مرة اخرى نذكر بان مشروع شركة فسفاط قفصة الذي انجز منذ اكثر من سبع سنوات والرامي الى مساهمة الشركة في تحسين الوضع البيئي بمناطق الحوض المنجمي والحد من الاثار السلبية لتسرب الاوحال الطينية داخل الاودية التي تشق الاحياء السكنية من خلال انجاز احواض لتخزين المياه الطينية التي تفرزها عمليات تنظيف الفسفاط بوحدات الانتاج وتسمح هذه الاحواض علاوة على حبس الاوحال الطينية من التسرب الى الخارج بالمحافظة على الوظيفة الطبيعية لشبكة الاودية والاراضي الفلاحية وخاصة المراعي بترشيد استهلاك الماء وذلك باسترجاع ما يناهز 40% من المياه الصناعية المستعملة ورسكلتها واعادة استعمالها من جديد في عملية غسل الفسفاط.. هذا المشروع الرائد الذي تطلب صرف اعتمادات بنحو 20 م.د من خلال تركيز القنوات تحت الارض وانشاء احواض طينية ساهم في الحد من التلوث وكانت له نتائج ايجابية في تحسين الوضع البيئي بالمنطقة والمحافظة على سلامة المائدة المائية بمنع تسرب المياه الملوثة اليها.. تفاقم الوضع والمواطن يستغيث خلال السنتين الماضيتين ونظرا لما شهده قطاع الفسفاط من اخلالات في عمليات استخراج ونقل الفسفاط بسبب الاعتصامات المتكررة فضلا عن غياب الصيانة واهمال التجهيزات بوحدات الانتاج والتي تعرضت الى السرقة والاتلاف في عديد المرات حدث ما لم يكن في الحسبان حين اصيبت القنوات بالانسداد في بعض اجزائها وتدفقت المياه الملوثة بمواد كيميائية من جديد في الاودية تنبعث منها روائح كريهة وحشرات وبالتالي تلوث المحيط السكني والبيئي عامة بالتوازي مع الفواضل المنزلية التي تشكل مصبات عشوائية في كل مكان.. وكان بامكان مصالح الشركة ان تتدخل على الفور لاصلاح الاعطاب وايجاد حلول سريعة تجنب المتساكنين كوارث بيئية خطيرة بدأت تبرز نتائجها بسبب انواع غريبة من الحشرات التي لم يألفها الاهالي من قبل كما اشار الى ذلك عدد من المواطنين.. والغريب ان المياه الطينية الملوثة بمواد كيمياوية خطيرة والمنسابة بالوادي تجمعت بكميات كبيرة خلف مؤسستين استشفائيتين وهما المستشفى الجهوي ومصحة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي .. وجعلت المواطن يتساءل اين وزارة الصحة والبيئة والسلطات المحلية والجهوية واين بدرجة أولى مصالح شركة الفسفاط ؟؟. في انتظار الحلول.. لا احد ينكر ان الاشكاليات المتعلقة بمسألة حماية البيئة من التلوث وما تعيشه بعض المناطق بمدن الحوض المنجمي من انعكاسات بيئية من ابرز اسبابها تلك المتصلة بما تفرزه معامل غسل الفسفاط من انبعاثات غازية مؤثرة على الانسان والمحيط فقد عبر عدد من المواطنين على حتمية البحث على حلول عاجلة لدرء تلك المخاطر البيئية التي تسببت فيها المياه الملوثة من جديد المنسابة خارج القنوات وتحسين نوعية الحياة لدى المتساكنين من خلال استبدال التجهيزات مع امكانية تحويل القنوات خارج مناطق العمران لان الاخطار البيئية بسبب هذه المياه الملوثة اصبحت تهدد الجميع ويعزى ذلك حسب احد العارفين بالمسالة (طلب عدم ذكر اسمه) ان مكونات هذه المياه خطيرة على الحيوان واديم الارض فما بالك بالانسان نظرا لما تحتويه من مواد اخطر من الاسلحة النووية والكيميائية.