افتتحت اليوم بمقر المعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس فعاليات المنتدى العالمي للديمقراطية المباشرة الحديثة في دورته الخامسة و يتواصل الى غاية 17 من الشهر الجاري تحت شعار "اللامركزية من خلال المشاركة "بتنظيم من جامعة قرطاج و الاتحاد العام التونسي للشغل و بوابةSwiss info والمعهد الدوليللديمقراطية والانتخابات IDEA و منظمة الديمقراطية العالميةو بمشاركة عدد من المنظمات و الهيئات والجمعيات من تونس و من 33 دولة . واشرف على افتتاح المنتدى الحبيب الصيد رئيس الحكومة بحضور السادة حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل و برنو كوفمان رئيس المنتدى و لسعد العاصمي رئيس جامعة قرطاج , كما واكب الجلسة الافتتاحية عدد هام من الشخصيات الممثلة لمختلف الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني . وفي كلمته اشار الحبيب الصيد الى ما يتضمنه الدستور التونسي من فصول متعلقة بالحكم الرشيد و بقضايا الديمقراطية التشاركية و بتوزيع السلطة بين المركز والمؤسسات الجهوية والمحلية مؤكدا حرص الحكومة على الاتزام بهذه المبادئ واحترامها بما يمكن من ارساء مؤسسات جهوية ومحلية قادرة على الاستجابة لتطلعات المواطن في تنمية فاعلة وفي تحقيق العدالة الاجتماعية . و تطرق الصيد بالمناسبة الى اهمية دور المجتمع المدني ومكوناته في العمل جنبا الى جنب مع مؤسسات الدولة قصد تجسيد مبادئ الدستور على ارض الواقع و توفي المناخ الاجتماعي السليم لتحقيقها. وفي مستهل كلمته اتى برنو كوفمان على اسباب اختيار تونس لاحتضان هذا الحدث العالمي اعتبار لنجاحها في تحقيق انتقال ديمقراطي سلمي و في تركيز اولى لبنات دولة ديمقراطية عبر ترسيخ سيادة الشعب وسن دستور من احدث دساتير العالم . و من جهته اكد السيد لسعد العاصمي رئيس جامعة قرطاج ان تونس دخلت بعد نجاحها في الاستحقاقات الانتخابية و تجاوز مرحلة التجاذب و الاختلاف عبر الحوار و التوافق و الانتخاب مرحلة جديدة في مسار طويل من اجل تكريس مبادئ واليات الديمقراطية المباشرة والتشاركية من خلال تركيز مجالس محلية وجهوية و بلديات دعما لمشاركة اوسع للمواطن في بلورة الخيارات والسياسات واقتراح القوانين وصنع القرار . ولدى تناوله الكلمة بين حسين العباسي اهمية انعقاد المنتدى العالمي للديمقراطية الحديثة المباشرة في تونس تزامنا مع انطلاق النقاشات حول المشاريع ذات العلاقة بالسلطة المحلية و الجهوية معتبرا اياه فرصة للخبراء و اهل الاختصاص لتقديم جملة من المقترحات و التوصيات الهامة في هذا الاطار . و استعرض العباسي الادوار التي لعبها الاتحاد في ايصال البلاد الى هذه المرحلة عبر تجميع كل الفرقاء على طاولة الحوار واعلاء مصلحة تونس باعتماد منهج التوافق , مؤكدا على موقف المنظمة الشغيلة الثابت و الرافض للمنوال التنموي القائم على عدم التوازن بين مختلف الجهات و الفئات معتبرا ان الديمقراطية التشاركية المحلية احد اهم اليات تفعيل دور المواطن في اختيار البرامج التنموية مما يسهم حتما في تحقيق تنمية عادلة ومتضامنة وفي بناء اللامركزية التشاركية