العثور على طن من الامونيتر و400 كلغ من مادة شديدة الانفجار غير معروفة واصلت طوال يوم امس الوحدات الامنية والعسكرية عملية تعقب أفراد المجموعة الإرهابية المتحصنة في منطقة جبلية وعرة بين معتمديتي سيدي علي بن عون وبئر الحفي، وقد شاركت عناصر من الكوموندوس العسكري وفرقة مكافحة الإرهاب للحرس الوطني بالعوينة مدعومة بطلائع الحرس في تمشيط الجبل مشيا على الأقدام وبالتنسيق مع مروحية عسكرية للمراقبة والتوجيه لكن دون العثور على الإرهابيين الذين وصفوا أمنيا بالدمويين، الى ان تمكن أعوان الحرس من إيقاف مشتبه بصلته بالمجموعة مساء امس في مكان ما داخل المدينة. هروب ومطاردة وقالت مصادر أمنية مطلعة ان بقية المطاردين قد يكونوا فروا ليلة امس الاول من الجبل عبر احد الأودية، مستغلين الظلام الدامس للمكان ومعرفتهم الجيدة بمسالكه الوعرة، وبالتالي فانه ينتظر ان تشهد الجهة عمليات تمشيط واسعة النطاق بالتوازي مع مداهمات لبعض الأماكن المشبوهة. وحسب نفس المصدر فان أعوان فرقتين أمنية وعسكرية مختصتين في التفجيرات قاموا مساء امس بتفجير الشاحنتين المفخختين اللتين عثر عليهما بمنزل المجموعة الإرهابية والمخصصتين-مثلما أشرنا اليه حصريا في عدد يوم امس- لمهاجمة مقر ثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد وتفجيره لإسقاط اكبر عدد ممكن من الضحايا بين ضباط وأعوان، فيما نقل الموقوف الوحيد الى العاصمة حيث قامت فرقة أمنية مختصة امس بالتحري معه لتحديد هويات عناصر المجموعة الإرهابية وعددهم ومخططهم ومدى علاقتهم بمجموعة قبلاط الإرهابية. تهريب سيارة مفخخة وفي هذا الإطار علمنا ان المشتبه به وهو شاب في العقد الثالث من عمره أكد على ما يبدو وجود علاقة وتنسيق بين المجموعتين، اذ تم تهريب احدى السيارتين المفخختين من قبلاط وإخفاؤها بالمنزل المشار اليه باحواز سيدي علي بن عون، استعدادا للحظة الحاسمة لتنفيذ المخطط الإرهابي الذي كان يستهدف عدة مقرات ودوريات أمنية وعسكرية ومؤسسات عمومية وسيادية في إطار إضعاف المؤسستين الأمنية والعسكرية وإرباك المدنيين لفك الحصار على ارهابيي الشعانبي واستعدادا للانقضاض على الحكم. ويرجح ان يكون الموقوف الوحيد في هذه القضية اعترف بمخطط تفجير مجموعة سيدي علي بن عون لثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد خاصة بعد العثور على مخطط بياني بمقرها. حجز كمية كبيرة من المتفجرات وفي نفس السياق قالت مصادر أمنية اخرى ان قوات الحرس الوطني قامت بعد ظهر امس بتمشيط كامل محيط المنزل المشبوه قبل ان تفتش منزلا بجواره بداخله قطيع من الخرفان حيث عثروا على طن من مادة الامونيتر المخصصة لصنع المتفجرات و400 كيلوغرام من مادة شديدة الانفجار اخطر من مادة ال "تي ان تي" غير معروفة مبدئيا لدى الفرق المختصة كما عثروا على مجموعة من القنابل اليدوية والعبوات الناسفة التقليدية الصنع. المخطط الإرهابي نفس المصدر أكد ل"الصباح" ان الأعوان عثروا لدى عملية التفتيش والمسح على اثار عملية حلاقة جماعية للحى، وهو ما يرجح ان تكون المجموعة قررت في نفس ذات اليوم تنفيذ مخططها الإرهابي ومهاجمة ثكنة وحدات التدخل للحرس الوطني بسيدي بوزيد بواسطة الشاحنتين المفخختين خاصة وأنهم تمكنوا من القبض على انتحاري ملغم بحزام ناسف بعد فترة من الواقعة وحجزوا حزاما ناسفا اخر محيطا بجثة الإرهابي الوحيد المقتول. ويرجح ان يكون المخطط الكامل لهذه المجموعة الإرهابية امتدادا لمخطط مجموعة قبلاط ويتمثل في مهاجمة مقرات أمنية وعسكرية ومقرات سيادة بما فيها وزارة الداخلية التي تم منع مرور السيارات من أمامها وتركيز حواجز اضافة الى بعض مقرات اتحاد الشغل بواسطة سيارات مفخخة، الا ان يقظة أعوان الامن والحرس والجيش البواسل أحبطت كل هذه المخططات والحمد لله، ما يؤكد جاهزيتها للدفاع عن الوطن.