ينظم نادي القصة ملتقاه الدوري 19 أيام 20 إلى 22 سبتمبر القادم وندوة علمية عنوانها "انعكاس الايدولوجيا في الكتابة السردية الإبداعية" تقدم خلالها جملة من المداخلات عن "الأدب والثورة: التزام إيديولوجي أم إبداع فنّي؟" و الالتزام الفكري/السياسي وانعكاساته في الأدب التونسي الحديث والأبعاد الفكرية لأدب السجون في نماذج من الأدب السردي العربي الحديث والرواية السياسية في الأدب العربي الحديث والقصة النضالية ومكانتها في الأدب المغاربي الحديث والجوانب التسجيلية لمقاومة المستعمر في القصة التونسية وتجليات الإيديولوجيا في نماذج من الرواية المغاربية والتسجيلية في روايات "الواقعية الاشتراكية" العربية ونماذج من "البعد القومي العربي" في القصة التونسية وقضية "تحرير فلسطين" وحضورها في القصة والرواية التونسية. والمقصود بالإيديولوجيا في الكتابات السردية الإبداعية حسب ما ورد في ورقة عمل الندوة هو عمل الكاتب على تبليغ موقفه ونظرته الشخصية للوضعيات التي يتناولها بالتحليل اعتمادا على خلفية فكرية تجد منطلقاتها في ما يحمله من مواقف فكرية ذات أبعاد عقائدية تحدد موقفه الشخصي ضمن المجموعة التي ينتمي إليها أو موقف المجموعة التي ينحاز إليها وفق تقارب في النظرة وإيمان بنفس المنطلقات والمصير. الشعر يفضح الايدولوجيا والانتماء العقائدي أما الكتابات السردية الإبداعية التي تعكس في جوانب منها إيديولوجيا كاتبها وانتماءه العقائدي فتتراوح ودائما حسب نفس المصدر بين القصة القصيرة والرواية والمسرحية والسيرة الذاتية والمذكرات. وهي غالبا ما تكون معنية بالتجربة الحياتية الفردية المتسمة بالانتماء إلى تلك العقائد التي تتحمس لها، وما ينجر عن ذلك الانتماء من اضطهاد وتقييد للحرية الفردية أو الجماعية ومن سلب لمقومات الذاتية الفردية أو الجماعية. وإذا كان الشعر في هذا المجال، من أهم أصناف التبليغ الذاتي والحماسي عن الرؤية الشخصية للكاتب الذي قد يتقمص صوت المجموعة التي يحس بالانتماء إليها، إلا أن الكتابات السردية الإبداعية تبقى في هذا المجال أكثر اتساعا لتمثيل مختلف أطياف التعبير الإبداعي عن التجربة الفردية أو الجماعية من منطلقات مختلف مستويات التخييل المتراوحة بين الذاتي والمعيش (المذكرات والسيرة الذاتية) والجماعي الاستقطابي لمختلف المنطلقات الفكرية والانتماء (القصة والرواية). كيف نعبر عن هموم المجموعة؟ أدب النضال الوطني التحرري مثلا من الكتابات الإبداعية المؤدلجة ومن أهم أصنافها لانه يحمل فكر كاتبه من خلاله موقفه من قوى الهيمنة الاستعمارية وسلب الشعوب حريتها والتحكم في مصيرها وفي الأرض التي تنتمي إليها أو التراث الذي يحفل به تاريخها. ويمثل الأدب النضالي، في جانب منه، تسجيل الذاكرة الجماعية للمواقف التي تبرز المقاومة والبطولات التي يحفظها تاريخ تلك المجموعة البشرية بكثير من الاعتزاز والرمزية. هناك أيضا أدب المقاومة السياسية ورفض الحيف الاجتماعي وهو بقدر شجبه للواقع القائم ينادي بنقيضه الذي تتطلع إليه المجموعة للتحول من وضع إلى آخر أفضل منه. وفي هذا السياق يندرج أدب السجون الذي يختص بالتجربة المعيشة لأصناف القمع والحدّ من الحرية الشخصية وكبت الصوت المخالف. وفي تصريح خص به "الصباح" قال الأديب احمد ممو رئيس نادي القصة: "تسعى هذه الندوة إلى الاهتمام بجانب يعتبر ألصق ما يكون برسم ملامح التحولات في المجتمعات وتشوفها إلى تصور أفضل لمستقبلها. كما ستعمل الندوة على أن تكوّن تقييما لمجمل الكتابات الإبداعية المقترنة بالثورة أو المنتسبة إليها، كما يمكن تبين ذلك في آخر الإصدارات الإبداعية في الأقطار العربية المعنية بالربيع العربي. وهذا الجانب التقييمي بما فيه من مواقف قد تتباين، يبقى المنطلق لتبين ما الذي نريده من الكتابات الإبداعية الوطنية في تعبيرها على هموم المجموعة التي يتوجه بها إليها كتّابها."