أثارت موجة الخوف والجزع التي تسيطر منذ أول أمس على العاملين بمعهد صالح عزيز للامراض السرطانية جراء اكتشاف حالات إصابة بالفيروس الكبدي من صنف-ج- في صفوف بعض اعوان الصحة تفاعلا وتحركا من وزارة الصحة التي بادرت بطرح الموضوع صباح أمس في لقاء إعلامي أشرف عليه وزير الصحة بحضور جمع من الإطارات الصحية. تم خلاله التصريح بورود4حالات إصابة محتملة واحدة منها مؤكدة في انتظار صدور نتائج التحاليل الرسمية والنهائية من المخبر المرجعي بمعهد باستور. وقبل الخوض في تفاصيل الوضع "بصالح عزيز" عقب الوزير عبد اللطيف المكي حول ماروج من أخبار حول رفضه التحول إلى المعهد بكونها محض جهل.وبأنه استقبل عشية أول أمس إثنين من الأطراف المعنية وتوجه أمس فريق إداري وصحي لمراقبة الوضع وللتأكيد على ضرورة تفادي الاضطراب في سير العمل. موضحا أن المرض يندرج في منظومة الأمراض المهنية للعاملين في القطاع الصحي ولا مبرر للهلع والجزع في الوسط المهني خاصة أن الحالات المعلنة عنها غير مؤكدة إلى حد الآن. في ذات السياق أعلن مدير عام رعاية الصحة الأساسية د نبيل بن صالح عن ورود أربع حالات مشكوك فيها خضعت فقط للتقصي الأولي السريع ولا بد من انتظار نتائج التحاليل النهائية للتثبت من الإصابة ليضيف مستدركا أن حالة واحدة من هذه الحالات تبدو مؤكدة استنادا إلى الأعراض المسجلة. وإلى ان تصدر نتائج التحاليل تم تنظيم حملة تقصي لدى أعوان الصحة بصالح عزيز ستعرض عيناتها على مخبر باستور. ولئن لم يخف د بن صالح أن عوامل الاختطار بهذا الصنف الفيروسي من الالتهاب الكبدي مرتفعة نسبيا في معهد صالح عزيز فإنه شدد على وجوبية التشخيص وعلى توفر التكفل العلاجي، وأشار إلى أن البرنامج الوقائي بالوسط المهني الصحي بصدد المراجعة والتحسين. وفي طرح أشمل لهذا المرض تم الإعلان عن إرساء برنامج وطني هذه السنة يتوفر على مقومات علاجية مضمونة لكافة المواطنين كما يتضمن محورا وقائيا يرتكز على التثقيف والإعلام فضلا عن تحسين ظروف العمل في المستشفيات. الوضع الوبائي العام في استقرار "كل المؤشرات الأبيديمولوجية تؤكد أن الوضع الوبائي العام في استقرار رغم التدهور الصحي الذي يشكل عامل اختطار هام للجانب الصحي." هذا ما أكده وزير الصحة في اللقاء الإعلامي الذي خصص جانب هام منه لاستعراض الوضع الوبائي في تونس مفيدا عدم تسجيل أي ارتفاع في الأوبئة المتأثرة بالبيئة. وبالنسبة لداء الكلب أجمع الحضور من الأسرة الصحية أنه رغم تسجيل ارتفاع في حالات الإصابة الحيوانية تعزى أساسا إلى ارتفاع معدل العينات الخاضعة للتقصي وبالتالي لا يقرأ ذلك على كونه تطور في حجم الإصابات حسب المصادر الصحية لم يسايرها ارتفاع في عدد الإصابات البشرية البالغة إصابتين مقابل ثلاث إصابات السنة الماضية. الطبقات المائية في خطر؟ استقرار الوضع الوبائي وعدم بروز أي تفجر في الحالة الأيبيدمولوجية،،هو الاستنتاج الذي خلص إليه وزير الصحة، إلا أنه حذر من المخاطر الجسيمة التي يمكن أن يتسبب فيها تواصل التدهور البيئي في حال عدم العمل على وقف رقعة توسع مظاهر التلوث. ونبه من التأثيرات السلبية التي يمكن أن تلحقها تسريبات التلوث على الطبقات المائية الجوفية. هذه المخاوف اكتست في تدخل الدكتور بن صالح بعدا واقعيا مؤكدا ارتفاع عوامل الاختطار في علاقة وثيقة بالمحيط العام الذي يشمل سلامة مياه الشرب وتصريف المياه المستعملة .. مسجلا ارتفاعا في عدد أمراض الالتهاب الكبدي من صنف-أ- لا سيما بمناطق العمق بالجنوب والوسط بسبب استعمال مياه غير مؤمنة -على حد تعبيره- وللتجاوزات الحاصلة في مستوى تصريف المياه المستعملة. وقد تم تسجيل 369حالة هذه السنة مقابل299في 2012. وهو ما يعكس تصاعد حدة ضغط المحيط على الصحة. كما يحذر القائمون على الشأن الصحي من الضغط المتأتي من الأغذية المروجة والمستهلكة لانعدام قواعد حفظها وتوزيعها وخزنها ما ترتب عنه ارتفاعا ملحوظا في حالات التسمم الغذائي هذه السنة.