نجحت في حدود الساعة الثانية من فجر أمس الاثنين الوحدات الأمنية لإقليم الأمن الوطني بنابل وتحديدا على مستوى فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بالحمامات في القبض على المتشدد الديني سليم بوحوش زعيم ما يعرف بكتيبة أبو مريم الارهابية والمصنف أمنيا بالعنصر الارهابي الخطير جدا في أعقاب مداهمة منزل عائلته بأحد أحياء مدينة الحمامات قبل نقله مباشرة الى الوحدة الوطنية للابحاث في الجرائم الارهابية بالقرجاني لمواصلة الابحاث معه. وحسب المعلومات المتوفرة فإن معلومة سرية توفرت لدى أعوان فرقة الشرطة العدلية بالحمامات مفادها نزول المشتبه به -وهو شاب في الثلاثين من العمر ومحل أربعة مناشير تفتيش في قضايا إرهابية بينها اثنان خاص وأكيد – من الجبل إلى منزل عائلته على الارجح لتغيير ملابسه، ونظرا لأهمية المعلومة وخطورتها في الان نفسه، فقد تجند الاعوان للايقاع بالمشتبه به. مداهمة ناجحة تلقى الاعوان إذنا من النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بنابل بمداهمة المنزل، فتحولوا بتعزيزات كبيرة إلى المكان، وحاصروه من كل جانب ثم داهموه، ليعثروا على الارهابي الخطير بصدد الاستحمام وبالقرب منه بعض الملابس الوسخة وأخرى نظيفة كان يستعد لارتدائها قبل العودة الى الجبل، فألقوا القبض عليه رغم محاولته الاستعصاء واقتادوه مباشرة الى مقر منطقة الأمن الوطني بالحمامات ومنه الى القرجاني. إيقافات بالجملة وكانت الوحدات الأمنية لمنطقة الأمن الوطني بالحمامات بالتنسيق مع وحدات منطقة الأمن الوطني بالمهدية قد نجحت يوم 7 فيفري الفارط في تفكيك كتيبة أبو مريم، حيث ألقت القبض على عشرة مشتبه بهم في أعقاب سلسلة من الكمائن والمداهمات بالمهدية والحمامات، قبل أن يرتفع عدد المحتفظ بهم الى عشرين شخصا بعد تحريات ومداهمات قامت بها الوحدة الوطنية للبحث في جرائم الإرهاب بالقرجاني إضافة إلى حجز درّاجتين ناريّتين استعملتا لرصد الأهداف المخطط لضربها ووحدات مركزيّة لأجهزة إعلاميّة وثلاثة حواسيب محمُولة وعدد كبير من الهواتف المحمولة. مخطط لصنع حزامين ناسفين وكشفت الابحاث حينها ان هذه الكتيبة مُهيكلة تنظيميّا وتنشُط بجهة الحمّامات ونابل وتتفرع عنها ست خلايا إرهابيّة مختصة في الإستقطاب سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو مباشرة والتمويل والدعم اللوجستي بالمواد الأولية لصنع المتفجرات كما كانت تستعد لإعداد وصنع حزامين ناسفين على الاقل بعد أن نجحت في صنع قنبلة بطريقة غير تقليدية وتفجيرها في الجبل قصد تفجير مركز الأمن الوطني بالحمامات المدينة كهدف أول ثم اختطاف سائح وتحويل وجهته إلى الجبل المحاذي لمدينة الحمامات وذبحه على الطريقة "الداعشية" بهدف بث الرعب والفوضى في الجهة وضرب السياحة إضافة إلى رصد منشآت أمنيّة وعسكريّة بالجهة بنيّة إستهدافها أيضا في صورة نجاح العملية الارهابية الأولى. حملات تمشيط للجبل إثر الإطاحة بأبرز عناصر هذه الكتيبة وفي ظل تحصن زعيمها بالفرار، ظلت الوحدات الأمنية تمشط بين الحين والآخر الجبل المحاذي لمدينة الحمامات لتوفر معلومات حول تحصنه فيه، وقد عثرت خلال إحدى هذه العمليات على هويات جل عناصر الكتيبة مكتوبة على جدار منزل مهجور بالجبل يعتقد أن الارهابيين كانوا يعقدون اجتماعات فيه، و تم استغلال تلك المعطيات لكشف المزيد من التفاصيل حول هيكلة الكتيبة والخلايا المتفرعة عنها قبل أن تتوصل أخيرا الى القبض على زعيمها. صابر المكشر جريدة الصباح بتاريخ 14 افريل 2015