ضرب الإرهاب أمس مجددا بقوة واختار هذه المرة إحدى المناطق الريفية بأحواز قبلاط من ولاية باجة، فقتل اثنين من اعوان الحرس البواسل أحدهما يشغل وظيفة رئيس مركز وأصيب آخر برصاصتين. وحسب أول المعطيات فإن معلومة سرية وردت على مسامع أعوان مركز الحرس الوطني بقبلاط مفادها تسوغ أشخاص من المحسوبين على التيار السلفي منزلا بمنطقة دور إسماعيل، وفي إطار التوقي من كل مفاجأة غير سارة قرر الأعوان القيام بعملية تفقد للمنزل فاستشاروا الجهات المعنية وتلقوا الضوء الأخضر للتفتيش. تحول الاعوان إلى المنزل الكائن بإحدى الضيعات وطرقوا الباب، فخرج شخص تبدو عليه مظاهر التدين، أعلموه بالمهمة التي جاؤوا من أجلها فتظاهر بالموافقة على أن يستسمحهم كي يعلم حرمه بوجودهم، وماهي إلا ثوان حتى فوجئ الاعوان بوابل من الرصاص ينهال عليهم من داخل المنزل مما دفعهم إلى رد الفعل وإطلاق النار باتجاه أشخاص يبدو أنهم نواة لمجموعة إرهابية مسلحة. المواجهة انتهت باستشهاد رئيس مركز الحرس الوطني بقبلاط الملازم محمود الفرشيشي(أصيل ولاية الكاف) وأحد أعوانه برتبة عريف يدعى كريم حمدي(أصيل ولاية الكاف)وإصابة عون آخر يدعى فوزي المشرقي برتبة عريف، برصاصتين في اليد والكتف نقل بسببهما على جناح السرعة إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى حيث أخضع لعملية جراحية.بالتوازي مع ذلك تحولت تعزيزات أمنية وعسكرية كبرى إلى ولاية باجة تمركزت على تخوم معتمدية قبلاط وجبلها. كما قامت وحدات مختصة أخرى بمداهمة المنزل المشبوه فيه حيث اكتشفت ما يشبه المخبر المتطور لصنع المتفجرات والقنابل اليدوية لم يتم عدها بعد إلى حد كتابة هذه الأسطر فضلا عن حجز سلاح ناري.إضافة إلى أنه يرجح اكتشاف نفق بين المنزل المذكور والجبل القريب منه وأكدت مصادرنا أن الأعوان تجنبوا مبدئيا ولوج النفق خشية تفخيخه من قبل الإرهابيين الذين يتراوح عددهم بين 8و10أشخاص. وبالتوازي مع ذلك تحول أعوان فرقة مختصة لمعاينة جثماني الشهيدين كما حضر وزير الداخلية وعدد من المسؤولين الأمنيين بالمكان. فيما تولت حسب مصادر أخرى وحدات عسكرية تابعة لجيش البر وسلاح الجو قصف الجبل وبعض المخابئ التي يرجح تحصن الارهابيين بها. وفي انتظار توفر معطيات حول نتائج عمليات التمشيط يتساءل البعض عن كيفية تحول رئيس مركز وعونين بمفردهم في مثل هذه المهمات النوعية، واعتبر آخر أن ما حصل خطأ استراتيجي في مواجهة العصابات المسلحة والإرهابية...