عقدت أمس الإثنين اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث بولاية جندوبة جلسة عمل لتقييم الوضع المناخي بالجهة والإعداد لخطة عمل لمجابهة التوقّعات والمخاطر المنتظرة خلال الفترة القادمة حول الأمطار التي يمكن أن تتهاطل بكميات كبرى على الجهة خصوصا وأن الأمطار التي إجتاحت مؤخّرا الجهة ومازالت تجتاحها كشفت الوجه الآخر الخفيّ عن ضعف بنيتها التحتية بعدد من المدن، وقد فاقت كميات هذه الأمطار التوقّعات إذ سجّلت رقما قياسيا في كمياتها مقارنة بتلك التي نزلت بالجهة خلال نفس الفترة من السنة الماضية ممّا تسبّب في تحوّل شوارع مدينة جندوبة إلى برك للماء وغرقت في الأوحال. كما إجتاحت مياه السيلان بعض المساكن بعدد من الأحياء على غرار حي الإزدهار بعين دراهم وحي الشهيد ماهر القاسمي بغار الدماء إلى جانب بعض الأحياء الأخرى بمدينة طبرقة وتسبّبت هذه الأمطار في الكشف عن الحقيقة المرّة والوجه الخفيّ لضعف البنية التحتية لعدد من شوارع وأنهج وطرقات مدن ولاية جندوبة إذ تسبّبت هذه الأمطار في حدوث إنزلاقات جديدة على مستوى بعض الطرقات وتحديدا بمدخل المدينة بمنطقة المريج من جهة جندوبة كما تسبّبت هذه الأمطار في حدوث أضرار شملت عددا من الحقول والمزارع بالوسط الريفي إذ حوّلت بعض هذه الحقول إلى برك للمياه وغمرتها الأوحال خاصة بمناطق سوق السبت، بلاريجيا، الجريف، العيثة، البراهمي وتسبّبت في إنقطاع حركة المرور بالمسالك الريفية التي تعاني مجاريها من كثرة الأوساخ وبقايا الأشجار ممّا حال دون السير الطبيعي لمياه السيلان التي حادت نحو هذه المسالك وتسبّبت في تراكم الأوحال وبالتالي صعوبة التنقّل على الأقدام وإستحالته عبر وسائل النقل ممّا خلّف عزلة للوسط الريفي عن المدن الرئيسية. وإعتبارا لهذه الوضعية وتحسّبا لأي طارئ خصوصا وموسم الأمطار على الأبواب كثّفت هذه الأيام اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث من جلساتها وإجتماعاتها لتقييم الوضع الحالي والإعداد لوضع خطة إستباقية للتصدّي للكوارث الطبيعية المتوقّعة خلال فصل الشتاء حيث أفادنا منير الريابي المدير الجهوي للحماية المدنية بجندوبة أنه من ضمن النقاط الهامة التي ترتكز عليها هذه الخطة دعوة الإدارات الجهوية لتوفير تجهيزات التدخّل على ذمّة اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتسخير الطاقات البشرية الضرورية والأكيدة للتدخّل العاجل والفوري، كما أضاف أن اللجنة تتابع مع مصالح الرصد الجوي التقلّبات الجويّة في إطار مراقبة التقلّبات المناخية كما تعمل اللجنة حاليا وبالتنسيق مع مصالح بلديات الجهة والادارة الجهوية للتجهيز على جهر وتنظيف البالوعات لتيسير عملية إنسياب مياه الأمطار وتصريفها وجهر مجاري الأودية وتفاعلا مع إرتفاع منسوب مياه السدود والوديان وبإذن من والي الجهة الجديد تمّ تشكيل لجنة يقظة ومتابعة للسدود والوديان من شأنها مراقبة وضع هذه السدود والتحسّب لأي طارئ بهدف حماية المدن من الفياضانات وستعمل أيضا على مراقبة السدود وتنفيسها بهدف وقائي إحتياطي للحدّ من الطاقة القصوى لتعبئة المياه.