بعد مفاوضات عسيرة و مضنية تم حدود منتصف الليل الإعلان عن تعليق الحوار الوطني حول الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة المقبلة.. وجاء هذا التعليق اثر جلسات ساخنة شهدت شدا وجذبا ومناورات بين مختلف الفرقاء السياسيين.. وقد اكد حسين العباسي انه تم تعليق الحوار في انتطار ايجاد ارضية ملائمة لانطلاقةجديدة للحوار واذا لم يتم النجاح في الحوار سنقوم بالاعلان عن الطرف الذي افشل الحوار..وسنتحمل كرباعي في تقديم بعض الاسماء التي ستكون قادرة على قيادة البلاد.. فبعد أن طفا كل من أحمد المستيري ومحمد الناصر على سطح الأحداث كمرشحين بارزين لتولي هذا المنصب؛ عاد عبد الكريم الزبيدي ومصطفى كمال النابلي ومحمد النوري الجويني إلى السباق بحظوظ وافرة في ظل تسريبات تؤكد صرف النظر عن المستيري والناصر بسبب الإختلاف الحاصل بين الترويكا وجبهة الإنقاذ حول هاتين الشخصيتين. وبالتوازي مع دعم جبهة الإنقاذ لعبد الكريم الزبيدي حرصت حركة النهضة على تدارك موقفها، حيث طرحت مرشحين جديدين وهما عبد الرؤوف العيادي و نجيب حسني مع الإبقاء على تمسكها بالمستيري. وحسب مصدر من داخل جلسات الحوار فقد تم رفض عبد الكريم الزبيدي من قبل رئاسة الجمهورية كما تردد في كواليس الحوار الوطني طرح اسم الفاضل خليل كبديل مقترح من قبل اتحاد الشغل في حال انسداد أفق الاتفاق بين مختلف الاطراف السياسية..وهو ما لم يؤكده أي طرف، وقد تباينت آراء المشاركين في الحوار وتضاربت تصريحاتهم حول الاتفاق من عدمه..و في هذا الاطار أكد القيادي في حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي أن حزبه متمسك بأحمد الميستيري لرئاسة الحكومة المقبلة؛ معللا ذلك بقدرة الرجل على أن يكون صمام الأمان لكل التونسيين دون استثناء؛ وضمانة لمرور البلاد الى بر الأمان في هذه المرحلة الحرجة واستكمال المسار الثوري..وذلك بالنظر لما يكتسبه من خبرة واسعة وانفتاح على مختلف الأطياف والمشارب الحزبية..و ليس لكونه "نهضاويا" كما تروج له بعض الجهات.. كما أكد الجلاصي قائلا:"لن نستغني على أحمد المستيري ولن نتنازل عن خيارنا؛ خاصة وأننا قدمنا تنازلات مؤلمة في الفترة الماضية خدمة لمصلحة البلاد..وأريد أن أذكر بأننا لانقف مع بقية الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني على نفس الارضية خاصة وأننا موجودون في الحكم بفضل انتخابات شعبية حرة".. وأشار الجلاصي إلى وجود نية مسبقة من قبل بعض الأطراف للدفع بنتائج الحوار نحو الفشل..حيث شبه سعيها في اتجاه بما أسماه "بالزواج لغاية الطلاق".. من جهته أكد الناطق الرسمي للجبهة الشعبية حمة الهمامي أن الاطراف المشاركة في الحوار اتفقت حول الاستغناء عن خياري المستيري ومحمد الناصر نتيجة التباين الكبير الحاصل بشأنهما..معتبرا أن التمسك بهاتين الشخصيتين هو مضر بالمسار الحكومي ومضيعة للوقت.. ◗ وجيه الوافي
حسين العباسي: لا معنى للحوار في غياب التزام بعض الأحزاب أعلن حسين العباسي أمام الأحزاب المشاركة في الحوار الوطني ما يلي: كرباعي قررنا تعليق الحوار ونحن غير مسؤولين عما قد يحدث بعد اتخاذ هذا القرار فلا معنى للحوار إذا وجدنا غياب الالتزام من طرف بعض الأحزاب داخل المجلس التأسيسي. ونحن كرباعي غير مستعدين لمواصلة الحوار في هذا الجو الذي غابت فيه روح التوافق. نحن أخذنا مسافات عن جميع الأطراف لكن لم نجد تمشيا واضحا للحوار كما توجد عديد الجهات التي حاولت إفشال الحوار». وأضاف «نحن كرباعي لا نؤمن بالفشل وقدر التونسيين أن يؤمنوا بالحوار ولا يمكن أن نقبل بشيء آخر لذلك قررنا تعليق الحوار».
الطيب البكوش: تم تعليق الحوار بعد عدم التوصل الى توافق أكد الامين العام لحزب حركة نداء تونس الطيب البكوش أنه تم تعليق الحوار الوطني بعد عدم التوصل الى حل لحد الان في ما يتعلق بالتوافق حول اسم رئيس الحكومة القادمة. وقال البكوش في تصريح ليلة الاثنين انه حصل شبه توافق على اسم عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع السابق غير أن رئاسة الجمهورية ساهمت في افشال الحوار برفضها لهذه الشخصية على حد تعبيره.
راشد الغنوشي: «الترويكا» لن تسلم الأمانة إلا إلى أيادي أمينة قال راشد الغنوشي أن الحوار سيستأنف قريبا بسبب حاجة البلاد للحوار ونحن حريصون على نجاحه..وقد قدمت الترويكا مقترحات والنهضة أيدت ترشيح المستيري تقديرا لدوره التاريخي في خدمة الديمقراطية ولا نرى مبررا لرفضه من قبل بقية الأحزاب، التي بحثت عن شخصية أقل حياد..والترويكا لن تسلم الأمانة إلا إلى أيادي أمينة.. الغنوشي اكد تمسك النهضة بأحمد المستيري في قادم جلسات الحوار لانه اكفأ المرشحين.
