حتى وهي تتزامن مع بعض الحملات الاعلامية المشبوهة والخطيرة التي تهدف إلى الوقيعة بين الشعبين الشقيقين فإن زيارة العمل التي يؤديها منذ يوم أمس الثلاثاء وفد سياسي وأمني تونسي رفيع إلى الشقيقة الجزائر لا يمكن إلا أن تكون ناجحة وفي مستوى التحديات الأمنية والسياسية الخطيرة التي تواجهها راهنا منطقتنا المغاربية.. نجزم بهذا لا فقط اعتبارا لتاريخية العلاقة بين تونسوالجزائر وانما اعتبارا أيضا لقداسة وشائج الجوار والأخوة والقربي التي تجمع بين الشعبين التونسيوالجزائري والتي يدرك المسؤولون في البلدين أنها بمثابة رأسمال تاريخي نفيس لا تجوز المقامرة به او تجاوزه مها كانت الاعتبارات.. ربما يكون المتحدث باسم الخارجية الجزائرية السيد عمار بلاني يشير إلى هذا المعنى تحديدا وهو يؤكد لوسائل الاعلام الجزائرية عشية زيارة الوفد التونسي للجزائر أن «العلاقات التونسيةالجزائرية علاقات استراتيجية ولايمكن لأي طرف أو جهة أن تشوش عليها». لا نريد بدورنا أن نخوض في «ملابسات» هذه الحملات المغرضة والمشبوهة التي تروج لها هذه الأيام بعض المنابر الاعلامية هنا وهناك على خلفية اغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي وتأزم الوضع الأمني والسياسي في تونس والتي تستهدف التشكيك في نبل وصفاء العلاقات التونسيةالجزائرية.. فهي حملات وضعية مكشوفة المنطلقات والمقاصد.. ولكننا نريد أن نؤكد على ضرورة أن تجتمع ارادة المسؤولين في البلدين على العمل سويا لمواجهة الارهاب في المنطقة.. الارهاب الذي ضرب في الجزائر والذي يريد أن يضرب في تونس.. لقد اكتوى الاشقاء في الجزائر لعقود ولا يزالون بنار الارهاب الأعمى وخبروا جرائمه البشعة وقد أمكن لهم بعد طول عناء أن يحدوا من انتشاره وأن يحشروه في زوايا ضيقة دون أن يعني ذلك طبعا أنهم انتصروا عليه نهائيا وقطعوا دابره.. وما من شك أن ما حصل لأجهزة الجيش والدرك في الجزائر الشقيقة على مدى سنوات من خبرات في مواجهة آفة الارهاب المسلح يخولها لأن تكون اليوم في عون الأجهزة الأمنية والعسكرية في تونس ومساعدتها على استئصال غدد هذا السرطان الخبيث الذي يريد أن يأتي على كل مكتسبات الدولة الوطنية في كل من تونسوالجزائر خاصة.. المعركة خطيرة ومصيرية.. والارهاب لا دين له ولا وطن.. وما مكن شك أن أي توجه انتهازي في التعاطي مع الارهاب ستكون له اثار كارثية على الجميع.. نتوجه بهذا الكلام خاصة لأولئك الذين يضعون اليوم أنفسهم ولو من حيث لا يقصدون في خدمة عصابات الجريمة المسلحة والارهاب من خلال نشر الأكاذيب والدس اعلاميا ومحاولات الايقاع بين الشعبين التونسيوالجزائري لحسابات سياسية وايديولوجية ضيقة.. أجل،،، هناك أطراف سياسية هامشية ومتطرفة في البلدين تحاول على ما يبدو أن «تستثمر» واقع الانفلات الأمني القائم في المنطقة من أجل خلط الأوراق وقطع الطريق على مشاريع التمكين للشعوب المغاربية وبناء الدولة الجديدة.. دولة الرفاه والاستقرار.. هؤلاء لا يقلون خطورة عن الارهابيين.. بل لعل خطرهم أكبر !!!!