قال مسؤولون أمنيون إن مقاتلي تنظيم "داعش" هاجموا عاصمة محافظة الأنبار بالعراق على عدة جبهات فاستولوا على منطقتين على مشارف المدينة في نكسة لحملة القوات الحكومية لاستعادة المنطقة الصحراوية. وقال المسؤولون الأمنيون ومصدر طبي إن مقاتلي التنظيم الجهادي نشروا مركبات ومفجرين انتحاريين لاختراق خطوط قوات الحكومة العراقية إلى الشمال من مدينة الرمادي الليلة الماضية قبل أن يشنوا هجوما وهم مترجلون. وتحدث صباح كرحوت رئيس مجلس محافظة الأنبار هاتفيا إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي ليطلب إرسال تعزيزات عسكرية وإمدادات إلى مقاتليه على وجه السرعة قائلا إنهم يواجهون نقصا في الذخائر. وزار العبادي الأنبار يوم الثلاثاء وأعلن بدء عملية تحرير المحافظة التي تعد معقل المسلمين السنة ساعيا إلى البناء على الانتصار على تنظيم "داعش" الأسبوع الماضي في مدينة تكريت. غير أن مصدرا في الشرطة في مدينة الرمادي قال في وقت مبكر يوم الجمعة إن المتشددين استولوا على نصف منطقة البو فراج وقال عذال الفهداي عضو مجلس المحافظة فيما بعد إن مقاتلي التنظيم اجتاحوها تماما. وتفر مئات العائلات من البو فراج إلى الشمال مباشرة من الرمادي بعد أن اقتحم مسلحو "داعش" منازل رجال الجيش والشرطة في المنطقة وقتلوا 15 شخصا من أفراد أسرهم. وقال مصدر بالشرطة إن سيارة ملغومة نسفت الجسر الذي يربط الرمادي ومنطقة البو فراج عبر نهر الفرات. وألقى ضابط في الجيش ومصدر الشرطة باللوم على أعضاء عشيرة البو فراج التي تعيش في تلك المنطقة في السماح للمقاتلين بالتسلل إلى منطقتهم. وقال الفهدواي والشيخ غسان العيثاوي أحد قادة العشائر المحلية إن المقاتلين المتشددين استولوا أيضا على منطقة البو عيثة المجاورة. وكانت مناطق من الأنبار سقطت من قبضة الحكومة حتى قبل اجتياح تنظيم "داعش" لمدينة الموصل الشمالية في جوان الماضي وتقدمهم في مناطق السنة بالعراق. وكان التنظيم استولى على مساحات واسعة في سورياوالعراق العام الماضي وأعلن فيها قيام دولة الخلافة. واستعادت قوات امنية وميليشيات شيعية منذ ذلك الحين بعض الأراضي في العراق لكن المناطق السنية الرئيسية لا تزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية ومنها الأنبار ومحافظة نينوى الشمالية. وفي الأنبار التي تتاخم سوريا والسعودية والأردن ظلت بعض جيوب من الأرض تحت سيطرة الحكومة وكانت الرمادي نفسها محل تنازع بين الفئات المتقاتلة. وكانت الميليشيات الشيعية لعبت دورا رئيسيا في وقف تقدم مقاتلي الدولة الإسلامية في أماكن أخرى لكن مسؤولين من الأنبار السنية عبروا عن تحفظاتهم على دور هذه الميليشات في ساحات المعارك.