وَصَفَ تقريرٌ حقوقي دولي الإعلاميين في ليبيا ب"فريسة للميليشيات المتناحرة"، مع غرق البلاد في مزيد من الفوضى، إذ زادت أعمال العنف المستهدِفة للصحفيين بشكل ملحوظ منذ نهاية الثورة. وقال تقرير منظَّمة "مراسلون بلا حدود" سيصدر عشية احتفال العالم في الثالث من ماي باليوم العالمي لحرية الصحافة بخصوص الحالة الليبية: "إنَّ انعدام الأمن المتفشي في ليبيا هو مصدر الخطر الرئيسي الذي يتهدد حرية الإعلام". وتابع التقرير "إنَّ حكم الميليشيات المسلحة يؤثر في عمل الإعلاميين، الذين يكتوون بنار الرقابة الذاتية المستمرة والتهديدات المتكرِّرة والترهيب والاعتقال التعسفي أو حتى التعذيب في بعض الأحيان والقتل مع الإفلات من العقاب". وما يعكس المخاطر الجمة التي تعترض عمل الصحفيين في ليبيا وفق تعبير تقرير المنظَّمة غير الحكومية، أن "حمل الكاميرا أو بطاقة صحفية يتطلب شجاعة كبيرة". وتصدر منظَّمة "مراسلون بلا حدود" ومقرُّها في العاصمة الفرنسية باريس، تصنيفًا عالميًّا سنويًّا للبلدان يقيس مدى احترام حرية الصحافة فيها. وجاءت نتائج التقرير بالتزامن مع صدمة المجتمع الدولي من قتل خمسة صحفيين يعملون في قناة "برقة" والصحفييْن التونسييْن المخطوفيْن في ليبيا سفيان الشورابي ونذير القطاري. وكان فريق قناة "برقة" قد خُطف في أوت الماضي عند حاجز وهمي لمجموعة يرجَّح أنَّها تابعة لعناصر تنظيم "داعش" في ليبيا، بينما كانوا عائدين من تصوير افتتاح اجتماعات مجلس النواب. وكذلك أعلنت الحكومة الموقتة المعترف بها دوليًّا مساء الأربعاء، أنَّ مجموعة من الموقوفين اعترفوا بمسؤوليتهم عن قتلهم، إضافة إلى الصحفييْن التونسييْن اللذين اعترفوا بإعدامهما. وأظهر مجددًا تقرير "مراسلون بلاد حدود" تراجع ليبيا في الترتيب السنوي عن السنة المنصرمة، ب17 مركزًا (137 عالميًّا)، فيما تحتل حاليًّا المرتبة 154 عالميًّا و17 عربيًّا وال5 مغاربيًّا من ضمن 180 دولة، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ ترتيبها لم يصل إلى المرتبة المتدنية المسجلة في سنة 2010 خلال حقبة القذافي، حيث جاءت في المركز 160. وللتذكير تذيَّلت ليبيا الترتيب المغاربي الذي يضم خمس دول، بينما حازت موريتانيا على المركز الأول والثاني عربيًّا تليها الجزائر وتونس والمغرب.