مع دخول العمليات العسكرية الجارية في مرتفعات الشعانبي اسبوعها الثالث وفي ظل التكتم الشديد من وزارة الدفاع عما يجري داخل المنطقة العسكرية المغلقة تراجعت حدة القصف الجوي والمدفعي على الجبل مقابل ارتفاعها في جبل سمامة وهو ما يفسر ان المرحلة الاولى منها اوشكت على النهاية في انتظار الانتهاء من تدمير مغاور ودواميس جبل سمامة.. وحسب تسريبات غير رسمية فان عمليات القصف ادت الى مقتل ما لا يقل عن 8 ارهابيين بالشعانبي وانه توجد داخله امارة تابعة لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي اغلب عناصرها اجانب وخاصة من الجزائريين وان عدد التونسيين فيها كلهم تقريبا من جهة القصرين ومنطقة دوار هيشر بضواحي العاصمة وجميعهم ليسوا من قادتها الرئيسيين.. كما علمنا ان امكانية زرع عدد كبير من الالغام في الشعانبي وعدم الحصول على خريطتها مازالا يمثلان عائقا امام الانطلاق في عملية برية شاملة لاقتحام معاقل المسلحين خصوصا وان اعترافات الارهابي المقبوض عليه ليلة العيد تفيد بان تحصيناتهم الموزعة على عدد من نواحي الجبل محاطة بسياج من الالغام لحمايتها. البحث عن خريطة للمغارات افادتنا بعض المصادر ان السلطات المسؤولة عن العمليات العسكرية تحاول الحصول على اماكن تواجد مغارات الشعانبي والتي يتردد ان عددها يتجاوز 600 لا يعرف ابناء المنطقة منها غير قرابة 250 والبقية استعملها المستعمر الفرنسي في عهد الحماية لاستخراج الرصاص من الشعانبي ثم اغلقها يرجح ان الارهابيين اتخذوا من بعضها ملاذا آمنا لهم ومخازن لاسلحتهم ومؤونتهم .. وفي صورة العثور عليها او تلقي معطيات حولها من فرنسا فان ذلك سيمثل خطوة هامة في انهاء امر ارهابيي الشعانبي. هل فر الارهابيون؟ اعتبارا لعدم الوصول الى تحصيناتهم او حصول مواجهة مباشرة معهم الى حد الان في انتظار ما يمكن ان تقدمه وزارة الدفاع من معطيات فانه اصبح في حكم المؤكد ان الارهابيين توزعوا في مجموعات صغيرة بهدف الهرب والتسلل خارج الجبل فرارا من القصف وتقدم العمليات العسكرية الجارية والتي لن تترك امامهم أي مجال للصمود اكثر في ظل القاء القبض على ابرز مموليهم بالمؤونة والمياه والادوية .. ولكن كثافة الوحدات الامنية والعسكرية التي تطوق منافذ الجبل تجعل من محاولات الفرار خارجه صعبة جدا الا اذا كان ذلك عبر انفاق تحت الارض مثلما يردد متساكنو المناطق القريبة من الجبل. ايقاف أحد أكبر ممولي المجموعة ادت اعترافات الارهابي المقبوض عليه ليلة العيد كما اشرنا الى ذلك سابقا الى الكشف عن عدد من الممولين والمتعاونين مع مجموعة الشعانبي ومع تقدم التحقيقات الجارية معه ادلى بمعطيات اضافية ساعدت على القاء وحدات مقاومة الارهاب اول امس الاربعاء القبض على شخص يقطن بحي الزهور بالقصرين زودهم عشرات المرات بما يحتاجونه من مواد غذائية وحاجيات مختلفة.. كما تم ايقاف فتاة اعترفت بانها " تتجسس" لفائدتهم وترسل لهم الادوية واخبار التحركات الامنية الجارية للقبض عليهم وقد احيلت حسب مصادر امنية على حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقصرين .. ووفق نفس المصادر فانه وقع الى حد الامس القاء القبض على 7 ثبت تعاونهم مع الارهابيين وتزويدهم بالمؤونة والادوية والمياه والبحث جار لايقاف بقية الشبكة. الخنازير تهجم على المنازل افادنا عدد من متساكني القرى المحيطة بالشعانبي ان القصف الجوي والمدفعي العنيف لمدة اسبوعين جعل حيوانات الجبل تعيش في حالة ذعر وتهرب خارجه وتغزو المناطق السكنية القريبة وخاصة الخنازير الوحشية التي اصبحت تقترب من المنازل دون أي خوف بحثا عن الغذاء وحتى لما يقع طردها سرعان ما تعود وكانها حيوانات اهلية.. كما قالوا لنا ان عددا من كلابهم ماتت من شدة الرعب التي تملكها نتيجة نزول القذائف المدفعية وازيز الطائرات المقاتلة ومن بقي منها على قيد الحياة لم يعد قادرا حتى على "النباح". زيارة آمر الحرس الوطني ادى السيد منتصر السكوحي المدير العام آمر الحرس الوطني اول امس الاربعاء زيارة الى ربوع القصرين استهلها بالتحول الى حيدرة وتحديدا إلى المركز الحدودي بمنطقة " فم الضفى" الذي شهد ليلة الاثنين محاولة مجموعة ارهابية الهجوم عليه.. ثم تحول الى منطقة الحرس الوطني بتالة وزار عددا من المراكز الحدودية المتقدمة بفوسانة وبوشبكة وبودرياس بالاضافة الى تفقده وحدات الحرس الوطني المرابطة حول الشعانبي قبل ان يعقد جلسة في مقر اقليم القصرين مع عدد من اطارات السلك.. قافلة دعم وتضامن مع الجيش الوطني وصلت لمدينة القصرين ظهر اول امس قافلة تكونت من عديد الناشطين في جمعيات تنتمي لاغلب جهات الجمهورية مصحوبين بابطال صغار في رياضة الشطرنج في حركة تضامنية رمزية من اجل دعم الجيش الوطني المرابط بالجهة لمحاربة الارهابيين التقوا في مقر نادي الضباط بالقصرين عددا من العسكريين وسلموهم باقات ورد وهدايا تتمثل في مجموعة من الكؤوس والميداليات.