أكد وزير التربية السابق (حكومة مهدي جمعة)، فتحي الجراي، أن عملية الاصلاح التربوي كان بالامكان أن تمثل منطلقا لثورة ثقافية حقيقية في تونس، عبر جعل المؤسسة التربوية قاطرة للاصلاح الشامل، ورافعة للقيم الحضارية، معتبرا أن ذلك لم يتحقق جراء ما أسماه "الانحراف بعملية الإصلاح التربوي عن مسارها الصحيح في الفترة الاخيرة". وقال في ندوة اقليمية نظمتها الأحد بصفاقس التنسيقية الجهوية للجمعيات التربوية تحت عنوان "الاصلاح التربوي شان مجتمعي"، ان لجنة القيادة صلب وزارة التربية هي، في رأيه،"لجنة بلون واحد"، إذ تم اقصاء عديد الجمعيات التربوية من عملية الحوار. ودعا الجراي الى التريث وعدم التسرع في عملية الاصلاح الا في الامور المستعجلة مع ضرورة مراعاة مبادئ الموضوعية والانصاف وبعيدا عن ما اسماه "بالتشنج والتوظيف السياسي والايديولوجي". كما اوصى بتنظيم الحوار المجتمعي على امتداد سنة كاملة ليتوج بوضع استراتيجية متكاملة ودائمة "قصد تجنب تكرار السقوط في اخطاء الماضي". ومن جهة اخرى، اعتبر ان ديمقراطية التعليم واجباريته ومجانيته تبقى دائما من نقاط قوة المنظومة التربوية التونسية رغم تراجع ادائها الذي تجسم في نسب النجاح وضعف التحصيل في اللغات والهوة بين مخرجات المنظومة التربوية واحتياجات سوق الشغل. من جهته نبه بلقاسم حسن، متفقد عام للتربية متقاعد،من سقوط الاصلاح في خطأين كبيرين لا سيما الوصاية والاقصاء من جهة والارتجالية والشكلية من جهة اخرى بما يساهم في الانعكاس سلبا على جوهر الاصلاح وجديته ونجاعته. واعتبر ان مسالة الهوية "ابعد ان تكون مسالة محسومة منذ عقود وهو ما يفسر فشل عمليات الاصلاح التربوي المتعاقبة منذ زمن بورقيبة الى اليوم". وعبر رئيس الجمعية التونسية للمربين والمشرف على تنسيقية الجمعيات التربوية بصفاقس، عبد الستار الفقي، عن تحفظاته ازاء عملية الحوار حول الاصلاح التربوي المتعلقة اساسا بالتسرع في انطلاق هذا الحوار دون مشاركة عديد الجمعيات التي لها اسهامات في المجال التربوي. ويشار ان التنسيقية الجهوية للجمعيات التربوية التي تضم 11جمعية، تهدف الى المساهمة في الحوار الوطني حول اصلاح المنظومة التربوية كاحد استحقاقات الثورة بحسب ما اكده رئيس الجمعية التونسية للمربين. (وات)