نزل الستار أول أمس على البطولة الإفريقية لكرة السلة للأمم في نسختها السابعة والعشرين بانتصار أنغولا في الدور النهائي على مصر بنتيجة (57-40)، وظفرها بلقب الدورة للمرة الحادية عشرة واستعادة لقبها الذي خسرته في الدورة الماضية بمدغشقر أمام المنتخب التونسي ونالت السينغال التذكرة الثالثة للمونديال بفوزها في اللقاء الترتيبي لاقتسام المركزين الثالث والرابع على فريق البلد المنظم في الثواني الأخيرة بفارق نقطة واحدة (57-56).. ولم يكن أحد يتوقع صعود المنتخب المصري للدور النهائي بعد خسارته لكل لقاءاته في الدور الأول الذي أنهاه في المرتبة الرابعة والأخيرة. ولكن المنتخب التونسي الذي كان خلال هذه الدورة ظلا لنفسه منح المنتخب المصري تلك الهدية التي لم تتوفر له منذ عشرين سنة، ومنحه أيضا تذكرة اللعب في المونديال الإسباني خلال الصائفة القادمة ليبقى منتخبنا ضمن المتفرجين.. أسوأ نتيجة في التاريخ بعد تلك البداية المحتشمة للمنتخب التونسي وذلك المردود المتواضع للعديد من اللاعبين خلال الدور الأول كنا نأمل أن الأمور ستتحسن بعد تصدر المجموعة الثانية ولكن ذلك الوجه الهزيل الذي ظهر به المنتخب التونسي كان هو المستوى الحقيقي لفريق فقد الكثير من بريقه ومن إمكانياته وشاخ العديد من بين لاعبيه الذين اجتازوا الثلاثين فخانتهم اللياقة دفاعا وهجوما ولم يحملوا في حقائبهم خبرة السنين فكانت خيبة الأمل كبيرة ولأن المنتخب التونسي كان دون المستوى المطلوب ضدّ منافسه المصري في الدور ثمن النهائي وظهر على امتداد فترات اللعب متثاقلا عاجزا عن فعل أي شيء يحقق آمال الجماهير فقد انقاد إلى هزيمة منطقية وخرج من البطولة يجرّ أذيال الخيبة في مركز تاسع هو الأسوأ في تاريخ المشاركات التونسية في البطولات الإفريقية لكرة السلة منذ أول بطولة شارك فيها عام 1964.. لاعبون تقدم بهم السن وآخرون أداؤهم دون المنشود ولو ألقينا نظرة على قائمة اللاعبين الذين اختارهم المدرب التلاتلي للتعويل عليهم بالكوت ديفوار لتبين لنا أن هنالك بعض العناصر التي أمضت 12 سنة في المنتخب وشاركت في بطولة إفريقيا سنة 2001 فهل بإمكان أي لاعب مهما بلغ مستواه أن يحافظ على نفس درجة العطاء طيلة هذه السنوات؟ ثم ألم تبرز طوال 12 سنة عناصر بإمكانها أن تأخذ مكانها بالمنتخب؟ وهل كانت العناصر حقيقة جاهزة قبل الموعد القاري؟ الثابت أن الإجابة: «لا».. ندوة صحفية لتفسير الإخفاق وعلمنا أن المدرب عادل التلاتلي سيعقد غدا ندوة صحفية لتسليط الأضواء على المشاركة التونسية الكارثية في الكوت ديفوار. فماذا سيقول وبماذا سيفسر الإخفاق الكبير للمنتخب التونسي في هذه البطولة؟ وأيّة تبريرات سيقدمها بعد تلك الخيبة وبماذا سيصف ذلك الأداء الضعيف للاعبين التونسين في كافة المباريات؟ وماهي البراهين والحجج التي ستقنع كل الذين شاهدوا مباريات المنتخب التونسي في البطولة وكل تلك الإساءة التي نالت كل المتيمين بالكرة البرتقالية في تونس؟؟؟