اضطر كل من الرؤساء الثلاثة وعدد من أعضاء الحكومة قبيل ظهر امس الى مغادرة موكب تأبين رسمي لشهيدي الحرس الوطني بثكنة العوينة وذلك في أعقاب احتجاجات أعوان أمن وحرس وممثلي نقابات أمنية.. فقد تحول موكب تأبين شهيدي الحرس الوطني بالعوينة اللذين سقطا أوّل أمس الخميس في عملية ارهابية بمنطقة التلة بمعتمدية قبلاط من ولاية باجة الى شبه مسيرة ومطالبة أعوان أمن وحرس برحيل الروساء الثلاثة وبعض أعضاء الحكومة الذين حضروا للمشاركة في موكب التأبين باستثناء وزير الداخلية لطفي بن جدو وحسب ما نقلته وكالة تونس افرقيا للأنباء كانت الاجواء في ثكنة العوينة عادية الى حين جلب جثماني الشهيدين وتسجيتهما بالعلم الوطني في ساحة 14 جانفي بالثكنة غير أنه بعد مرور قرابة ربع ساعة من الانتظار تحت شمس حارقة تصاعدت مشاعر الاحتقان لدى مجموعة من أعوان الحرس الذين رفعوا شعارات تطالب بسن قانون حوادث الشغل والاسراع في معالجة جرحى الشعانبي ليتحول الامر لاحقا الى المطالبة برحيل المشاركين في حفل التأبين وقد أطلق المحتجون العنان لغضبهم ولم يستثنوا من ذلك سوى وزير الداخلية مطالبين البقية بالرحيل لمسؤوليتهم في ما آل اليه الوضع حسب رأيهم. كما رفضوا قبول العزاء من أيّ مسؤول سياسي دون استثناء لينفض موكب التأبين ويتم رفع الجثمانين داخل سيارتي اسعاف وتولى وزير الداخلية عقب ذلك تأبين الشهيدين بكلمة مقتضبة ترحّم فيها على روحيهما وسط عويل ذويهما مبرزا خصال الشجاعة والتضحية التي يتحلى بها أفراد قوات الحرس الوطني في مواجهة الإرهاب يشار الى أن وزير الداخلية قام خلال هذا الموكب باسناد شارتي ترقية لكل من الشهيد محمود الفرشيشي من رتبة ملازم أول الى رتبة نقيب والشهيد كريم الحامدى من عريف الى عريف أول. وبرر نائب كاتب عام النقابة الوطنية لقوات الامن الداخلي نبيل اليعقوبي رفع المحتجين لشعار ارحل" ديقاج "في وجه أعضاء الحكومة والرؤساء الثلاثة بطول فترة بقاء الجثمانين تحت أشعة الشمس بثكنة العوينة بعد أن ظلا يوم أوّل أمس أكثر من 6 ساعات قبل أن يتم رفعهما من مكان الواقعة بقبلاط. وانتقد ما اعتبره "متاجرة السياسيين بدماء شهداء الوطن" وأوضح مصدر اعلامي برئاسة الجمهورية أن الروساء الثلاثة وأعضاء الحكومة كانوا بصدد تقديم التعازي لاهالي الشهيدين في القاعة الشرفية بثكنة العوينة وأن تأخرهم لم يكن عن سوء نية