في نهاية الأمر اقتنع طارق ذياب أنه لا مجال لاتساع دائرة المشاكل مع جامعة كرة القدم طالما ينتظر جميع التونسيين موعدا هاما ضد الكامرون خاصة ان المباراة لها أهمية قصوى.. وبعد التصريحات النارية وكل ما حدث على امتداد الاسبوع المنقضي تصرف طارق ذياب بروح اللاعب الدولي (وصاحب الحذاء الذهبي) وسكب الماء على الجمر ليحوله الى رماد وينهي ملف الجامعة ومشاكلها في محاولة لقطع الطريق امام كل الاطراف التي أرادت ان تتسع نيران المشاكل في هشيم كرة القدم التونسية. واذا كان طارق ذياب قد استشاط غضبا من تصرفات ومواقف رئيس الجامعة وديع الجريء في وقت سابق وتحديدا قبل مباراة منتخب الرأس الأخضر حيث استقبله في مكتبه بتدخل من جلال تقية وتحدث معه قرابة 45 دقيقة واستمع الى مشاكله حتى بلغ به الامر حدود تعبيره عن استعداده لتوفير مبلغ مالي هام لتسديد مستحقات الحكام قبل انطلاق الموسم رغم ان الوزارة لا دخل لها في مثل هذه المسائل لكن طارق ذياب تصرف من باب المسؤول ومن منطلق معرفته بأن الجامعة تمر بأزمة مالية وكان همه الوحيد توفير كل الظروف الملائمة لضمان نجاح المنتخب بما يمكن الجامعة من الحصول على منحة الترشح من «الفيفا» حتى تحتكم على ما يكفيها لتسيير شؤونها. والثابت أن «أولاد الحلال» كانوا وراء عودة التوتر بين الجامعة والوزارة بل ان هناك من يسعى لإشعال الفتيل باستمرار من داخل الوزارة ذاتها وذلك في اطار تصفية حسابات مع المكتب الجامعي بتأليب الوزير عليه ثم يضع هؤلاء مستشاره جلال تقية في الواجهة حتى يظهروه على أنه وراء هذه المشاكل.. يثيرون الفتن ويضعون مستشار الوزير في الواجهة الملفت للانتباه أن عدة أعضاء من المكتب الجامعي أكدوا لنا أن جلال تقية لا علاقة له بما يحدث لانه تربطه علاقات وطيدة بجل اعضاء الجامعة والعاملين فيها كما انه لم يعد يكترث لمثل هذه المسائل باعتباره يخدم الرياضة على عدّة واجهات فبالإضافة الى دوره البارز في الوزارة فهو أيضا رئيس الجامعة التونسية للرياضة للجميع وتربطه علاقة تعاون بكل الجامعات الرياضية. بعض العاملين في الجامعة أكدوا بدورهم ان جلال تقية براء من كل ما يروّج حوله لسبب بسيط وهو تدخله في عديد المناسبات لدى الوزير للتسريع في إمضاء طلبات الجامعة الخاصة بالمنتخبات كالتحويلات. طارق ذياب ذاته ليس بكل هذه القسوة حتى يترصد المكتب الجامعي في كل كبيرة وصغيرة لكنه يستاء كلما كانت التصريحات مضادة أو فيها إشارة الى مسؤولية الوزارة في أي مشكل يعترض المكتب الجامعي خاصة انه في آخر اجتماع عرض كل أنواع المساعدة على وديع الجريء. سيل من المساعدات والمنح ويبدو ان الصائدين في الماء العكر قد نجحوا في تأجيج المشاكل حتى طفح الكيل وتصرف طارق بالطريقة التي رآها مناسبة.. لكن المفاجأة كانت مدوية نهاية الاسبوع المنقضي عندما أعطى تعليماته للمهتمين بالنخبة داخل الوزارة حتى يقربوا من المنتخبات للاطلاع على طلبات الجامعة فضلا عن انه وفر 80 ألف دينار لمنتخب الأصاغر حتى يتربص في إسبانيا استعدادا لكأس العالم للأصاغر في الإمارات كما خصص منحة مالية هامة لمنتخب المدارس الذي فاز بالدورة الأخيرة للبطولة العربية للمدارس بنابل وأكد طارق ذياب على ان المنح تشمل ايضا الاطار الفني والمسيرين والمرافقين لتشجيعهم على مزيد العمل والبذل. وقد قطع وزير الرياضة الطريق امام كل محاولات بث الفتنة وإثارة الغيظ بين الوزير والجامعة وطلب من الاطراف المعنية في الوزارة التحرك من الآن لتخصيص طائرة تنقل المنتخب الوطني للكامرون في لقاء العودة ضد زملاء «صامويل إيتو» كما لم يتراجع عن وعده بتخصيص مبلغ مالي هام للمنتخب من ميزانية «البرومسبور» بالاضافة الى تأكده من تنزيل شركة النهوض بالرياضة لمبلغ 5 مليارات و600 الف دينار كدفعة أولى لتمويل أندية الرابطات الاولى والثانية والثالثة في انتظار صرف القسط الثاني من المبلغ المتفق عليه بعد إنهاء كل الإجراءات التعاقدية.. كما دعا طارق الى عدم الحديث من جديد عن حكاية الرسالة إلى «الفيفا» والابتعاد عن التصريحات في مثل هذا الموضوع لأنه أخذ أكثر من حجمه وانتهى..