كشفت أغلب القضايا الإرهابية التي باشرت النظر فيها الدوائر الجنائية بابتدائية تونس أن ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور الموالي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافه المتمثلة في اقامة الدولة الإسلامية وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وذلك بإعلان الجهاد لتنفيذ تلك الغايات، وللغرض كوّن قادة التنظيم خلايا ارهابية بالبلاد وخاصة بالمناطق الحدودية مع الجزائر ومنها الخلية التي اتخذت من جبال الطويرف بالكاف قاعدة للقيام بأنشطتها الإرهابية واستهداف وزعزعة أمن البلاد والنيل من الأشخاص والأملاك. وقد تم توزيع الأدوار بين عناصر تلك الخلية فمنهم من ذهب الى ليبيا لتلقي تدريبات عسكرية وجلب الأسلحة وآخرون قدموا الدعم اللوجستي لبقية عناصر الخلية المتمركزة بجبال الطويرف والتي يتزعمها المتهم أحمد بن أحمد بكار المعروف بكنية أنس وهو جزائري الجنسية وتضم هذه الخلية بعض القيادات على غرار مكرم المولهي ومراد الجلاصي ووائل الوسلاتي وراغب الحناشي. وبينت الأبحاث أن بعض المتهمين في أحداث فرنانة تدرّبوا بمعسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بليبيا على غرار جمال الماجري (عون أمن سابق) حيث تدرب في تلك المعسكرات تدريبا نظريا وتطبيقيا وكلفه سيف الله بن حسين «أبو عياض» بالإشراف على ما يعرف تنظيم أنصار الشريعة بالكاف وجندوبة بمعية مكرم المولهي. عز الدين عبد اللاوي القيادي بتنظيم أنصار الشريعة المحظور والمورط أيضا في قضية أحداث فرنانة تلقى بدوره تدريبا عسكريا بمنطقة درنة الليبية بمعية القضقاضي ولطفي الزين وأبو بكر الحكيم وأشرف على تدريبهم أحمد الرويسي ودرّب عبد اللاوي بدوره مجموعة من الشبان التونسيين وبايع أبو عياض وأصبح عنصرا بارزا في التنظيم، كما كشفت الأبحاث أن عبد الرؤوف الطالبي «طبيب ينتمي لتنظيم ما يعرف بأنصار الشريعة» تحوّل إلى منطقة جبال الطّويرف والتقى بالجماعة المسلحة ونقل رسائل مشفرة من أمير الجماعة أحمد بن أحمد بكار المكنى أنس وسلمها إلى المتهم محمد العوادي، كما تمّ الكشف أيضا أنّه تلقّى تدريبات عسكريّة بليبيا لينفذ فيما بعد عمليات إرهابية بتونس.