بعد هدوء تام لمدة تجاوزت الاسبوعين جدد الجيش الوطني مساء اول امس الجمعة عمليات القصف المدفعي على مرتفعات جبل الشعانبي. وحسب مصادر عسكرية وعدد من المواطنين القاطنين اسفل الجبل فان قطع المدفعية الثقيلة المتمركزة بالسفح الشمالي للجبل وجهت ضربات عنيفة استهدفت هنشير التلة باعالي محمية الشعانبي بعد رصد تصاعد للدخان بها وتحركات مشبوهة في محيطها تؤكد ان المجموعات الارهابية التي ما تزال تتحصن بها بصدد صيد بعض الحيوانات للتغذي على لحومها واشعال النار لطبخها وهو امر لم يتعود عليه الارهابيون حتى لا تكشف اعمدة الدخان اماكن تواجدهم.. وحسب قوة القصف وعنف الضربات التي تواصلت فترة طويلة فانه من غير المستبعد ان يكون خلف بعض الاصابات المباشرة في صفوف المسلحين. تمشيط واسع منذ حادثة سيدي علي بن عون بولاية سيدي بوزيد التي اودت بحياة 6 شهداء من الحرس الوطني نصفهم من جهة القصرين كثفت الوحدات العسكرية وفرق مكافحة الارهاب من عمليات التمشيط على الحدود الفاصلة بين القصرينوسيدي بوزيد من جهة معتمدية حاسي الفريد المتاخمة للمنطقة التي شهدت العملية الارهابية لرصد اي محاولة تسلل من منفذيها نحو المرتفعات الجنوبية لجبل السلوم القريبة ثم التحول منها نحو الشعانبي.. كما تم تركيز نقاط تفتيش بجميع مداخل مدن القصرين وفريانة وحاسي الفريد وتلابت وسبيطلة لمراقبة مختلف وسائل النقل والتثبت من هويات راكبيها بحثا عن عناصر مشبوهة قد تكون فرت من سيدي علي بن عون في اتجاه الحدود الجزائرية. المناطق العسكرية تحاصر القصرين بالقرار الاخير الذي اتخذه رئيس الجمهورية اول امس الجمعة القاضي باحداث منطقة عمليات عكسرية تشمل بئر الحفي وسيدي علي بن عون وسيدي عيش وجبل الطوال وجبل أودادة وجبل السلوم وجبل الغرادق وجبل الكمايم وجبل الرخمات والمناطق المتاخمة لها.. وبما ان بعض هذه الاماكن توجد بولاية القصرين وخاصة جبلي الرخمات (تابع لمعتمدية سبيطلة) والسلوم فان مدينة القصرين اصبحت محاطة من جميع جوانبها بمناطق عسكرية ففي غربها ينتصب الشعانبي بقممه المتعددة وشمالها وشرقها تمتد سلسلة جبال سمامة على طول عشرات الكيلومترات. والان اصبح جنوبها اين يوجد جبل السلوم منطقة عسكرية كذلك.. ولم تبق من المنافذ المؤدية الى القصرين الا الطرقات الوطنية عدد 13 شرقا و15 جنوبا و17 شمالا وكلها توجد بين الجبال الثلاثة المذكورة..وهو ما يؤكد ان السلطات الامنية والعسكرية قررت تضييق الخناق على تحركات الارهابيين ومحاصرتهم في الجبال ومنع نزولهم الى المدينة للحصول على التموينات التي يحتاجونها او التواصل مع الخلايا المتعاونة معهم في انتظار حسم امرهم واستئصالهم نهائيا.