في تفكيك الالغام وتم غلق الشعانبي من جميع جوانبه مع تركيز نقاط مراقبة وتفتيش بكل الطرقات والمنافذ المؤدية اليه عبر السلسلة الجبلية الممتدة من جنوبالقصرين حيث جبال «خشم الكلب» ومنطقة «بودرياس» وصولا الى حدود ولاية الكاف شمالا مرورا بالمرتفعات القريبة من مدينة فوسانة على بعد مسافة قليلة من الشريط الحدودي بين تونس والجزائر لتضييق الخناق على المجموعة المسلحة التي قامت اول هذا الاسبوع بزرع ألغام لإعاقة عمليات التمشيط الجارية لتعقبها والكشف عن مخابئها. و عند ظهر اليوم شرعت وحدات الجيش في قصف منطقة الالغام بالمدفعية لتفجيرها عن بعد وكشف ما بقي مزروعا تحت الارض لتطهيرها وفتح الطريق امام الفرق المختصة لاقتحام اماكن تحصن المسلحين. كما شمل القصف تدمير بعض المغاور والاكواخ التي اقامها الارهابيون للتمويه واحاطوها ببعض الالغام لتنبيههم الى أي خطر قادم.. وجاء هذا القصف تمهيدا للقيام بعمليات انزال بالمروحيات خلف تحصينات ومخابئ المجموعة المسلحة لتطويقها والايقاع بها بما انه لم يعد هناك اي مجال للتردد في القضاء عليها نهائيا .. كما علمنا ان عمليات تمشيط جديدة شملت بعض الكهوف والانفاق الموجودة في الجبل قرب المنجم القديم للرصاص بالشعانبي وبقايا السكك الحديدية المؤدية الى منطقة بولعابة لقطع الطريق عن أية محاولة للفرار او التسلل نحو مناطق العمران يمكن ان يقوم بها الارهابيون.. وينتظر ان تكون الساعات الاخيرة من ليلة البارحة قد عرفت تطورات جديدة في الاحداث بتوغل الفرق العسكرية الخاصة في غابات واودية الشعانبي لمواجهة المسلحين وجها لوجه والتعامل معهم بطريقة مباشرة لحسم امرهم نهائيا. ورغم تأكيدات مصادر امنية ان العملية قد تأخذ مزيدا من الوقت فإن الاصرار على انهاء أي تواجد ارهابي في الشعانبي قد يعجل بالقضاء عليهم باعتبار كثافة التواجد العسكري والامني كميا ونوعيا وتوفر كل الاليات والامكانيات المساعدة على ذلك. إجلاء المصابين شهد المستشفى الجهوي بالقصرين صباح اليوم حالة كبيرة من الغضب والاستياء في صفوف اهالي الاعوان المصابين في تفجيرات أمس وزملائهم نتيجة تأخر إرسال 4 منهم حالتهم حرجة الى المستشفى العسكري بالعاصمة حيث كانت ستقلهم مروحية في الثامنة والنصف صباحا الا انها لم تأت فتم تعويضها بسيارات اسعاف عسكرية غادرت مستشفى القصرين عند منتصف النهار. وقد صبت عائلات المصابين جام غضبها على المسؤولين عن عملية نقلهم واتهمتهم بإهمال ابنائها.. والمصابون الاربعة الذين نقلوا إلى العاصمة اثنان منهم بترت رجل كل منهما واخران يشكوان من اصابات بليغة في عينيهما وتجهيزات مستشفى القصرين لا تسمح بمعالجتهم على الوجه الاكمل بل ان بعض الادوية الخاصة بوضعياتهم غير متوفرة فيه مما جعل زملاءهم واقاربهم يلتجئون لاقتنائها من الصيدليات الخاصة.. وقد رافقتهم سيارات امنية وحافلة صغيرة سخرتها وزارة الداخلية لافراد عائلاتهم.. وبإحالتهم على المستشفى العسكري لم يبق من جرحى أمس أي احد لأن البقية غادروا بدورهم المستشفى بعد ان تلقوا الاسعافات اللازمة.. ويوجد الاطار الطبي وشبه الطبي بالقصرين منذ منتصف نهار اليوم في حالة استنفار وعلى اتم الاستعداد لأي طارئ جديد بعد بدء الجيش الوطني قصف حقل الالغام الذي تم اكتشافه بالشعانبي تمهيدا لاقتحام فرقة القوات الخاصة العسكرية لمعاقل المجموعة المسلحة المتحصنة هناك.